أسِيّة الوَدِيعْ

إِلَيْها، آخِرِ الأُمَّهات
فَجْأَةً – انْتَقَلْتِ إِلى سَكَنٍ آخَرَ
في الضِّفَّةِ اليُسْرَى لِلَّيْلِ
لَمْ تَعُدِ المِرْآةُ تعكِسُ وَجْهَكِ
(أَثَمَّةَ مِنْ مِرْآةٍ سَوْدَاءَ تعكِسُ الوُجُوهَ ؟)
وجَهكِ الَّذِي تَبَصَّرَ في غَيْمَاتِ الاسْتِيَاء
وَجْه البَرَاءَةِ الَّذِي يَشِفُّ كَهِبَةِ ضَوْءٍ
أَنْتِ الَّتِي لَمَسْتِ حَائِطَ الحُرَّاسِ
كَيْ يَتَّكِيءَ عَلَيْهِ كُلُّ جَرِيحٍ عَرَجَتْ بِهِ الأَرْضُ
كَمْ رَأَيْتُ العَصَافيرَ الصَّغيرَةَ تَرْتَوِي مِنْ كَفِّكِ !
وَأَرَى الآنَ جَسَدَكِ الأَخِيرَ يُرَفْرِفُ كَبُراقٍ
ومِنْ كَثْرَةِ مَا اخْتَزَنْتِ مِنْ حُبٍّ وَيُتْمٍ
تَوَزَّعَتِ القَبَائِلُ قَلْبَكِ
ولأَنَّكِ آثَرْتِ الظِّلَّ لَمْ نَرَ يَدَيْكِ البَيْضَاوَيْنِ
وَهَا أَنْتِ تَمُوتينَ كَيْ نَرَاكِ
الرباط، 21 دجنبر 2012