أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، يوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام تركزت حول تطوير العلاقات بين البلدين. وقال العثماني، في تصريح صحفي عقب هذا اللقاء، إن العلاقات السياسية بين البلدين جيدة وتاريخية وقوية، مؤكدا على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية إلى مستوى هذه العلاقات السياسية. وأضاف العثماني أن هذه المباحثات خلصت إلى وضع آليات جديدة ومواعيد جديدة للتقدم على المستوى الثنائي والقنصلي والاقتصادي والتجاري والثقافي، وكذا على مستوى التعاون بين المؤسسات المدنية، داعيا إلى أن تكون هذه العلاقات نموذجية في المنطقة. كما شكل هذا اللقاء، يضيف العثماني، مناسبة لاستعراض مجمل الملفات التي كانت قد اتخذت بصددها قرارات أو توجهات من طرف اللجنة العليا المشتركة التي انعقدت مؤخرا بالرباط. وفي ما يتعلق بالوضع في مالي، أكد العثماني أن وجهات نظر البلدين متقاربة بهذا الخصوص، إذ «ندعم الوحدة الترابية لمالي وأمنه واستقراره»، مبرزا في هذا الإطار المجهودات التي قام المغرب لدعم هذا البلد على مختلف المستويات، وخاصة منها السياسي والاقتصادي إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للاجئين الموجودين بالدول المجاورة. وأكد العثماني أن حل الأزمة المالية يمر بالضرورة عبر دعم وتقوية النظام والحكومة الماليين، سياسيا واقتصاديا وأمنيا، ودعم الدول المجاورة لتأمين حدودها مع مالي وكذا حماية ودعم اللاجئين الماليين بهذه الدول. من جانبه، نوه وزير الشؤون الخارجية التونسي بالعلاقات «المتينة والمتميزة والأخوية» القائمة بين البلدين والتي تمتد إلى قرون عديدة ونسجتها الصلات الثقافية والتاريخية والجغرافية والعلمية، مشددا على ضرورة تعزيز هذه العلاقات من خلال تطوير التعاون في المجال الاقتصادي والتبادل الثقافي والصلات بين الفاعلين في المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين. وأوضح المسؤول التونسي أن المؤشرات في هذا الصدد إيجابية بالنظر إلى معدلات التبادل التجاري في الأشهر الأخيرة وخاصة بعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة بالمغرب التي «أعطت دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين». وقال إن اللقاء شكل فرصة للتشاور بشأن مجموعة من القضايا السياسية المشتركة وما تشهده المنطقة من تحديات خاصة الوضع في مالي الذي يمثل هما مشتركا بين جميع دول المنطقة ، وكذا التعاون الأمني.