كان الفضل لحسن الراشيدي، مدير مكتب «الجزيرة» السابق بالرباط أن يقنع المجلس الإداري لقناة «الجزيرة» الاخبارية في الدوحة أن الرباط المكان الأمثل لإنشاء مكتب إقليمي لها بمنطقة المغرب العربي يكون منفتحا على كل أحداث المنطقة، ومتواجدا في الحدث المغاربي بشتى أنواعه. وكان له الفضل أيضا في تغيير رؤية عدد من الاعلاميين بالدوحة لمواقفهم من المغرب. لقد استثمر عوامل مغرية بالنسبة لأي قناة تلفزية منها استقرار المغرب السياسي وموقعه الجغرافي وما صاحب ذلك من حراك اجتماعي، حقوقي، مدني، عمالي وثقافي، الذي بلوره أمران، تجربة حكومة التناوب بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، ومجيئ ملك جديد، له نزوع أكبر صوب خيار الحداثة والدمقرطة وتحقيق التنمية الإجتماعية، خاصة قبل إنشاء المكتب في سنة 2004 . إن مكتب «الجزيرة» بالرباط قد جاء بعد ظهور الإرادة السياسة لدى المسؤولين المغاربة على قبول مثل هذه التجربة، خصوصا وأن المغرب كان حينها يرتب بيته الإعلامي، ويرتب مشهده الإعلامي السمعي البصري بمجمله. فانطلقت تجربة المكتب الاقليمي ل «الجزيرة» سنة 2004 وانطلقت بعدها تجربة النشرة المغاربية سنة 2006 و بدأ حسن الراشيدي يبحث عن التوازن بين من لا يرغب في الدوحة، نجاح التجربة في المغرب. ومن يخافون من نجاح التجربة مغربيا أيضا.. فمن يكون هذا الرجل الذي ساهم في التقريب بين المغرب و«الجزيرة». اشتغل حسن الراشدي بداية في الصحافة المكتوبة سنة 1976 بجريدة «المغرب» بصفحتها الفنية، وكذلك كمراسل متجول، ثم اشتغل فيما بعد في صحيفة مغمورة إسمها «المسيرة الخضراء» وبعدها شارك في العدد «الصفر» لجريدة «الميثاق الوطني» التي كانت لسان حال حزب التجمع الوطني للأحرار بزعامة أحمد عصمان. وفي 6 شتنبر 1980، كان أول مغربي يلتحق بإذاعة «ميدي آن» حين انطلاقتها، وأتيحت له الفرصة أن يكون مراسلا لمجلة «الدستور» الأردنية بالمغرب، ومراسلا لإذاعة «هولندا العالمية»، وكذا بعض الوسائل الإعلامية الأخرى، قبل أن يسافر إلى هولندا للإستقرار بها، حيث اشتغل في ذات الإذاعة التي كان يراسلها من الرباط، كمدير للتحرير. ومن هناك التحق بمشروع إعلامي سعودي أمريكي «تلفزيون أوربي» (أوبيت) كمدير للبرامج والقنوات العربية قبل أن يتوجه إلى قناة أبوظبي لسنوات، وكان مراسلا متجولا لها، خاصة في مناطق النزاع الساخنة بإفريقيا وأفغانستان والباكستان ثم العراق. لكن، حدث فجأة أن طلبت منه مصالح الأمن الإماراتية ومصالح الخارجية بأبوظبي مغادرة البلاد فورا لسبب ظل مجهولا، فكان أن حمل حقائبه وعائلته وحط الرحال بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث اشتغل بسرعة في قناة «الجزيرة». وهي القناة التي ظل بها حتى عودته مديرا لمكتبها بالمغرب، وهي الرحلة التي قادته إلى مجد مهني هام وأيضا إلى المحاكمة والمنع من مزاولة المهنة لأسابيع. فقد وجد الرجل، الخبير بتفاصيل حساسية العلاقة بين الرباطوالدوحة، نفسه بين مطرقة الدوحة وسندان الرباط.