و نحن ندخل مرحلة مفصلية من تاريخنا السياسي الحافل عبر بوابة المؤتمر الوطني التاسع, الذي اعتبر محطة مكاشفة و وقفة مع الذات الحزبية الاتحادية التي كانت ضحية حسابات خاطئة و غير محسوبة العواقب تتحمل فيها القيادة السياسية الحزبية المسؤولية المباشرة فيما ألت إليه أوضاعنا التنظيمية, و كانت نتائجها كارثية بكل المقاييس, أدينا فيها فاتورة ثقيلة فقدنا فيها العديد من المواقع الحزبية و كذلك فقدنا كفاءات حزبية و مناضلين فضلوا الصمت و التواري على الأنظار على المواجهة و المصارحة و النقد للتجربة التي خضناها على مدى 13 سنة من التدبير الحكومي رغم معرفتنا المسبقة بخروج الحكم عن المنهجية الديمقراطية في اختيار رئيس الحكومة. نستعيد اليوم و في ظل هذا الجو الحزبي الجديد من خلال نتائج و افرازات المؤتمر الوطني التاسع و نحن نستعد لتحدي بناء مغرب الديمقراطية و الحداثة و الذي نتمنى أن لا يكون شعارا مرحليا و انتهى الأمر، نستعيد بكل الفخر و الاعتزاز ، بكل الحب و الوفاء أحد رموز النضال السياسي التقي النابع من قلب يعشق الوطن حد الجنون, فضل النضال السياسي على المناصب السامية و فضل الشهادة على الحقيبة الوزارية ، عاش و مات مناضلا وفيا لمبادئه التي دافع عنها و خاض لأجلها حروبا و دخل دروبا من الاعتقال و المضايقات و ضاق سمفونية من التعذيب و التنكيل و أحكاما بالإعدام، عمر بنجلون صوت الضعفاء و المحرومين و العمال، صوت المقهورين و المستضعفين, صوت الشرفاء و المخلصين الذين يحيون ذكراه في ظل دستور جديد و حكومة جديدة و في ظل حزب متجدد احتضنه الشهيد عمر و يعمل بعض المتربصين بتراثنا النضالي و بمسيرة شهدائنا القفز عليه و محاولة طمسه لأنه لا زال منا و معنا من يهاب الشهداء و يخاف الحقيقة, حقيقة اغتيال المهدي و عمر. فلا بديل لنا اليوم و في ظل مصالحة وطنية دخلناها بشجاعة و مسؤولية أخلاقية عن كشف تفاصيل عملية الاغتيال الجبانة التي ذهب ضحيتها شهيد الإعلام الحزبي و النضال السياسي الشعبي الحقيقي البعيد عن الشخصانية المرتبط بقضايا و هموم الجماهير الشعبية. لم يكن يدور في ذهن ابن مدينة عين بني مطهر التي خرج من رحمها ،استنشق هواءها، شرب ماءها و حمل همومها في قلبه و وجدانه أن يكون 18 من دجنبر 1975 هو أخر يوم في مسيرة النضال و الدفاع عن هموم الطبقات المحرومة و عن فكرة الدولة الحديثة و مشروع الديمقراطية و حقوق الإنسان التي آمن بها بعد أن تربصت به أيادي الغدر و الإرهاب و هو في أوج عطائه النضالي و السياسي و المعرفي، في صبيحة باردة توقف قلب نابض مفعم بالحرية و بحب الوطن, و من مكر الصدف أن تبقى حقائق اغتيال الشهداء رهينة الحسابات السياسية الضيقة، شهيد بلا قبر و أخر بلا حقيقة كاملة المهدي و عمر. الاتحاديون و معهم شرفاء هذا الوطن يطالبون بأن تؤخذ القيادة الجدية على عاتقها مسؤولية استجلاء حقائق الاغتيالات لأنه لا بديل لنا اليوم و في ظل هذا التحول السياسي الذي أسس له المؤتمر الوطني التاسع سوى كشف كل تفاصيل الجريمة النكراء و المتورطون في اغتيال الشهيد عمر بن جلون لنقول للمجرمين و القتلة أن عمر لم يمت، عمر حي في قلوبنا و وجداننا و هو استمرار لمسيرة حزب حداثي ديمقراطي وفيا لمبادئه مرتبط بتراثه و تاريخه يقولها اليوم من خلال أبنائه و مناضليه أن الحقيقة وحدها تغسل دماء الشهداء. عين بني مطهر