عاش عدد كبير من المغاربة المقيمون في نيويورك وولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدةالأمريكية, في الأسبوع الماضي, معاناة حقيقية وهم يواجهون إعصار ساندي، العاصفة المدمرة، التي تسببت في انقطاع الكهرباء عن 7 ملايين أسرة، وخلفت مقتل قرابة 120 شخصا. هذا الإعصار الذي وصفه خبراء الأرصاد الجوية ب «المهول» والذي صاحبته رياح عنيفة بلغت قوتها، في بعض الأحيان، 160 كلم في الساعة، وفيضانات وتساقطات ثلجية، خلف خسائر بشرية وأضرار مادية ضخمة بلغت قيمتها أكثر من 50 مليار دولار. وكانت نيويورك وولاية نيوجيرسي، المنطقتان الأكثر تضررا من إعصار ساندي، وفيهما يقطن عدد هام من المغاربة , منهم من فضل مغادرة منزله قبل حلول الإعصار، ومنهم من فضل المكوث متحديا كل المخاطر كما هو حال الفنانة المغربية كوثر نهاد, التي تتابع دراستها بجامعة بروكلين، في نفس الوقت الذي تتابع فيه مسيرتها في الغناء بتألق كما يشهد على ذلك نجاح ألبومها الأخير( أنت اللي بغيت) الذي أصدرته في الدارالبيضاء. عن تفاصيل حياتها في يوم الإعصار، وكيف قضت ساعات ذلك اليوم, وماذا هيأت لتجنب مخاطر الإعصار، تحكي الفنانة كوثر نهاد في اتصال هاتفي مع الجريدة مباشرة من بروكلين بنيويورك: « أولا أحيي جريدة الاتحاد الاشتراكي وأشكركها على اهتمامها بشخصي و بفني، و أحيي جميع محبي فني وجميع أصدقائي ومعارفي وأقول لهم أنني نجوت والحمد لله من شر ساندي. طبعا بلغنا أنه سيكون هناك إعصار جد قوي عنيف، و سيكون إعصار القرن 21، فنزلت من منزلي يوم واحد قبل الإعصار لأقضي بعض حاجيات البيت ( أكل، الماء وكل الحاجيات الضرورية.) لأنه منع عنا منعا كليا الخروج من المنازل، و أنا احمد الله لأنني اسكن في منطقة بروكلين ( بايرج) التي تعتبر بعيدة عن منطقة الخطر، و مع ذلك فاني كنت مرعوبة و خائفة لان صوت العاصفة كان جد قوي و في كل مرة كنت أسمع الصوت اعتقد أن النافذة سوف تتكسر!! أهلي في المغرب كانوا يتصلون بي تقريبا كل نصف ساعة للاطمئنان, كنت في وسط ال?صار وقلبي ينبض هناك في المغرب. تخوفنا زاد عندما قطع تيار الكهرباء, وغرقت كل المنازل في ماء الفيضان.. لم اخرج من البيت لمدة أربعة ايام ,و طبعا الجامعة كانت أبوابها مغلقة. في البيت كنت أقضي ساعات اليوم في مشاهدة theweatherchannel و الاخبار المباشرة لكي اعرف مستجدات الإعصار و كنت في الفيسبوك طوال اليوم لطمأنة محبي و متتبعيني و اصدقائي. كما قمت بإرسال ايميل لزميلاتي بالجامعة لأخبرهم أن بيتي مفتوح لأي شخص في منطقة الخطر، و بالفعل لجأت عندي زميلتان أمريكيتان ومكتثا معي في البيت. هذا الإعصار بعتر حياة المواطنين الأمريكيين و غير حياة العديد من الناس، وخصوصا منطقة مانهاطن التي تضررت بشكل كبير جدا لدرجة ان بعض سكانها تشردوا في الشوارع وأصبحوا بدون مأوى، زيادة عن ذلك الموظفون لم يشتغلوا لمدة اسبوع, و كما تعلمون ففي أمريكا يقبضون أجورهم كل نهاية أسبوع, و من لم بشتغل لا يتسلم راتبه!!! و ما زاد الطين بلة هو انقطاع وقود السيارات ، الأمر الذي دام أربعة أيام و انقطاع(الميترو) الذي وقف عن الاشتغال و لاول مرة لمدة 5 ايام, و حتى لما عاد لم يعد يقف ببعض المحطات !!! هناك أيضاً أشجار عملاقة سقطت على مجموعة من المنازل فهدمتها و مات أصحابها....الحمد لله على نجاتنا, وأود بالمناسبة أن أشكر جميع الأشخاص الذين بعثوا لي رسائل بالفيسبوك للاطمئنان علي, و من الوسط الفني, أشكر الفنانة المطربة هدى سعد لأنها الوحيدة من الفنانات المغربيات التي ظلت في اتصال معي تطمئن «.