بعد سنوات من النسخ و النقل و التقليد، بدأت الصين تطمح إلى التحول لبلد مُخترع و مُبدع. و هذا هو الهدف المُعلن، منذ خمس سنوات، للسلطات الصينية التي لا تتردد في الاستثمار بقوة في مشاريع التقنية العالية (هاي تيك). و الهدف هو تحفيز هذه القوة التي لا زالت تنقص البلد في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد إلى الترقي في الدرجة كي يبقى سليما. و من هذه الأوراش الرائدة، ورش الحواسيب العملاقة و الذي أثمر في أكتوبر 2010 الحاسوب «تيان هي1» (درب اللبانة 1) الذي أصبح أسرع حاسوب في العالم بقوة 2,5 مليون مليار عملية حسابية في كل ثانية. و قد فاجأت هذه القوة العالم بأسره، فحين تم ربط «تيان هي» بالأنترنت، وضع قدرته الحسابية الهائلة تحت تصرف المفاعل النووي الحراري «إيتير» كما يعمل في خدمة التنقيب عن النفط بالصين و البحث البيولوجي و إعداد أفلام الرسوم المتحركة و الأفلام ثلاثية الأبعاد... لكن ما هي حصة الإبداع الصيني في هذا المضمار؟ يبدأ مدير المركز الوطني للحواسيب العملاقة «ليو غوانغ مينغ» و هو عسكري برتبة عالية بدرس في التاريخ: «شرعت الصين في تطوير الحواسيب العملاقة منذ 1978، فور الثورة الثقافية، و كان أةل هذه الحواسيب يُدعى «غالاكسي1» ...وبعد ثلاثين عاما من الجهود المثابرة، ها قد حصلنا على الرتبة الأولى» مضيفا أنه في ستة 1987 «احتاجت صناعتنا النفطية إلى حاسوب كبير، و لما أردنا شراءه من الخارج رفضوا بيعنا إياه، و في النهاية قررت شركة دولية إعارتنا حاسوبا من هذا النوع شرط حراسته كي لا ننسخه و ننقل تقنياته...شعرنا بالمهانة و قررنا الاعتماد على أنفسنا كما قال ماو» و مع ذلك فإن 12 بالمائة فقط من تقنية الحاسوب الحالي صينية، أما الباقي فهو أمريكي، إلا أن «ليو غوانغ مينغ» يقول أن بكين تملك اليوم 61 من الثلاثمائة حاسوب عملاق في العالم. غير أنع بعد 9 شهور على تربع «تيان هي1» على القمة ،جاء حاسوب عملاق ،ياباني هذه المرة، أكثر قوة منه بثلاث مرات، كي يبعده عن الرتبة الأولى، و هو اليوم تراجع إلى الرتبة الخامسة عالميا...بيد أن الصين تعتزم مع ذلك استرجاع السبق مع نهاية التصميم الخماسي في 2015 مع «تيانهي 2» الذي سيكون أسرع عشرين مرة من سابقه. «ليبراسيون» الفرنسية 12 نونبر 2012