استقبل الموظفون وكتاب الضبط التابعون للنقابة الديموقراطية للعدل بالعيون وزيرهم مصطفى الرميد بعبارة «ارحل», مع إشهار الورقة الحمراء في وجهه وإطلاق العنان للصفارة. انتظم المنضوون تحت لواء النقابة الديموقراطية للعدل بمكتبهم المحلي, العضو في الفيدرالية الديموقراطية للشغل عند مدخل المحكمة الابتدائية بالعيون للاحتجاج على وزير العدل والضغط عليه للتراجع عن قرارات الاقتطاعات من الأجور بسبب الاضرابات التي نفذتها النقابة سابقا وشلت حركة القضاء ومعالجة ملفات المواطنين . المحتجون تأهبوا منذ الصباح الباكر ماديا ومعنويا ولوجستيكيا ، من ماء ولافتات ومكبر الصوت وصفارات واوراق حمراء وانتظروا الى الحادية عشرة صباحا . وما ان ظهر الوزير رفقة المسؤولين القضائيين بالاقليم حتى انطلقت حناجر المحتجين مرددة شعارات مضادة لسياسة وزير العدل, مع التصفيق الذي رد عليه الرميد بالمثل . والتف المحتجون حول الوزير في شبه منعه من التوجه الى مكتب رئاسة المحكمة, مما اضطره الى اللجوء لدفع المحتجين ليفتح الطريق أمامه للمرور, مما خلق ارتباكا وصعوبة في الدخول الى المحكمة رغم ان احد رجال الشرطة بالزي المدني كان يحاول فسح الطريق امام الوزير لكنه غلب على امره, وكادت تجاذبات بينه وبين المحتجين ان تاخذ منحى آخر لولا تدخل مسؤول امني لفض التشابك والتجاذب العادي في مثل هذه الحالات . واللافت للنظر هو ان الوزير الرميد لم يسمح لرجال الأمن بالتدخل لفسح الطريق امامه للمرور في اشارة منه تمت معاينتها بترك الامور على ما هي عليه . والتحق المحتجون بالوزير الى ان دخل مكتب الرئاسة حيث اجتمع بالقضاة العاملين بنفوذ المحكمة الابتدائية, صابين عليه غضبهم بالشعارات المطالبة اياه بالرحيل عن وزارة العدل والحريات . والتحق المحتجون ببهو النيابة العامة بنفس المحكمة لمقابلته بنفس الوقع والشعارات الى ان غادر في اتجاه محكمة الاستئناف بالعيون حيث تبعوه الى هناك ودخلوا بالقوة مكسرين الباب الرسمي الحديدي بسبب التدافع وواصلوا احتجاجاتهم ,في نفس الوقت تابع الوزير الرميد برنامج زيارته المقررة لهذا اليوم . وتلقى شكايات مكتوبة من بعض المواطنين تتعلق بقضايا وتظلمات اعطى تعليماته في حينها لمعالجتها . وذكر مصدر قضائي ان مصطفى الرميد عقد اجتماعا مع تنسيقية اكديم ازيك حول محاكمة المعتقلين في احداثها . وكان الرميد قد قدم يوم امس من مدينة الداخلة التي اعطى بها انطلاقة فعاليات الندوة الجهوية السابعة للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة من خلال مقاربة مختلف تجلياتها «الحكامة القضائية و تأهيل الادارة القضائية و البنية التحتية للمحاكم . كما قام بافتتاح محكمة القاضي المقيم ببوجدور . ويستمر برنامج الرميد الى الاقاليم الجنوبية الى حدود مدينة تزنيت.