شب في منتصف نهار يوم السبت الأخير بزنقة اليازغي بحي لافيلات بالدار البيضاء، حريق مهول بإحدى العمارات، تطلب تدخل رجال الوقاية المدنية والإطفاء وحضور فرق متعددة لرجال الأمن. وهو الحريق الذي شب أولا بمخزن للأرائك الإسفنجية، كان موضوع شكايات عدة من الساكنة، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا للاستجابة لتظلمات السكان المشتكين. ولقد تصاعدت الأدخنة السوداء بسرعة قياسية، تبعتها ألسنة النيران التي بدأت تتصاعد إلى طوابق العمارة الأربعة وبلغت بسرعة حتى الطابق الرابع، مصحوبة بدخان كثيف خانق. ولقد سارع سكان الحي قبل وصول رجال الإطفاء إلى إجلاء السكان وأغلبهم نساء وأطفال صغار من نافذة خلفية للعمارة في الطابق الأول، فيما تم تكسير زجاج عدد من السيارات المركونة ودفعها باليد بعيدا عن ألسنة النيران، وهي الألسنة التي بلغت سيارة من نوع مرسيديس أتت عليها في ظرف نصف ساعة كاملة. ولقد خلفت تلك النيران رعبا في كامل حي لافيلات، خاصة بعد وصول سيارات الإطفاء وإغلاق شارع زينب إسحاق وزنقة اليازغي. ولقد تطلب الأمر ساعة كاملة قبل التمكن من إخماد النيران، التي خلفت خسائر مادية جسيمة ولم تخلف (بفضل التضامن بين السكان) أية إصابات بشرية. وحسب الساكنة التي التفت حول فرق الأمن الخاصة، فإن السلطات المحلية تتحمل المسؤولية لأنهم سبق وكاتبوها مرارا حول ذلك المخزن ومخازن مماثلة بذلك الحي، ولم تحرك ساكنا.