مازالت حرب الإشاعات في المغرب تحصد أرواح العديد من نجوم الفن الذين يحتلون مكانة مهمة في قلوب المغاربة، حيث تناقل أخيرا عدد من الصفحات بالشبكات الإجتماعية خبر وفاة الفنانة دنيا باطما في تحطم طائرة بدبي، وتقول الإشاعة إن إحدى الوكالات العربية نشرت خبر مفارقة الفنانة المغربية الحياة «متأثرة بجروحها بمستشفى دبي إثر حادث تحطم طائرة متوسطة الحجم كانت تقلها من مطار دبي»، قبل أن تضيف أن «البحث جارٍ لمعرفة أسباب الحادث الذي راحت ضحيته الفنانة المغربية إضافة الى مساعد الطيار المصري. الممثل حسن مضياف هو الآخر أُزهقت روحه من طرف صنّاع الإشاعة، حيث عبر الممثل حسن مضياف إثر ذلك عن عظيم الأذى والألم الذي تسبب فيه الخبر له ولذويه ولأقاربه الذين تقاطرت منهم الاتصالات للتأكد من صحة الخبر، فيما تساءل هذا الأخير عن السر وراء هذه الإشاعة و كأن ما أصابه من آفات الدهر غير كافٍ، مضيفا أن الموت قدر محتم على كل ابن آدم، لكن أن يشاهد المرء خبر وفاته وهو حي يرزق فهذا مؤلم لقلبه وقلوب أحبائه. حرب الشائعات لم تستثنِ الفنانة الشعبية الشهيرة الحاجة الحمداوية حيث أشاع بعض المغرضين خبر وفاتها وقالوا: «أسلمت الحاجة الحمداوية الروح بعدما كانت طريحة الفراش إثر مرض ألم بها» غير أن أقاربها نفوا الخبر مؤكدين أنه مجرد إشاعة مغرضة. أما الممثل المغربي محمد بنبراهيم فقد عانى هو الآخر من حرب الشائعات، حيث أشيع خبر وفاته قبل أن يكذب الخبر بعض زملائه أبرزهم محسن زروال وعبد المجيد شكير وخالد بويشّو، كما نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء بدورها تكذيبا في الموضوع على لسان حسن النفالي، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون. في السياق نفسه، طالب الممثل عبد الرحيم المنياري في حديث ل«إيلاف» بضرورة احترام الحياة الشخصية للفنان داعيا إلى وقف الشائعات المغرضة ضد الفنانين المغاربة، وقال ل«إيلاف» إن ذلك جزء من التوابل المرة التي يفرض على الفنان ابتلاعها، وأوضح أن غياب مجلات فنية متخصصة في المغرب إضافة الى تركيز القناة السينمائية المغربية على الأفلام الأجنبية من دون الإهتمام بأنشطة وأخبار الفنانين الصغيرة والكبيرة يفسح المجال على مصراعيه لبروز الإشاعة. أما الفنان الكوميدي محمد الخياري فذهب الى أن الإشاعة تمس جميع الناس وضمنهم مشاهير الفن والسياسة والرياضة، مشيرا الى أن المشاهير هم الضحية الأولى للشائعات وأوضح في حديثه ل«إيلاف» أن غياب بعض الفنانين لمدة طويلة عن التلفزيون نتيجة التهميش واحتكار التلفزيون من طرف بعض الفنانين يساهم في بروز الشائعات داعيا مسؤولي التلفزيون الى الإلتفات حول جميع الفنانين وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع وإحداث مصلحة خاصة تضم ممثلين عن النقابات الفنية من أجل فتح المجال أمام جميع الفنانين من دون أي تمييز أو محاباة من طرف بعض شركات الإنتاج لفنانين ظلوا يحتكرون التلفزيون. الموقف نفسه دافعت عنه الممثلة فتيحة زاهر في حديثها ل«إيلاف» باعتبارها إحدى ضحايا الشائعات وقالت إنها كانت ضحية لقرصنة حسابها على شبكات التواصل الإجتماعي من طرف أحد المعجبين، وقالت ل«إيلاف» إن منتحل شخصيتها عبر شبكات التواصل الإجتماعي وضع صورا لها بإحدى المواقع الإلكترونية المخلة بالحياء، كما أهان المقدسات على شبكات التواصل الإجتماعي منتحلا صفتها وهو ما أضر كثيرا بسمعتها وأدخلها في متاهات لم تكن تتوقعها بعد أن رفضت الإستجابة لنزواته دفاعًا عن شرفها، واضطرت للوقوف أمام الشرطة والقضاء دفاعا عن براءتها وهو ما أثر كثيرا على نفسيتها خاصة مع تزامن الحادث مع مشاركتها في تصوير فيلم فرنسي ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه الى نشر شائعة وفاة الممثل محمد بنبراهيم على شبكات التواصل الإجتماعي على لسانها وعلى لسان الممثل عبد الخالق فهيد، واشارت في حديثها ل«إيلاف» الى أنها تمكنت من التعرف على هوية هذا الشخص والتبليغ عنه حيث سيواجه عقوبة السجن، داعية جميع الفنانين الى عدم التزام الصمت تجاه الشائعات والتصدي لصنّاع الشائعات عبر التبليغ عنهم بالنظر للأضرار الفادحة التي تلحقها بهم وبعائلاتهم، مبدية حسرتها لصمت الفنانين ضحايا الشائعات وهو ما يساهم في تفشيها. من جهته، قال الفنان أيوب الحومي إن الشائعات يصنعها أصحاب الضمائر الميتة، مشيرا الى أنه في زمن الشبكات الإجتماعية من السهل تكذيب الشائعات خصوصا بالنسبة للفنانين الشباب كما دعا الناس وبعض الصحف الى ضرورة التحقق من مدى صحة الأخبار قبل الترويج لها من خلال الإتصال المباشر بالشخص المعني بالشائعة. وحذر محمد طاهري كاتب كلمات فن الراي والأغنية الشعبية، من خطورة بعض الشائعات التي من الممكن أن تدمر حياة الفنان سواء على المستوى الفني أو الإجتماعي، داعيا وسائل الإعلام الى التحري بخصوص مدى صحة الأخبار، مبديا أسفه لكون الناس يصدقون كل ما يسمعونه وهو ما يساهم في انتشار الشائعات. في حين ذهب الممثل أحرحاو عبد الله الى أن الشائعات من الطبيعي أن تلاحق المشاهير، وأشار إلى أن صنّاع الشائعات يعتقدون أنهم بإمكانهم تدمير حياة فنان مشهور عبر الشائعات لكن بالعكس فشائعاتهم تزيد الفنان شعبية، وأوضح أن صناع الشائعات يتوخون أحيانا تحقيق الشهرة لصفحة معينة على شبكات التواصل الإجتماعي عبر نشر شائعات ضد مشاهير الفن والسياسة.