سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغبة في تعزيز مختلف أشكال التعاون والارتقاء بالمشاورات السياسية المغربية الروسية العثماني يجري بموسكو مباحثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسيين
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ أمس الخميس، في موسكو٬ مباحثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي، فيكتور زوبكوف. وهمت هذه المباحثات قضايا التعاون الثنائي والعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين٬ وقضايا أخرى دولية وإقليمية راهنة تستأثر باهتمام المغرب وروسيا٬ باعتبار موقعهما المتقدم في هيئات الأممالمتحدة ومنظمات أخرى إقليمية ودولية. وقال العثماني٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب اللقاء٬ إن مباحثاته مع نائب رئيس الوزراء الروسي "تميزت بطابعها الودي والصريح٬ وشكلت مناسبة لتأكيد رغبة البلدين في تعزيز مختلف أشكال التعاون والارتقاء بمستوى المشاورات السياسية٬ لتعكس قيمة وعراقة العلاقات السياسية وطموحات البلدين، ومؤهلاتهما الاقتصادية وموقعهما في الساحة الدولية على مختلف المستويات". وأشار العثماني إلى أن الجانبين اتفقا على أن "يشكل اجتماع اللجنة المشتركة الحكومية المغربية الروسية للتعاون٬ الذي سينعقد بالرباط الخريف المقبل٬ منعطفا مهما في تاريخ العلاقات الثنائية٬ حيث سيجري تفعيل دور اللجنة على المستويين المؤسساتي والإجرائي وإعداد أرضية طموحة لتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات واعدة وحيوية تهم الاقتصاد والتجارة والخدمات". وأبرز العثماني أنه لمس "لدى المسؤولين الروس، خلال زيارته لموسكو٬ إرادة المغرب نفسها لدعم وتوطيد العلاقات الثنائية أكثر فأكثر، وتعزيز الأواصر التي تجمع شعبي البلدين٬ وهو ما سيعطي للعلاقات الثنائية زخما جديدا، سيعطي ثماره على مختلف المستويات في السنوات القليلة القادمة". واختتم العثماني٬ أمس٬ زيارته لموسكو٬ التي استغرقت ثلاثة أيام٬ والتي أجرى خلالها مباحثات مع وزير الخارجية الروسي٬ سيرغي لافروف٬ تركزت حول التعاون البيني وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الراهنة. وكان سعد الدين العثماني، أجرى أول أمس الأربعاء، بموسكو، مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، همت العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي وآفاق التعاون المشترك٬ وكذا مختلف القضايا الإقليمية والقارية والدولية التي تستأثر باهتمام البلدين. كما همت المباحثات آليات المشاورات السياسية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات اقتصادية حيوية وواعدة تخص مختلف المجالات٬ إضافة إلى العلاقات التجارية والتعاون في المجال الثقافي والبحث العلمي. وأكد المسؤولان٬ خلال بداية اللقاء، أن هذه الزيارة لها أهميتها الخاصة باعتبار موقع البلدين على مستوى هيئات الأممالمتحدة وعضويتهما في مجلس الأمن٬ وباعتبار الطفرة النوعية التي يعرفها التعاون الاقتصادي البيني خلال السنوات الأخيرة٬ وكذا الدور الذي تلعبه الرباطوموسكو لإيجاد الحلول للقضايا الإقليمية والدولية٬ التي ينخرط فيها المغرب وروسيا، باعتبار موقعهما الدولي والإقليمي خاصة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية. وأبرز العثماني، بالمناسبة، أنه جرى الاتفاق بين البلدين، خلال المباحثات، على تعزيز آليات المشاورات السياسية البينية بشكل منتظم على الأقل مرة في السنة٬ لبحث مختلف القضايا التي تهم البلدين في بعديها الدولي والإقليمي٬ مضيفا أن هذا الاتفاق يؤكد مرة أخرى أن نظرة البلدين المستقبلية متطابقة لتوفير كل الشروط، من أجل تعزيز التعاون الثنائي كما وكيفا٬ وتعميق التواصل للمضي قدما من أجل توفير النجاح لكل المبادرات المشتركة. واعتبر العثماني أن المغرب يقوم بدور فاعل على مستوى مجلس الأمن، وهو ما يؤهله لأن يكون حلقة أساسية لإيجاد الحلول لقضايا الساعة الإقليمية والقارية الحساسة٬ مشيرا إلى أن البلدين يهمهما إحلال الاستقرار والأمن بكل مناطق العالم، من أجل التفرغ إلى قضايا أخرى ذات الطبيعة التنموية والإنسانية. من جهته٬ قال سيرغي لافروف إنه يشعر بارتياح كبير لمستوى العلاقات الثنائية التي تتطور من سنة لأخرى باضطراد وانتظام٬ يعكسها تقارب وتطابق وجهات نظر البلدين في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك٬ مشيرا إلى أن المغرب وروسيا يجمعهما هم واحد، وهو حل كل النزاعات والصراعات التي تعرفها العديد من مناطق العالم عبر الحوار السياسي والحلول السلمية، وعلى أساس القانون والأعراف الدولية، ومن خلال دور أساسي للأمم المتحدة. وأبرز وزير الخارجية الروسي أن عضوية المغرب في مجلس الأمن الدولي "تؤسس لظروف جيدة لتبادل الآراء بين موسكووالرباط حول القضايا الإقليمية الأساسية الراهن، ويمنح الفرصة لتقاسم الأدوار حول مختلف المسائل٬ التي تثير اهتمام المجتمع الدولي". وبخصوص القضية السورية٬ قال سعد الدين العثماني إن المغرب يدعو كافة أطراف النزاع في سوريا إلى الامتناع عن أعمال العنف، وعدم انتهاك بنود خطة عنان. وأضاف العثماني أن المغرب "يساند خطة كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية٬ ويعتبرها إمكانية واقعية للخروج من الأزمة٬ مضيفا أن روسيا لعبت دورا كبيرا في البدء بتنفيذ الخطة٬ من خلال إقناع الحكومة السورية بالموافقة عليها وهو ما يعكس أهمية دور روسيا في تسوية الأزمة٬ والذي يتطابق مع رأي المغرب الهادف إلى إحلال الأمن والاستقرار والحفاظ على كرامة الشعب السوري ودعوة كافة الأطراف إلى الامتناع عن أعمال العنف وعدم انتهاك البنود التي تتضمنها خطة كوفي عنان. وذكر سيرغي لافروف أن الوزير المغربي سلم الجانب الروسي رسالة جوابية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الروسي دميتري مدفيديف. وأعربا المسؤولان عن أملهما في أن تعطي اللقاءات بين مسؤولي البلدين زخما إضافيا للعمل المشترك في توسيع القاعدة القانونية للتعاون بين البلدين على طريق تعزيز علاقات الصداقة بين روسيا والمغرب ضمن إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، التي وقعت في أكتوبر من عام 2002، خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا. من جهة أخرى، عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أول أمس الأربعاء، في موسكو٬ لقاء مع ممثلين للطلبة وجمعيات أفراد الجالية المغربية المقيمة بروسيا٬ تناول مختلف القضايا التعليمية والاجتماعية والثقافية التي تستأثر باهتمام هؤلاء. وقال العثماني٬ في كلمة خلال اللقاء٬ إن المغرب يولي اهتماما خاصا لجاليته بالخارج على اختلاف مشاغلها ومكان وجودها٬ من منطلق كونها تشكل حلقة وصل أساسية بين المغرب ودول الاستقبال للتعريف بواقع المغرب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والثقافي٬ والدفاع عن مصالح البلاد وقضاياها الوطنية. وأكد العثماني أن الحكومة المغربية حريصة٬ بتنسيق مع نظيرتها الروسية٬ على الانكباب على القضايا التي تشغل بال الطلبة المغاربة الدارسين بالمعاهد والجامعات الروسية، وتسوية المشاكل التي تواجههم٬ سواء خلال مرحلة الدراسة أو بعد التخرج٬ على مستوى التكوين والدراسة والمعادلات العلمية والمنح، وتحسين ظروف العيش والتحصيل الدراسي٬ وفقا للاتفاقيات التي تجمع المغرب بروسيا وللقوانين الجاري بها العمل في المغرب. وأكد العثماني عزم وزارة الخارجية وباقي مكونات الحكومة على ربط اتصال دائم مع أفراد الجالية المغربية بروسيا والجمعيات التي تمثلهم٬ قصد الإنصات إلى انشغالاتهم وتطلعاتهم٬ مبرزا ضرورة تكثيف الأنشطة ذات البعد الثقافي والعلمي والاجتماعي، لتقديم صورة فعلية عما يجري في المغرب من تحولات وتطورات٬ وللتعريف بالإرث الحضاري للمملكة. ومن جهتهم٬ أعرب أفراد الجالية المغربية بروسيا عن رغبتهم في أن تتواصل الجهات الحكومية المعنية باستمرار معهم عبر مختلف الوسائل المتاحة والاهتمام بقضاياهم وانشغالاتهم، حتى يتعزز حضورهم في مختلف المناحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في روسيا وفي المغرب٬ وحتى يساهموا من موقعهم في الدينامية التي يشهدها المغرب.