افتتح فريق الفتح الرياضي الدورة الثالثة عشرة من البطولة الإحترافية، بفوز صغير على رجاء بني ملال، لكنه ثمين، لأنه مكن الفتح من الزحف نحو المراتب الأولى، حيث أصبح يحتل المرتبة الرابعة بعدما كان في السادسة. الانتصار، الذي كان على حساب الوافد الجديد على القسم الأول رجاء بني ملال، جعل فريق عين أسردون، يغرق في الصف ماقبل الأخير، وبذلك فهو مطالب بالتنفس تحت الماءإلى غاية أن يطفو على السطح! الفتح الرياضي كان يعرف بأن الضغط النفسي هو على فريق رجاء بني ملال، ولذلك ضغط منذ الثواني الأولى من المباراة، وكاد البحري أن يسجل أسرع الأهدف في الثانية 30، لكن تسرعه وعدم تركيزه جعلا المجهود الفردي الكبير الذي قام به بنجلون، ينتهي بكرة محاذية للمرمى، بعدما كان البحري وجها لوجه أمام الحارس إسماعيل كوحا. البحري ضيع العديد من الفرص السانحة للتسجيل، الشيء الذي جعل العدد القليل من المحبين، يعبر عن غضبه، ويطالب المدرب السلامي بضرورة تنبيه البحري إلى أخطائه وأنانيته في اللعب. وهم يمنون النفس بهدف السبق، كاد فريق رجاء بني ملال مفاجأة فريق الفتح بهدف من تسديدة مقوسة من اللاعب سعيد فضولي في الدقيقة 22، إلا أن يقظة الحارس عصام بادة وتدخله الفعال، والذي كلفه الارتطام بالقائم، أبعد فريقه عن أداء ضريبة الفرص الضائعة. تحذير فريق الرجاء جعل لاعبي الفتح الرياضي يخرجون من دوامة إهدار الفرص، ولينقذ البحري صورته بتسجيل الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 24، بعد مجهود فردي لعبد السلام بنجلون، جعله يتوغل في المربع الصغير للحارس كوحا، ويمر بسخاء للبحري الذي أبعد عنه نحس إضاعة الفرص. هدف الفتح جعل لاعبيه يطمعون في المزيد، وذلك بالضغط بقوة على مرمى الحارس كوحا بالاعتماد على التمريرات السريعة والقصيرة، وخاصة في وسط الميدان، حيث كان اللاعب ندام ضابطا للإيقاع، ومن الأجنحة حيث كان باتنا يعرف كيف يهيء الكثير من الفرص، من خلال العديد من الكرات المقوسة التي كانت تخلق الكثير من الارتباك داخل مربع عمليات فريق رجاء بني ملال. وحتى لايسقط جمال السلامي في فخ المرتدات، حصن الدفاع باللاعب تراوري وحمزة حجي والشيحاني. مقابل ذلك اكتفى فريق عين أسردون بتقريب خطوطه والتكدس في وسط الميدان، والاعتماد على الكرات العرضية، الشيء الذي جعلها من دون فاعلية، وكان هدف المدرب فخر الدين الخروج من الشوط الأول بأقل الأضرار، وكذلك كان بعدما أعلن الحكم يارا عن نهاية الشوط الأول بتفوق الفتح بهدف واحد. الشوط الثاني ، اعتمد فيه الفتح على الاندفاع الهجومي، وكرس فيه فخر الدين نهجه الدفاعي وزاد من تكدس لاعبيه وسط الميدان، جاعلا منهم جدارين متقاربين، الشيء الذي جعل مرمى عصام بادة بعيدا عن التهديد، وجعل الحارس كوحا يتدخل في أكثر من مناسبة لإفشال محاولات كل من بنجلون والبحري والعروي وباتنا. نهج فخر الدين كان كمن ينتظر معجزة، وبعد اليأس والخوف من انهيار الجدارين الدفاعين، يعمد «لفريخ» في الدقيقة 79 إلى اللعب بمهاجمين، بعد إشراك كل من لامين ديابي وجواد عزيز. هذان التغييران جعلا فريق رجاء بني ملال يخرج من قوقعة الدفاع، ولتبدأ المحاولات الجادة لتعديل النتيجة، لكن عدم إدخال وضعية أرضية الملعب في الحسبان كان عاملا رئيسا في جعل المحاولات تنتهي بتمريرات خاطئة، وتسديدات بدون اتجاه. ولتفادي مواجهة عشب الملعب، لجأ الملاليون إلى التسديد من بعيد، وكانت أخطر اللحظات في الدقيقة 90 عندما وجه اللاعب سعيد فضولي قذيفة نحو مرمى عصام بادة، الذي برع في التصدي لها بطريقة رائعة جدا، أعادته إلى سابق مستواه. بعدها بثواني ومن ضربة زاوية، ترتطم محاولة ملالية بالعارضة، لتحضر «البركة» مع السلامي، والحظ العاثر مع فخر الدين، ليعود بهزيمة صغيرة لكنها قاسية. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي: «لقد حققنا اليوم الأهم، وهو الانتصار بالرغم من معاناتنا مع أرضية الملعب التي تدهورت، الشيء الذي يجعل اللاعبين يبذلون جهدا كبيرا. فريق رجاء بني ملال لم يكن خصما سهلا، خاصة بعد النتائج التي حققها مؤخرا، إضافة إلى وضعه في سبورة الترتيب. الانتصار جعلنا نقترب من فرق المقدمة، الشيء الذي يقوي طموحنا». فخر الدين، مدرب رجاء بني ملال: «نحن لانستحق الهزيمة، لأننا خضنا مباراة رجولية، خاصة في الشوط الثاني، وقد كان بإمكاننا التعادل في آخر اللحظات. وهنا لابد من تهنئة لاعبي فريقي على المجهود المضاعف الذي بذلوه. بالنظر إلى واقع العشب أحمد الله على أن لاعبي الفريقين لم يصابوا بمكروه، ونحمد الله على سلامة العروي، لاعب الفتح الرياضي».