الفن والعفن تشهد مدينة الدارالبيضاء في موسم الصيف سهرات وحفلات ومهرجانات في الهواء الطلق ولكن المؤسف أن الغالب على هذه الأنشطة الفنية هو «اشطيح وارديح» والاختلاط الفاحش بين الجنسين... ويستغل بعض المنحرفين هذا الجو لتدخين الحشيش وشرب الخمور والسرقة والتحرش الجنسي وافتعال الشجار والمعارك، فلا اعتراض على إقامة هذه الفضاءات الترفيهية للترويح على ساكنة البيضاء... صحيح أن مثل هذه المهرجانات تقام في كثير من دول العالم ولكنها تتسم بالاحترام وبالموسيقى الراقية وبالسلوك الحضاري وحتى في أوروبا ترتفع أصوات تستنكر الحفلات الماجنة... وهذا ما حدث في بولندا... عندما قادت مجموعة كاثوليكية حملة ضد إحياء حفلة موسيقية للمغنية الأمريكية «مادونا» واتهم رئيس لجنة «الدفاع عن الإيمان والتقاليد» أن «مادونا» تسعى إلى نشر الرذيلة وعرض جسدها وعريها». فالموسيقى ليست هي الإيقاع والرقص والفن عموما ليس حراما... ولكن الحرام هو أن يصبح الفن عفنا... مثيرا للغرائز الحيوانية. انتحار رجال الشرطة من المؤسف أن يقدم شرطي على الانتحار ولا أعتقد أنهم في معهد تكوين الشرطة يلقنونهم دروسا في علم النفس السلوكي... وربما يركزون فقط على تقوية عضلاتهم والرفع من لياقتهم البدنية وكأنهم سيتخرجون من أجل العراك والمصارعة. ففي الدارالبيضاء لا نرى رجال الشرطة أمام أبواب المدارس ينظمون خروج التلاميذ ولا نرى رجال شرطة في محطات القطار يقدمون مساعدات للشيوخ والعجائز والمرضى. ولا نرى في الأسواق رجال شرطة ينشرون الأمن والاطمئنان في نفوس المتسوقين، ولا نرى رجال شرطة أمام محطات الحافلات المزدحمة لتسهيل ركوب المواطنين. يجب أن نزيل الغبار من فوق الصورة المشرقة لرجال الشرطة... ونجعل من ذكرى تأسيس الأمن عيد لرجال الشرطة... يقدم فيه المواطنون في الشارع هدايا رمزية لرجال الشرطة... اعترافا منهم لما يبذلونه من جهد وسهر من أجل أمن الوطن وسلامة المواطنين. يجب أن نحسس رجال الأمن بتعاطف الناس معهم وبامتنانهم لما يقومون به من مجهودات ليشعروا أن تضحياتهم لا تذهب هباء. ويجب أن لا يظل رجل الشرطة في عيون المواطنين مجرد «نميرو خمسة وعصا وفردي» وأحينا تخوف به الأمهات أطفالهن «اسكت ولا نجيب ليك بوليسي» وأعتقد أن الإدارة العامة للأمن الوطني انتبهت إلى الحيف الذي يطال رجال الشرطة بإدماجهم في نظام الوظيفة العمومية وأن إحداث نظام جديد خاص برجال الأمن سيكون إنصافا لحقهم، فما يقوم به رجال الشرطة أشق مما يقوم به الموظفون في الإدارات الحكومية. كثرة الضحك تميت القلوب في دورته الثامنة والخمسين انعقد في ألمانيا مؤتمر لأطباء علم النفس ناقشوا من خلاله تأثير الضحك على سلامة الصحة النفسية للإنسان وأكد البروفسور «كراوزه» أن الطفل الحديث الولادة يبتسم 30 ألف مرة في الأشهر الستة الأولى من ولادته باعثا بذلك السعادة في قلوب أفراد العائلة... والبيضاويون يحبون الضحك ويبحثون عن مجالس الضحك وأكثر الساكنة ضحكا هم عمال البناء والفراشة وباعة الديطاي ورواد المقاهي... إنه وسيلتهم لنسيان الهموم والمشاكل والمتاعب... وتسمع بعض البيضاويين يقولون لك بأن الضحك هو الدواء الوحيد الذي لا تبيعه الصيدليات... ولكن المؤسف أن الضحك عند بعض المكلخين ليس علاجا ولكنه مرض عندما تراهم يضحكون على الناس... ويغتابون جيرانهم وزملاءهم في العمل وحتى أفراد عائلاتهم وأصهارهم... وإذا كان الضحك يحيي الفرح وينعش النفوس ويقاوم الأحزان... فإن كثرة الضحك تميت القلوب.