قال القائد السابق لسلاح الجو في الامارات العربية المتحدة ان البنية التحتية الالكترونية المتقدمة في بلاده جعلتها هدفا مفضلا للمتسللين عبر الانترنت خاصة لدى تصاعد التوتر في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال اللواء المتقاعد خالد البوعينين «في الحرب الاخيرة على غزة تعرضت الامارات للكثير من الهجمات الالكترونية نظرا لبنية الاتصالات التحتية القوية». وأضاف «أكبر هجوم كان في عام 2006 في حرب لبنان واسرائيل» ونفذه متسللون موالون لاسرائيل «لا يفهمون طبيعة الصراع وهم عن جهل» لا يستوعبون أطراف الصراع. وجاءت تصريحاته بعد أشهر معدودة من إصابة 30 ألف كمبيوتر في شركة «أرامكو» العربية السعودية بفيروس. وقالت الشركة ان الهجوم كان يهدف الى وقف انتاج النفط والغاز في المملكة وهي أكبر مصدر للنفط في العالم. ولم ينجح الهجوم في تعطيل الانتاج لكنه كان واحدا من أكثر الهجمات الالكترونية التي تستهدف شركة بعينها تدميرا. ويمكن للهجمات الالكترونية على البنية التحتية التي تشنها حكومات معادية او جماعات متشددة او «نشطين متسللين» ان تعطل امدادات النفط والغاز لمحطات الطاقة ومحطات التحلية التي تعتمد عليها دول الخليج بشدة. وقال البوعينين الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر للامن الالكتروني في دبي «هناك اهتمام على المستوى السياسي بالامن الالكتروني لحماية مصالح الناس والحكومة والامن القومي أصبح معتمدا على هذا الموضوع». وقال روبرت ايستمان نائب رئيس الحلول العالمية في لوكهيد مارتن «كل الادلة التي لدينا تؤكد ان الهجمات ستتصاعد». وصرح ايستمان بأن شركة لوكهيد مارتن وهي أكبر الموردين لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تجري مناقشات مع مسؤولين في قطر والسعودية والامارات بشأن أنظمة التدريب ونظم تحليل الثغرات الالكترونية التي لدى الشركة. وقدر مسؤول في الشركة الشهر الماضي ان ما بين خمسة وثمانية في المائة من عائدات لوكهيد في قطاع انظمة المعلومات لها صلة بالامن الالكتروني. وعقدت لوكهيد عام 2011 صفقات في هذه الوحدة بلغت قيمة المبيعات فيها 9.4 مليار دولار. وقال هيرفي ميوري المدير العام لشركة «سي4 أدفانسد سولوشنز إل.إل.سي وهي شركة للتكنولوجيا والامن مقرها دبي «على كل الشركات ان تعد خططا للاستجابة. ماذا سيحدث لو أصيبت شبكة الكهرباء بفيروس وتعطلت ثلاثة أيام».. وتعرضت ايران التي تطبق عليها عقوبات دولية تركز على صناعتها النفطية بسبب برنامجها النووي لعدة هجمات الكترونية خلال الاعوام القليلة الماضية. وفي أبريل استهدف فيروس وزارة النفط الايرانية وشبكات شركة النفط الوطنية مما اضطر ايران الى وقف أنظمة التحكم لمنشاتها النووية بما في ذلك جزيرة خرج التي تنطلق منها معظم صادرات البلاد من النفط الخام. وألقت ايران مسؤولية بعض الهجمات على الولاياتالمتحدة واسرائيل وبريطانيا. وأبلغ مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون رويترز هذا العام ان الولاياتالمتحدة هي التي ابتكرت فيروس الكمبيوتر ستاكس نت في مسعى لمنع طهران من استكمال أنشطة يشتبه أنها لانتاج أسلحة نووية. وعبر البوعينين عن اعتقاده بان ايران ستظل هدفا للهجمات الالكترونية لا مصدرا لهذه الهجمات. وقال «لا اعتقد ان ايران تمثل خطرا الكترونيا ولا اعتقد ان نشاطهم هجومي بل هو استخباراتي وهم عرضة للهجوم بسبب البرنامج النووي». وصرح بأن دولة الامارات العربية المتحدة تقوم بانشاء جهاز حكومي يكون مسؤولا عن التعامل مع المخاطر الالكترونية مضيفا أنها من المتوقع أن تطلق رسميا هيئة الامن الوطني الالكتروني خلال الاشهر القليلة القادمة. وعلى الرغم انه اجراء صناعي معتاد ان تحمي شبكات تشغيل المحطات من المتسللين من خلال تشغيلها على أنظمة منفصلة الا ان هذا الاجراء لم يكن كافيا لتفادي الهجمات الالكترونية. وتعرضت شركة قطر للغاز الطبيعي راس غاز لهجوم الكتروني في شتنبر وان لم تكشف عن حجم الاضرار التي تكبدتها وما اذا كان هو نفس الفيروس الذي أصاب ارامكو. وقال تيودور كاراسيك مدير الابحاث في مؤسسة الشرق الادنى والتحليل العسكري الخليجي التي نظمت المؤتمر انه على الحكومات والشركات أن تظل على أعلى درجات التأهب. وقال «أنت دائما متأخر خطوة لأن الاشرار يفكرون أسرع من الأخيار وعلى دول الخليج أن تبقى متقدمة كلما أمكنها ذلك لان أعداءها قد يكونون أكثر معرفة بالتكنولوجيا».