فاز فريق الرجاء البيضاوي على جاره الوداد في ديربي البيضاء الكبير، برسم نصف نهاية كأس العرش بحصة (1/ 3) بعد زوال أول أمس الثلاثاء بالمركب الرياضي محمد الخامس، وبعد مرور الفريقين للشوطين الإضافيين، والتي كانت حاسمة في منح بطاقة التأهيل للقاء النهاية للفريق الأخضر الذي سيواجه خصمه العسكري الذي حجز بطاقته هو الآخر على حساب قراصنة سلا من خلال الضربات الترجيح والحضور المتميز لأشباب الإطار الوطني الشاب الحسين أوشلا. مباراة الوداد والرجاء تميزت جولتها الأولى بمستوى تقني جد متوسط، غابت عنها الفرجة والفرص السانحة، باستثناء ثلاث فرص للوداد بواسطة كل من بكر الهلالي ومراد لمسن وثلاث للرجاء بواسطة محسن ياجور الذي نزلت تسديدته بسلام في يد الحارس نادر لمياغري، تلتها محاولة لعبد الفتاح بوخريص البديل لزميله أمين الرباطي وعادل الشادلي. ورغم المد الهجومي للفريقين، فلم نسجل أية خطورة حقيقية طيلة 45 دقيقة التي غاب عنها الطابع التكتيكي والاحتراس وعدم المجازفة، ليعلن بذلك الحكم هشام التيازي من عصبة مراكش عن نهاية الشوط الأول بنتيجة البياض. الجولة الثانية عرفت إيقاعاً مغايراً وسريعاً للفريقين. وقد كانت المبادرة لفريق الوداد، الذي اندفع لاعبوه بقوة بحثاً عن الهدف، حيث تم خلق العديد من الفرص السانحة التي كادت أن تستثمر لولا تواجد حارس متألق اسمه خالد العسكري الذي عانى من تسربات بكر الهلالي، وليس مويتيس وبكاري كوني، كما أهدر عبد الفتاح بوخريص هدفاً محققا للرجاء (د 25). وبعد مرور عشر دقائق، تمكن الوداد من بلوغ مرمى الرجاء بواسطة فابريس أونداما البديل لزميله ياسين لكحل (د 37)، بضربة رأسية بديعة. هدف حرك نصف مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس وكل الوداديين، لكن الفرحة لم تتعد خمس دقائق، بعدما أعلن الحكم التيازي عن ضربة جزاء (د 43) للرجاء، إثر إسقاط بورزوق داخل المعترك، كُلِّف بتنفيذها متولي، الذي ترجمها لهدف التعادل، وهو الهدف الذي أشعل فتيل المدرجات الرجاوية، والتي رمت بالشهب النارية الاصطناعية جنبات أرضية الملعب تعبيراً منها عن الفرحة. أضاف الحكم دقيقتين كوقت بدل الضائع، ولم تتغير النتيجة، لينتهي اللقاء بالتعادل هدف لمثله، ليمر الفريقان إلى الشوطين الإضافيين. وبعد التغييرات التي قام بها الإطاران الوطنيان امحمد فاخر وبادو الزاكي، والتي كان لها الوقع على المردودية، حيث أقحم الزاكي فابريس أونداما مكان ياسين لكحل وجواد إيسين مكان ليس مويتيس، في حين أقحم فاخر منذ الجولة الأولى عبد الفتاح بوخريص مكان أمين الرباطي المصاب، وفي الجولة الثانية، دخل بورزوق مكان زميله محسن ياجور مع خروج عادل الشادلي الذي ترك مكانه لياسين الصالحي. ولم يحسم الأمر في كسب بطاقة المرور للمباراة النهائية حتى الجولة الثانية من الشوطين الإضافيين، وبالضبط في حدود الدقيقة (10) أي (115) التي عرفت تسجيل الهدف الثاني للرجاء البيضاوي بواسطة ياسين الصالحي، تلاه الهدف الثالث (د 116) الذي وقعه الحافظي، والذي نزل كقطعة ثلج على الوداد، ورغم ما تبقى من الدقائق، فقد غادرت الجماهير الودادية المدرجات غاضبة ومحتجة على التحكيم، كما احتج عليه بشدة بعض الأعضاء المسيرين مباشرة بعد إعلان التيازي عن نهاية اللقاء، ولولا تواجد العناصر الأمنية التي كانت محاطة بثلاثي التحكيم، لحصل ما لم يحمد عقباه، مطالبين من الحكم التيازي الاستفسار حول إعلانه عن ضربة جزاء التي أعلن عنها وحتى حول الهدف الثاني، مطالبين منه إعادة مشاهدة اللقطات عبر الشاشة، وبدعوى أن هناك حالة تسلل... تلكم هي الأجواء، وحالة الغضب التي عاشتها المدرجات وجنبات ومستودع الوداد، كما حاول أحد أعضاء المكتب المسير للوداد الدخول لمستودع الحكام، لكن تواجد الأمن حال دون ذلك. انتهى الديربي بكسب الرجاء البيضاوي الرهان، مع حالات غضب كبيرة لكل مكونات الوداد واحتجاج حول التحكيم . تصريحات امحمد فاخر، مدرب الرجاء «أهنى اللاعبين على علو كعبهم ونفسياتهم العالية، حيث استطاعوا تحويل الهزيمة إلى انتصار، وهذه الروح لايتوفر عليها حاليا أي فريق، بالقدر الذي تتوفر لدى لاعبي الرجاء. وبخصوص الفوز فهو مستحق وكان التحكيم عادلا». محسن متولي كعادته رفض التصريح بطريقة لا أخلاقية. حمزة بورزوق: «نهدي الفوز لهذه الجماهير العريضة، التي كانت رائعة بكل المقاييس، وتستحق أكثر من ذلك. ونعدها بتحقيق اللقب أمام الجيش الملكي». بادو الزاكي، مدرب الوداد «المقابلة كانت جل أطوارها لصالحنا، خاصة في التسعين دقيقة، حيث ضيع لاعبونا فرصا سانحة للتهديف بسبب عدم التركيز. ضربة الجزاء ضدنا كانت قاسية، والرجاء كبير على الاستعانة بقرارات الحكم. خلال الشوطين الاضافيين فقد لاعبونا التركيز، ويبقى الحكم التيازي بطل هذا الديربي بقرارته غير الصائبة». - لاعبو الوداد رفضوا الادلاء بأي تصريح، باستثناء يونس منقاري، الذي كانت له الشجاعة في إبداء رأيه في المباراة محملا خسارة الوداد إلى الحكم التيازي. هشام الادريسي مدرب وطني ومحلل رياضي «المباراة تقنيا لم ترق إلى المستوى المطلوب. الوداد كان أحسن خلال الشوط الأول من اللقاء، غير أن الرجاء استطاع قلب الموازين، وتميز لاعبوه بحس كروي ونفسي كبيرين، إذ لم يؤثر عليهم الهدف، بل زادهم إصرار وهذه ميزة لا تتوفر إلا في اللاعبين الكبار وفريق كبير مثل الرجاء، وتبقى مباريات الكأس دائما مفتوحة على كل الاحتمالات». سعيد العلوي