تسبب حريق مهول، شبّ صباح أمس الثلاثاء في أحد المباني السكنية في زنقة المنصور العابدي بحي المعاريف في الدارالبيضاء، في خسائرَ مادية جسيمة للسكان بينما لم يخلّف ضحايا في الأرواح، بفضل إسراع سكان العمارة في إخلاء المبنى. وقد أوقفت الشرطة المسؤول عن تدبير المخزن الذي انطلقت منه النيران وأحد العمال من أجل التحقيق معهما حول أسباب اندلاع الحريق المهول، الذي كاد يتسبب في كارثة، لولا سرعة إخلاء السكان منازلَهم. وعاينت «المساء» رجال الوقاية المدنية ينقلون أحد زملائهم إلى المستشفى على وجه السرعة، بعد أن أصيب خلال الحريق نتيجة سقوط قطعة من الإسمنت عليه بسبب تصدّع المبنى. وأكد شهود عيان التقتهم «المساء» أن الحريق شبّ في حوالي الساعة التاسعة والنصف وبدأ داخل مخزن العطور الواقع أسفل المبنى، قبل أن ينتقل إلى باقي الطوابق الخمسة ويدمّر محتوياتها بشكل كامل. وأضافت المصادر ذاتها أن امرأة وضعت مولودا قبل أيام تقطن بالمبنى المحترق نجتْ، هي ووليدها، من الحريق، بعد أن غادرت منزلها لحظات قليلة بعد اشتعال النيران، وشددت المصادر ذاتها على أن السكان غادروا دون أن يتمكنوا من إخراج أي شيء من منازلهم، بسبب شدة الحريق. وأصيب السكان، الذين كانوا في مقرات عملهم وحلوا بمكان الحريق، بحالة من الهستيريا ودخلت بعض النساء في غيبوبة، بعد أن اكتشفن أن النيران التهمت محتويات منازلهن بشكل كامل. وأدى الحريق إلى انفجارات قوية داخل العمارة، بعد انفجار قنينة غاز كانت داخل المبنى وتسببت في تصدعات كبيرة في واجهته الخارجية. وعزا سكان العمارة المتضررة انتشار الحريق إلى الطابق الخامس إلى غياب الموارد اللوجستية لأفراد الوقاية المدنية، الذين ظلوا يبحثون لمدة تزيد على نصف ساعة عن مصدر قريب للمياه. وقد عبّأت الوقاية المدينة مع توالي الدقائق أكثر من 30 فردا من عناصرها من أجل إخماد الحريق، الذي استمرت محاولات إخماده أزيدَ من أربع ساعات، قبل أن تتمكن من إخماده بشكل كامل، مستعملة مواد كيميائية خاصة للتعامل مع هذا النوع من الحرائق التي تكون ناتجة عن احتراق مواد كيماوية.