لم أر فريقا أو جماعة ثقافية أو لغوية تهيم في الوديان، متفرقة وتسير في ألف اتجاه، كما رأيت المترجمين المغاربة. هذا إضافة إلى وضعهم المهزوز كفاعلين لغويين و ثقافيين، في الوقت الذي يتحدث الجميع عن الترجمة كجسر لغوي و ثقافي. فاتحاد كتاب المغرب لا يعطي عضويته لطالبها المترجم. هل هذا يعود إلى رواسبنا العربية الثقافية التي أهملت دور المترجم واعتبرته مجرد ناقل لغوي من لسان إلى لسان، كما هي قناعة الجاحظ الذي رأى أن ترجمة الشعر مسألة غير ممكنة، و أن المترجم، وهو يترجم القصيدة، يكون كمن يقبل على عملية مستحيلة. أو كما هي قناعة جل الشعراء العرب الذين كتبوا شعرا مستعصيا وعسيرا عن الفهم حتى لا يقبل على ترجمته الفرس والعجم وغيرهم من الأقوام. أو كراهية أبو حيان التوحيدي لمتى بن يونس مترجم كتاب «فن الشعر»، الذي اتهمه بانه كان يترجم وهو سكران. صحيح ان متى بن يونس ترجم «تراغوديا» بالمديح، و «قوميديا» بالهجاء. لكن، والدفاع هنا لعبد الفتاح كيليطو، لم تكن للرجل ترجمة متاحة له آنئذ. هذا إضافة إلى انه ترجم «فن الشعر»عن السريانية وليس عن اليونانية. إضافة إلى ذلك الرأي الصادم الذي يرى في الترجمة توقفا عن التفكير. المترجم في خطر ووضعه مليء بالتموجات. وهذا الأمر يتطلب تحركا سريعا من المترجمين. أبناء متى بن يونس، سواء كانوا يترجمون وهم في حالة سكر او صحو، لابد أن يتحدوا في منظمة واحدة، ولنقل في نقابة توحدهم وتجمعهم. حتى لا تمحى أسماءهم بجرة قلم كما فعل التوحيدي مع «متىّ». لنضع حدا للمهزلة وللسخرية، لننصت إلى هذه الصرخة الصادرة من صدر أكبر المترجمين، هو «دومينيك أوري»: نحن المترجمين مشاة جيش الكتاب، نحن البديل المتعارض، المكدّ شبه المجهول في ملاك النشر». لقد تنامى دور المترجم، أتحدث هنا عن المترجم الأدبي وليس عن المترجم الفوري، فهذا الأخير يترجم من أجل المال وحده، والأول يترجم من أجل الأدب وحده، لذك نشأت في فرنسا نقابة تفاوض حول اجر النوعين. لقد تنامى اليوم دور المترجم، خصوصا مع وجود لغتين رسميتين في المغرب: العربية والأمازيغية. كما كان الأمر في كندا. فتساوي القرارات والقوانين في اللغتين من حيث القيمة التشريعية يفرض وجود هيأة خاصة بالنترجمين. مثلما أنشأت كندا مكتبا للمترجمين الحكوميين. كما أن العديد من نصوص أدبنا وفكرنا تترجم إلى لغات أخرى، وهذا يتطلب وجود علماء ألسنية ومترجمين و أخصائيين من المستوى الرفيع. كما أن هناك حاجة ماسة للمترجمين في المسألة الدينية، فالقرآن الكريم تترجم آيات منه إلى الفرنسية على تلفزيوننا. هذا دون ذكر تداخل الثقافات الذي لم يسبق من قبل، وتزايد الأسفار أيضا والعناية بالآداب الأجنبية. نسيت أن أكتب العناوين التي تتوجه لها هذه الرسالة: الحكومة المغربية، وزارة الثقافة، شارع غاندي بالرباط. المترجمون المغاربة، أبناء متىّ أينما وجدوا. والسلام. ومن المساهمين في هذا اللقاء على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الأستاذ المرحوم صدقي علي أزايكو الدكتور أحمد بوكوس عبد ربه وآخرون قمنا بزيارة منزله بقرية ويجان البعيدة عن مدينة تيزنيت بحوالي 12 كلم ومازلت أحتفظ بصور الزيارة. لحظات اللقاء ومضامين المداخلات القيمة التي أوحت إلي برغبة جامحة في كسب رهان جمع ما يمكن جمعه من شعر هذا الهرم الحاضر الغائب الذي تناول قضايا واهتمامات جيله شعرا ووضع أسس موسيقية للأغنية الأمازيغية بل وساهم بألحانه الرائعة في التربية الجمالية لدى مستمعيه ... كدت أقف في بداية الطريق لقلة الأسطوانات ورداءة صوت الحجرية منها لولا ما وجدته من تشجيع لدى بعض الباحثين أمثال الأستاذ الباحث أحمد يزيد الكنسائي بتارودانت وما جمعته أثناء إعدادي وتقديمي لبرنامج مقتطفات من الأدب الشعبي الأمازيغي وهو برنامج أقوم فيه بتعريب وتحليل قصائد أمازيغية على الأمواج الوطنية ضمنها ما حصلت عليه من قصائد الحاج بلعيد وذلك في الفترة ما بين 1977 إلى 1992 حيث توقف البرنامج ليعوض ببرنامج أمازيغي غير معرب. -2 أضف إلى هذا ما سجلته من أفواه قدماء الروايس ممن تتلمذوا على الحاج بلعيد بعد الحصول على ما يمكن الحصول عليه قدم له الشاعر الباحث أحمد بزيد الكنسائي بدراسة قيمة مكونة من صفحات، إضافة إلى تقديم للمؤلف محمد مستاوي استقبله القراء المهتمون كما يستقبل الظمآن جرعة ماء بارد. نفذت الطبعة الأولى والثانية والثالثة واضطرت إلى طبع الطبعة الرابعة 2012 لأفاجأ كمؤلف لسلسلة أعلام الشعر المغربي الأمازيغي بإصدار مؤلف يحمل عنوان ... إزاوان ن-لحاج بلعيد أصدره فريق يتكون من خمسة إلى ستة «مؤلفين» هم الآتية أسماؤهم : 1- ابراهيم شرغين. 2- محمد بايري. 3- محمد بلمجروف. 4- ابراهيم اويرني. 5 - عمر رشات. طبعا، أسهل طريقة «للتأليف» هي السطو على ما جمعه وألفه الغير كنوع من القرصنة المكشوفة. مع العلم أن لدينا عشرات من شعراء أحواش والروايس بحاجة إلى من يجمع قصائدهم وتدوينها وطبعها أمثال الحاج أحمد أمنتاك المرحوم الحاج عمر واهروش الحاج المهدي بن مبارك بوبكر إنشاد بوبكر ازعري والعشرات لكن السطو على مؤلف تم طبعه للمرة الرابعة أسهل من إفراغ الأشرطة ومن البحث الميداني، الجانب القانوني سألتجئ إليه عند الضرورة لإيقاف الظاهرة الغريبة التي ألفناها في قرصنة الأغاني المغناة ومن حقنا أن نتساءل ما مسؤولية مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري التابع للمعهد الملكي للثقافة للأمازيغية ؟ الذي تسلم القصائد ونشرها تحت عنوان منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري. حقوق الطبع محفوظة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. هل يمكن القول أن المشرفين على الطبع لم يطلعوا على سلسلة إعلام الأدب المغربي الأمازيغي الرايس الحاج بلعيد لمؤلفه محمد مستاوي حياته وقصائد مختاره من شعره. نحن نعلم أن أغلب رؤساء مراكز المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كانت دراساتهم خارج الوطن وباللغة الفرنسية لم يطلعوا على المؤلفات القليلة الصادرة بالأمازيغية ومنهم من لا يحسنون التعبير بها ونعلم أن الشهادة التي تخول لهم وظيفة المعهد كانت بلغة موليير وبالتالي لا علاقة للأغلبية بالأمازيغية ولا يستطيعون حتى التحاور بها. -3 ولن نستغرب إعادة المؤلفات التي أصدرناها منذ 1976 إلى 2012 وما سأصدره وغيري مستقبلا فإعادة مؤلف الغير أقل معاناة من البحث الميداني الشاق وقد نتساءل عن مسؤولية المكتبة الوطنية للكتب والمخطوطات التي منحت رقم الإيداع القانوني لكتاب، ألفه الغير وأعاد طبعه أربع مرات وحصل على رقم الإيداع كل مرة ما بين 1996 إلى 2012. هي أسئلة مشروعة تستهدف عدم إعادة نشر مؤلفات الغير كنوع من القرصنة الفكرية. بعد القرصنة الفنية المادية والمعنوية السائدة في الحقل الفني الأمازيغي بما في ذلك تجاهل أسماء أصحاب الكلمات. فشركات التسجيل والترويج تقوم بتسجيل كلمات الشاعر وترويجها دون الحصول على إذن الشاعر والمغني أحيانا ويتجاهلون وضع أسمائهم على الأشرطة من نوع «سيدي» ويتحمل مكتب حقوق المؤلفين مسؤوليته في هذه الفوضى وسيخصص تحقيقا عن وضعية هذا المكتب. وهذا ما قاد المؤلفون المشار إليهم إلى إعادة المؤلفات المكتوبة وعلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن لا يشجع هذا النوع من القرصنة الفكرية بالنسبة لي كمتضرر سأحتفظ بحقي في الالتجاء إلى القانون.