أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، الاثنين 9 يناير الجاري بالرباط، على أهمية تعميق العلاقات القائمة بين المغرب والبلدان العربية والافريقية. وشدد العثماني، خلال لقاء مع السفراء العرب والأفارقة المعتمدين بالمغرب، على مواصلة التعبئة الدبلوماسية المغربية وكذا سائر الفاعلين المؤسساتيين وفاعلي المجتمع المدني لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية مع البلدان العربية والافريقية. وشدد خلال لقاء مع السفراء العرب المعتمدين بالمغرب ،على ضرورة توجيه هذه العلاقات نحو مجالات التألق المشهود بها للمغرب ولشركائه العرب، لجلب المزيد من الاستثمارات وتقوية التجارة البينية وإنجاز المشاريع التنموية الكفيلة بخدمة المصالح المشتركة وبتلبية حاجيات المواطنين. ودعا العثماني، خلال هذا الاجتماع الذي حضره يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى إضفاء مزيد من المرونة على آليات التعاون الثنائي القائمة بين المغرب والبلدان العربية، وتعزيز وتيرة التشاور السياسي مع الدول العربية قصد تبادل الآراء وتنسيق المواقف إزاء القضايا المطروحة بحدة على الساحة العربية، وتحقيق مزيد من الانفتاح على البعثات العربية المعتمدة بالرباط والتواصل معها على جميع المستويات. واعتبر أن مواصلة دعم ركائز العمل العربي المشترك خاصة التكامل الاقتصادي من أولويات تعزيز التعاون الثنائي، وذلك من خلال تطوير جامعة الدول العربية بجعلها أكثر قربا من الشعوب العربية، وكذا عبر تبني مقاربات واقعية ملموسة ومتينة عمادها الاقتصاد، مشددا على اعتماد الحوار الإيجابي والالتزام بسيادة الدول العربية ووحدتها الترابية. وبخصوص البعد المغاربي، أكد الوزير على تشبث المغرب بانتمائه المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا، مذكرا بدعوة الملك محمد السادس إلى وضع نظام مغاربي جديد. وشكل الاجتماع فرصة سانحة للتطرق للقضية الفلسطينية، حيث أشاد الوزير بالموقف المغربي الذي اتسم على الدوام بتبني نهج الاجماع العربي، والانخراط بقوة في كافة اللجان المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي التي تعنى بالقضية الفلسطينية كلجنة القدس واللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام العربية. من جهة أخرى، أكد العثماني خلال اللقاء الذي عقده مع السفراء الأفارقة المعتمدين بالمغرب، على أن افريقيا تشكل أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية، وأن استراتيجية المغرب في القارة السمراء ،تجسد الهوية المغربية في افريقيا، والعلاقات المتميزة التي تأكدت من خلال مساندة الدول الافريقية لعضوية المغرب في مجلس الأمن. وفي هذا الصدد، أبرز الوزير أن المغرب من خلال عضويته في مجلس الأمن سيدافع عن مصالح وتطلعات الدول الافريقية، أخذا بعين الاعتبار مبادئ الانفتاح والتعاون. كما أكد الوزير أن تنمية المغرب مرتبطة ارتباطا وثيقا بتنمية افريقا سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، مشددا على أن المغرب يركز في عمله على أربعة محاور أساسية تهم تكوين الأطر الافريقية، والمساعدة التقنية، والتعاون الاقتصادي والمالي، والتعاون الانساني. من جانبه، أكد رائد ابن عاشور سفير الجمهورية التونسية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء كان أخويا ومفيدا جدا، مشيرا إلى أن "مثل هاته اللقاءات لا تكون للمجاملة فقط بل أيضا للمصارحة وللتباحث في المسائل المشتركة التي تهم الجميع". وأكد أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مسألة البناء المغاربي والعلاقات مع عدد من التجمعات الإقليمية والجهوية مثل مجلس التعاون الخليجي، وكذا القضايا المطروحة حاليا على الساحة العربية المتعلقة على الخصوص بالقضية الفلسطينية والسودان والعراق. أما سفير السينغال بالمغرب أمادو حبيبو ندياي، فأشاد في تصريح مماثل، بالوضوح الذي اتسم به خطاب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، واستعداده الراسخ لتعزيز التعاون بين المغرب والبلدان الافريقية. واعتبر أمادو حبيبو ندياي أن ذلك يدل مجددا على متانة روابط الصداقة والأخوة القائمة بين دول القارة الافريقية والمغرب.