منذ أن فاز بجائزة نوبل لهذه السنة والكاتب الصيني «مو يان» يجول العالم للتعريف برواياته وبالأدب الصيني عموما، وقد تكفل حسانين فهمي حسن بترجمة روايته «الذرة الرفيعة الحمراء» التي نالت شهرة خاصة ومن المقرر صدورها خلال الفترة القصيرة القادمة. قال الكاتب الصيني «مو يان» الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2012: «إن ترجمة روايته «الذرة الرفيعة الحمراء» إلى العربية تعد بادرة طيبة للتعريف به لدى جمهور القراء العرب.» ومعروف أن المركز القومي للترجمة يستعد لإصدار «الذرة الرفيعة الحمراء»، بعد أن ترجمها الدكتور حسانين فهمي حسين عن الصينية مباشرة. وشدد «مو يان» على أن صدور الترجمة العربية لروايته «الذرة الرفيعة الحمراء» هو حدث كبير ومهم في مجال التبادلات الأدبية بين الصين والعالم العربي، معربا عن أمله في أن تنال هذه الترجمة إعجاب وتقدير جمهور القراء العرب، وأن تتم ترجمة مزيد من الأعمال الأدبية الصينية إلى العربية. وأضاف «مو يان» «نتمنى أن يشهد مجال الترجمة عن الأدب العربي تطورا واضحا، وأن يطلع القراء الصينيون على أعمال الأدباء العرب الكبار أمثال نجيب محفوظ وجمال الغيطاني، والشعراء العرب المعاصرين أمثال محمود درويش وأدونيس، وغيرهم من الأدباء من مصر ولبنان وسوريا، وغيرها من الدول العربية.» وقال المترجم حسانين فهمي حسين ( أستاذ بجامعة عين شمس، كلية الألسن، اختصاص لغة صينية) لموقع «الميدل ايست» عندما سئل عن سر اختياره لروايته»الذرة الرفيعة الحمراء» على وجه الخصوص لنقلها إلى القارئ العربي:»باعتباري أستاذاً للغة الصينية وآدابها فقد جذبني أسلوب «مو يان» وأعماله الثرية التي تمزج بين الواقع والخيال، وأسلوب السرد المشوق الذي يستخدمه، وتأثره الواضح بتيار الواقعية السحرية وبأدب أميركا اللاتينية، ولفتني في أعماله تصويرها بدقة واضحة للكثير مما يتعلق بريف منطقة شمال شرقي الصين وعاداتها وتقاليدها وتاريخها.» ورواية «الذرة الرفيعة الحمراء» صدرت طبعتها الأولى في عام 1987 عن دار نشر الفنون والآداب التابعة لجيش التحرير الصيني. وقد اعتبرها نقاد الأدب الصيني واحدة من الروايات البارزة التي كان لها تأثير كبير في تطور رواية الحرب في الصين، فهي تقدم تاريخ حرب المقاومة ضد اليابان من خلال قصص مثيرة ما بين 1937 و1945 أي فترة مقاومة الصينيين للاحتلال الياباني. و»مو يان» «ولد في17 فبراير 1955»، يوصف بأنه «واحد من أشهر الادباء الصينيين وبأن أعماله من أكثر الأعمال التي تمنع السلطات الصينية نشرها»، وهو روائى صيني اسمه الحقيقي جوان موى من أسرة ريفية في شمال شرق الصين، بعد أن انتهى من دراسته الابتدائية اتجه إلى زراعة الأرض، واستكمل في هذه الأثناء دراسته الثانوية . وفي عام 1976، انضم إلى القوات المسلحة الشعبية للتحرير. وبدت موهبتة الإبداعية في مجالات مختلفة، خاصة الرواية والقصة القصيرة من أعماله: «خطة فول الصويا»، «1990»، «مخدع من البلور» «1993»، «النجار» «1993» و»ثلاث عشرة خطوة» «1995». ومن بين مجموعاته القصصية النهر والغلطة المرجع موسوعة أدباء نهاية القرن العشرين - محمود قاسم - الدار المصرية اللبنانية. يذكر أن الروائي الصيني مو يان فاز بجائزة نوبل للآداب للعام 2012 مكافأة على أعمال يصف فيها بواقعية تاريخ بلاده المضطرب وتمسكه بمسقط رأسه في شرق الصين حيث ترعرع. وقالت لجنة نوبل حينها أن مو يان «يدمج قصصا شعبية بالتاريخ والحاضر، بواقعية مذهلة».