في الوقت الذي توج فيه الأمريكيون أوباما رجل السنة، احتار المغاربة واختاروا رئيس حكومتهم؛ رجل «نْسانا».. نَسينا بعد عام على تنصيب الفريق الذي انتظر الجميع انه سيمر بهم الى الدور الثاني من التطلعات في افق الاطاحة بالفرق بين مجتمعات التقدم ومجتمعات التكتم، نسي ان دوره يتمثل في القطع مع الاخفاقات وماضي التوافقات و انخرط في عمل يومي روتيني لا تختلف خطته مع خطط من سبقوه اللهم حضور في الدفاع والهجوم والملعب والمدرجات في آن واحد. الذين اختاروا بنكيران لا يريدون موظفا يمضي يومه في التدقيق في الپارافورات ولكن يريدون مسؤولا يتأمل ويحارب تمركز مجموعة من السلطات والقرارت في شخص رجل سياسة المفروض انه يسن احسن السبل وييسر الطرق لا أن يغرق وسط سيل الأوراق والمذكرات والمراسيم! من حق المواطنين ان يقولوا عمن ذاع صيته في الحملة وضاع صوته بعدها انه نسيهم، لأن الإجماع كان بحجم التعاقد، والانتظارات كانت كبيرة، تقطع مع اسلوب الترقيع، بعد عام مر سريعا، سريعا جدا كان الجميع ينتظر قرارت شجاعة تضع البلاد على سكة التنمية بعدما اجتازت محطة الديمقراطية بنجاح. ما الذي يمنع رئيس الحكومة من التقرب اكثر من كل شرائح المجتمع عن طريق تنويع قنواته الاعلامية, بدل إثقال القناتين البئيستين بشروط وتحملات تزيد من هروب المشاهدين الى محطات كانت في الأمس القريب تبث من سراديب المخابرات لتصبح الآن مضرب المثل في التعددية. لماذا لم يقترح الرئيس احد رجالاته في منصب الأمانة العامة للحكومة, حتى يمرر بيسر قوانينه التي ستوافق عليها أغلبيته في البرلمان، ومن ثم يخرج الى ارض الواقع بكل مسؤولية وحزم افكاره ومشاريعه بدل ان يتذرع بالمساطر!! الم يجد من يهمس في اذنه بالقول « لقد بوؤوك هذه المكانة لكي تضع حدا لكل ما من شأنه ألا يريح الضمائر بدعوى المساطر» ماذا سيدرٌس للأبناء عن فترة تولي هذه الحكومة مسؤولية تدبير الشأن العام، كيف سيختصر أستاذ التاريخ حقبة بنكيران ا ذا لم يتخذ قرارات شجاعة تبقى موشومة في الذاكرة، لقد كان عباس الفاسي حكيما عندما نصح اتباعه عقب تسليمه مفاتيح الحزب بأن يكونوا سياسيين لأن الإدارة مليئة بالخبراء ... المغاربة لاينتظرون من وزيرهم ان يتبجح بكون ميزانيته قد حظيت بموافقة الغرفة الثانية بالقدر الذي يريدون منه ان يشرح لهم بالتفصيل جدوى وجود هذه الغرفة بالأساس !! من توج بنكيران «رجل نْسانا» كان ينتظر منه توجهات استراتيجية منسجمة مع طموحه لا قرارات ادارية تعبث بالواقع وتكسر الامل في تغيير حقيقي، ارضاء كل الناس غاية لا تدرك فلماذا لا يحاول رئيس الحكومة ان يرضي نفسه و حزبه وأغلبيته ويدع الحكم للمصوتين عند نهاية المهمة بدل ان يشركهم في الشاذة والفادة وتضيع بذلك المسؤولية وسط التوافقات، المسؤول عن تدبير الشأن العام لا يسعى الى إرضاء النقابات وأرباب العمل بل يدفعهم الى تبني وقبول سياسته في المرحلة التي يتولى فيها التسيير لانه يمثل طرفا ثالثا غيبته كثرته. ستمر هذه السنة سريعة كسابقتها، سنرى فيها بنكيران في كل مكان، في الملعب والمدرسة والمسجد وفي البرلمان ولكن لن نراه في مهرجان الفيلم بمراكش، سنسمعه يقول ان الشرخ عميق و»آش بغيتوني ندير ليكم « و «واش انا كرهت « سينضبط لمخططه التشريعي ويجيش فيالقه البارة للدعاية لانجازاته، سنسمع باهتمام كلامه في شهرياته الشهيرة التي ربما ستعرض على سيديات في درب غلف نقتنيها لنعوض بها فيلم السهرة قبل ان ننام ونحلم بغد افضل.