تروج في هذه الأيام صورة الجميلات اللائي زرن مسجد الحسن الثاني كمعلمة سياحية آخذة في احتلال مكانتها كمعلمة تاريخية، وكان برفقتهن شرطي لحمايتهن من الفضوليين ومن حراس الدين المتسلطين . وقد أخذت الصورة للشرطي رفقتهن وهو بين السعادة والإحراج ..السعادة لأنه سنحت له الفرصة ليدخل تاريخ الصور النادرة في المغرب رفقة جميلات لن يتاح له أن يقترب منهن أبدا، وتحترم الجانب الإنساني لرجل الشرطة ، والإحراج من كونه يلبس زيا له طقوسه وقوانينه وبروتوكولاته لحماية الرمز البوليسي والهيبة الأمنية التي يدافع عنها بشراسة كل المحافظين داخل الأجهزة البوليسية بالمغرب ، كما هو حال المخزن عموما فيه المحافظ وبه المعارض . وبالعودة للصورة والشرطي أتمنى صادقا أن لا يؤاخذ هذا الرجل من طرف رؤسائه على جريرة حبه لتوثيق لحظة لن يدركها قط ، وعشقه للجمال وحمايته له. ولقد علقت على هذه الصورة بالفايسبوك « التسامح الأمني « فأنا أعتبر أن سلوك ولاية الأمن بالدار البيضاء سلوك حضاري يليق بمدينة تقاوم التطرف والتخلف وكل أشكال الركود الثقافي وتغليب جوانب القبر على جوانب الفخر . وهذا السلوك هو مصاحبة جميلات تنشرن الأمل في الحياة من طرف الأمن. وأتمنى أن تحذو كل ولايات الأمن بالمغرب حذو هذه الولاية بحمايتها لكل ما يطرد النحس والتشاؤم وغبن المتطرفين عن هذا البلد الآمن والأمين. وحتى أضيف النافع إلى الممتع (l'utile à l'agréable) هناك بعض المجتهدين الأمنيين لدى إدارات بعض المركبات التجارية التي تبيع الخمور . فهذه المركبات التجارية تبيع سلعا تدخل قائمة الاستهلاك وتستوجب أن يحصل كل مستهلك على وصل يحدد السلعة وتاريخ اقتنائها من المحل حتى يتحمل المحل مسؤولياته أمام زبنائه، ولكن يتفاجأ الزبون بعدم منحه للوصل والبيانات المطلوبة لأن الإدارة الأمنية قررت ذلك حتى لا تحاسب على بيعها للخمور للمسلمين . وإذا ما مات هذا المسلم الذي يستهلك الخمر ف»لهلا يردو» ولا يمكن مطالبة المحل بأي شيء لأنه ليست هناك آثار قانونية تحمل المسؤولية لهذه الإدارات الأمنية بهذه المحلات ، وكل تسامح وأنتم بأمن .