تحدث المشاركون في ندوة «واقع السينما الأمازيغية» التي احتضنها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمرارة عن واقع الدعم السينمائي الذي لا يعطي للفيلم الأمازيغي ما يستحقه من اهتمام ورعاية، وقال بوشتى الإبراهيمي رئيس جمعية المنتجين الأمازيغ ضمن فعاليات مهرجان تافوكت الذي تنظمه جمعية شمس بلادي للتنمية والمواطنة، أن 4 أفلام أمازيغية فقط تم تدعيمها من طرف المركز السينمائي المغربي، في حين يذكر أنه باع منزله في البداية لانتاج فيلم سينمائي أمازيغي رفقة المخرج الراحل محمد مرشيش. من جانبه استعرض المخرج والمسرحي عبد الله أوزاد عن المناظرة الوطنية للسينما التي لم تذكر فيها كلمة «سينما الامازيغية» على امتداد ثلاثة أيام من النقاشات، ولم تتم أية إشارة إليها في توصيات المناظرة، مما يؤكد استمرار تهميش وإقصاء الثقافة الأمازيغية، قبل أن يلح على ضرورة إعطاء الأسبقية للفنانين الأمازيغيين عندما يتعلق الأمر بدبلجة الأفلام والمسلسلات إلى الأمازيغية، خصوصا أنه لا يتم حتى الآن إنتاج إلا فيلم سينمائي أمازيغي في السنة يشتغل فيه هؤلاء. من جانبه طالب رشيد الزين بكوطة للفيلم الأمازيغي في صندوق الدعم السينمائي، مؤكدا أن الإنتاج هو حجر الزاوية وأن غياب الدعم لا يمكن أن يفرز سينما جيدة، كما تمنى أن يتدخل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ويضع رهن إشارة المركز السينمائي خبراء للمشاركة في قراءة السيناريوهات وتلافي الإساءات التي حملتها عدد من الأفلام الأجنبية التي صورت بالمغرب. كما ألح على ضرورة تشجيع كتابة السيناريو وتحفيز الشباب علة صناعة الأشرطة القصيرة وتشجيع المهرجانات. أما المخرج حسن بالحسن فقد تحدث عن معاناة الرعيل الأول من المخرجين الأمازيغيين، غير أن هذه النبرة المريرة التي تكلم بها المتدخلون لم تمنع من تأكيدهم على أن الأمل يبقى قائما من خلال عدد من المؤشرات التي يشكل هذا اللقاء المنظم ضمن مهرجان تافوكت مثالا لها. الندوة توجت بتكريم المخرج حسن بالحسن الذي تسلم درع المهرجان من عميد المعهد أحمد بوكوس ورئيسة الجمعية المنظمة فاطمة فرحات قبل أن يتم عرض فيلمه «بعرض فيلم "امزووك» . هذا وتواصلت فعاليات المهرجان الذي تنظمه جمعية شمس بلادي للتنمية والمواطنة بدعم من وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بتنظيم ورشة تعليم أبجدية تفيناغ للأطفال يؤطرها مركز البحث التكتيكي والبرامج البيداغوجية، أما بعد الزوال بالمعهد دائما، ومناقشة كل من الأساتذة أحمد صعيد، أحمد المنادي، أبو القاسم الخطير سؤال «الأدب الامازيغي الحديث»، قبل أن يفسح المجال لقراءات شعرية متنوعة مصاحبة بفقرات عزف على آلات موسيقية امازيغية وعربية، وتوقيع ألبومات غنائية للفنانين أحمد امانوز وميلود العرباوي. وتنظيم ندوة كبرى حول موضوع «الثقافة الامازيغية بين الوحدة والتنوع»، شارك فيها بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، كل من السادة محمد الأمين الصباحي وزير الثقافة، إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الأنسان، وأحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وسير الندوة الدكتور محمد جودت من المنظمة الدولية للثقافة الشعبية. واختتم المهرجان بسهرة فنية كبرى مع رواد الأغنية المغربية، محمود الإدريسي، فاطمة تحيحيت، فاتن هلال بك، مجموعة ازنزار الشامخ، مجموعة العرباوي، عتيقة عمار ومجموعة أحواش، عزف اوركسترا امانوز، تنشيط الفنان الحسين بنياز، تقديم الإعلامية زاينة همو. السهرة الختامية عرفت تكريم رواد الأغنية الامازيغية الرايس أحمد امتناك والرايسة تالكريشت، والاعلامي محمد مماد مدير القناة الامازيغية.