لعبت الصدفة دورا متميزا إلى جانب العناصر الأمنية للشرطة القضائية بآنفا، حيث تمكنت ، على إثر إيقاف شخص ارتكب مخالفة للسير تتمثل في السير في الاتجاه المعاكس بسرعة جنونية بزنقة «محمد الديوري»، من فك ألغاز عدد من السرقات، وذلك بعدما تبين أن المعني بالأمر، الذي كان يقود سيارة «ستروين برلانكو» والذي توقف مرغما بعد اصطدامه بسيارة أخرى، عقب خضوعه لجس وقائي من طرف عناصر الشرطة أن بحوزته قطعة صغيرة من مادة الشيرا وقرصا مهلوسا، في حين تم العثور بداخل السيارة على مجموعة من الوثائق تخص أشخاصا آخرين ، عبارة عن بطائق للتعريف الوطنية، بطائق رمادية لسيارات مختلفة، أسلحة بيضاء تتجلى في مدية كبيرة الحجم، وهراوتين، وقطعتي حجر كبيرتي الحجم، كما تبين أن المعني بالأمر زوّر ترقيم السيارة التي يمتطيها بتغيير أحد أرقام لوحتها بواسطة اللصاق البلاستيكي الأسود. إحالة الموقوف على فرقة الشرطة القضائية المداومة من اجل البحث معه تزامن وتقدم سيدة إلى المصلحة للإبلاغ عن تعرضها لمحاولة السرقة وانتحال صفة شرطي من قبل المعني بالأمر، وذلك أثناء سياقتها لسيارتها بمدخل غابة السندباد، حيث أشهر في وجهها بطاقة شبيهة ببطاقة رجال الأمن، وقدم لها نفسه على أنه ينتمي إلى سلك الشرطة، وأنه أوقفها لارتكابها لمخالفة سير، هذا في الوقت الذي كان يسير أمامه شخصان على متن دراجتين ناريتين كبيرتي الحجم، فشكت في أمرهم جميعا فتوجهت مباشرة إلى مخفر الشرطة سيدي عبد الرحمان، حيث على إثر ذلك لاذ المعني بالأمر بالفرار، فتم تدوين تصريحاتها في محضر قانوني مصرّة على المتابعة. ومن خلال البحث تبين أن الموقوف من ذوي السوابق في ميدان السرقات الموصوفة، حيث تم الرجوع إلى شهادة حارسين ليليين سبقا وأن أشارا إلى أن شخصا مجهولا يمتطي سيارة «بارتنير» بيضاء اللون سبق وأن اقترف سرقة من محل تجاري بزنقة عبد القادر مفتقر، وذلك منذ عشرة أيام مضت بعد أن قام بكسر واجهته الزجاجية بواسطة حجارة وتمكن من الفرار، فتم الاستماع إليهما في هذا الشأن فيما تم استدعاء صاحب المحل التجاري والذي تعرف على الجاكيط المسروقة من محله والتي سلمت إليه بعد الاستماع إليه. العناصر الأمنية ربطت الاتصال بضحايا السرقات الذين اهتدت إليهم من خلال أسمائهم وعناوينهم المدونة ببطائق التعريف الوطنية، وكذا بالبطاقات الرمادية للسيارات، ورخص السياقة، وشواهد التأمين، التي تم العثور عليها بداخل سيارة الموقوف، والذين أكدوا عند الاستماع إليهم جميعا تفاصيل تعرض سياراتهم للسرقة من داخلها، والخسائر المادية التي أصيبت بها، كما أن أحد الضحايا أكد أن الشخص الموقوف حاول سرقة سيارة ابنه إلا أنه لم يتمكن من ذلك بعد افتضاح أمره من طرف أحد الأشخاص ولاذ بالفرار، كما صرح ضحية آخر أنه تعرض لسرقة سيارته نوع رونو «لاكونا» من منطقة أحد السوالم، وتم الاستماع إلى والد المعني باعتباره المسؤول القانوني عن السيارة المحجوزة. من جهته اعترف الموقوف أثناء الاستماع إليه بخصوص ظروف وملابسات النازلة بالمنسوب إليه، مصرّحا، بأنه اقترف مجموعة من السرقات من داخل السيارات بمدينة البيضاء تحت تأثير التخدير نتيجة لاستهلاك الأقراص المهلوسة ومادة الشيرا، حيث كان يقوم بتكسير زجاج السيارات، أو يقوم بإزالة الإطار المطاطي للسيارات، أو يقوم بتكسير قفل الباب بواسطة مفكات البراغي، ويستولي على ما بداخلها من أشياء ويتوجه بعد ذلك إلى منطقة «سيدي الحطاب» بناحية برشيد، وهناك كان يلتقي بصديقين له ينشطان في ترويج المخدرات ويستعملان السيارات المسروقة، وهو ما جعله يعمد إلى سرقة سيارة من منطقة «أحد السوالم» ويخبرهما بأنه يرغب في بيع سيارة جيدة فوافقاه الرأي، حيث حضرا رفقته إلى نفس المنطقة وبعد أن تسلم منهما مبلغ 4500 درهم سلمهما السيارة التي تكلف أحدهما بقيادتها. وعلى ضوء ما جاء في تصريحات المعني بالأمر، واستنادا إلى ما جاء في تصريح ضحية سرقة السيارة من نوع «رونو لاكونا»، وبعد إشعار النيابة العامة بتفاصيل القضية، تم الانتقال رفقة عناصر الفرقة إلى مركز الدرك الملكي برشيد، ومن هناك صوب دوار سيدي الحطاب بمؤازرة عناصر الدرك الملكي مرفوقين بالمعني بالأمر بغية إيقاف شريكيه واسترجاع السيارة المسروقة لكن بدون جدوى، كما تم الانتقال إلى مسكن المعني بالأمر وتم حجز جاكيط سوداء اللون التي قام بسرقتها من المتجر السالف ذكره. وبناء على الطريقة والكيفية التي يقوم بها المعني بالأمر باقتراف وتنفيذ عمليات السرقة من داخل السيارات وكذا الأماكن التي يتردد عليها، تم استقراء الشكايات الواردة على فرقة الشرطة القضائية من مختلف الدوائر الأمنية لنفوذ منطقة أمن أنفا كان عددها 20 شكاية. وقد تم تقديم المعني بالأمر إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء من أجل «تكوين عصابة إجرامية، سرقة السيارات والمشاركة، السرقة من داخل السيارات باستعمال ناقلة ذات محرك بترقيم مزور، حيازة واستهلاك المخدرات وحيازة الأسلحة البيضاء»، فيما لايزال البحث متواصلا لإيقاف شريكيه.