أعلن مسؤول من وزارة الثقافة والسياحة في تركيا، الاثنين، إن المسلسلات التركية تحقق عوائد مالية تقدّر ب65 مليون دولار، ويصل عدد مشاهديها الى حوالي 150 مليون شخص، وجاء ذلك ردّا على الانتقاد الذي وجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الاحد للمسلسل التركي الشهير «العصر الرائع» أو كما يعرف في العالم العربي ب«حريم السطان». وقال عبد الله جيليك، رئيس قسم الملكية الفكرية في الوزارة في تصريح لموقع صحيفة «حرييت»، «حققنا في نهاية عام 2010، عوائد صادرات بقيمة 65 مليون دولار بفضل هذه المسلسلات التلفزيونية». وشدد جيليك على الأهمية الاقتصادية للمسلسلات التركية، وقال «صدّرنا 10500 ساعة من المسلسلات التلفزيونية عام 2011»، موضحاً أن حوالي 150 مليون شخص في نحو 76 دولة شاهدوا تلك المسلسلات. وكان أردوغان انتقد الاثنين المسلسل التركي قائلاً «ليس لدينا أجداد مثلما يجري تصويرهم في المسلسل». وأضاف «نحن لا نعرف السلطان سليمان القانوني بالشخصية التي يظهر فيها في المسلسل»، لافتاً إلى أن الأخير قضى 30 عاماً من عمره على ظهر الخيول في إطار الحروب والفتوحات التي خاضها. وقال في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح مطار ومشاريع أخرى في ولاية كوتاهية «إننا نعيش في هذا العالم ذو السبع مليارات نسمة، ونعرف ما هي وظيفتنا، نذهب إلى كل بقعة وصل أجدادنا إليها على ظهر الخيول، ونهتم بتلك المناطق». وأعرب أردوغان عن تنديده بمخرجي هذا النوع من المسلسلات، وأصحاب القنوات التلفزيونية التي تعرضها، منوهاً بأنه ينتظر قراراً قضائياً بهذا الشأن، بالرغم من تحذير المعنيين بالمسلسل. ويذكر ان مسلسل «حريم السلطان» يروي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلادية وحتى وفاته سنة 1566 . وهو السلطان الذي أوصل بحكمه الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها، ويعتبر أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. ويلقب السلطان سليمان ب«القانوني» أو «المشرع» لأنّه قام بتشريع الكثير من القوانين للدولة العثمانية التي بلغت أكثر من 200، بينما يقدّمه المسلسل بصورة السلطان المحاط بالنساء. وتدور أحداث المسلسل خلال فترة القرن السادس عشر، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف بالحرملك السلطاني، ويسلّط الضوء على علاقة الحب التي جمعت السلطان مع إحدى الجاريات لتصبح لاحقاً زوجته التي اثرت تأثيرا كبيرا على حياته وعلى الدولة العثمانية بأكملها. ورغم شعبية المسلسل الذي يعرض في العالم العربي والعديد من الدول الأوروبية، صدرت الكثير من الانتقادات له واتهمته بتشويه صورة السلطان سليمان. كما أثيرت حوله عاصفة من النقاشات والسجالات، ادت الى رفع أكثر من 75 ألف شكوى، بسبب ما وصف بأنه «تلاعب بالحقائق التاريخية».