اختتم مهرجان الفيلم الدولي عبر الصحراء نهاية الأسبوع المنصرم فعاليات دورته التاسعة. فعلى مدى أربعة أيام كان لعشاق الشاشة الكبرى والفن السابع لقاء مع الصورة والصوت بأبعادهما الجمالية والثأثيرية عبر مجموعة من الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات هذه الدورة في المركب الثقافي لمدينة زاكورة كالفيلم المغربي «الأندلس مونامور» لمحمد نظيف، والوثائقي «تنغير القدس - أصداء الملاح» للمخرج كمال هشكار، وتم تسجيل حضور السينما الروسية بفيلم «حض بريست» لمخرجه الكسندر كوت، كما عرفت الدورة نقاشا مستفيضا في الندوة الخاصة بالسينما والهجرة عبر الصحراء، حيث أن الحضور الفلسطيني ضمن فعاليات المهرجان شكل أهم محاور الندوة المنعقدة على هامش المهرجان حول تيمة الهجرة عبر الصحراء في الأعمال السينمائية؛ إذ تناول من خلالها المخرج الفلسطيني محمد اوسيدو السينما الفلسطينية وموضوع الهجرة، معبرا أنها ضحية القضية الفلسطينية التي تشتت بفعلها الفنانين والمخرجين الذين هاجروا بعيدا عن وطنهم، مضيفا أنها رغم تحديها للاحتلال الصهيوني، إلا أنها اصطدمت بالتنظيمات الإسلاموية التي ترى في السينما منبعا لفساد الأخلاق المجتمعية، مشيرا إلى محاولات المخرجين والمهتمين منذ سنة 1980 جمع الأرشيف السينمائي الفلسطيني بعد جملة من الأعمال الإنتاجية الضخمة كفيلم :«باب الشمس» لمخرجه المصري نصري نصر الله، الذي استعرض فيه ظروف الهجرة الفلسطينية إلى أوطان أجبروا على العيش فيها منذ سنة 1948 إلى حدود الآن، وعن تداعياتها التي تخفي قصصا إنسانية عبر العبور وتعمق نظرة العالم الاحتقارية للمهاجرين، مؤكدا على دور السينما العربية كلية، لإخراج سينما الهجرة عبر الصحراء من هويتها المجهولة والانتقال بها للحديث عن الإنسان العربي المهاجر وهمومه وإيصالها إلى العالم بقالب سينمائي متميز بالصوت والصورة الموثق لتاريخ البشرية. وفي التفاتة إنسانية من طرف المنظمين في الحفل الختامي للدورة، تم تكريم وجهين يعيشان ظروفا صحية صعبة، وهما الكاتب والمخرج المسرحي علي الأصمعي، والوجه المسرحي والسينمائي والتلفزي الفنان محمد بن براهيم.. هذا، وقد وقد أفرزت نتائج مسابقة السيناريو التي لقبت بجائزة زاكورة، والتي أسندت مهمتها إلى لجنة تحكيم ترأسها المخرج المغربي مصطفى المسناوي، وضمت في عضويتها كلا من المخرج السينمائي الفرنسي لورون بوحنيك والمخرج المصري عزالدين سعيد والفنانة السورية لينا مراد والممثل الجزائري حسن كشاش؛ والتي منحت التتويج، وللمرة الثانية على التوالي، للسيناريست الشاب من مدينة زاكورة محمد الحسين شاني وهذه المرة عن سيناريو:«أصفر ازرق» الذي يحكي قصة «رشيد» فنان تشكيلي يعيش حالة فراغ وشح في الإبداع إلى أن عثر على قارورة رمل بها رسالة أب لابنه المهاجر يطلب منه العودة، وينطلق رشيد في رحلة البحث عن صاحب الرسالة، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم للسيناريست العلوي مولاي الطيب عن سيناريو«القفل القفل». وفي الختام أشادت إدارة المهرجان بالجهود المبذولة هذه السنة لإنجاح الدورة والملتقى الذي تتوسع هويته دورة بعد أخرى، والتي أعلنت فيها بشكل رسمي ابتداء من الدورة العاشرة دخول الافلام المشاركة مجال المسابقة والتباري للتصنيف والحصول على جائزة أحسن إنتاج سينمائي ليتخذ بذلك مهرجان الفيلم عبر الصحراء صبغته الدولية.