مع مرور الجولات، بدت بعض المعالم الكبيرة تلوح فوق سماء الدوري المغربي الأول، حيث أبانت الفرق القوية عن نواياها في التنافس على اللقب، ما يعني بأن الصراع على مستوى المقدمة سيكون محتدماً، والتنبؤ بالبطل قد يكون سابقاً لأوانه، وإن كان كل المتتبعين يرشحون فريق الرجاء البيضاوي للظفر باللقب، اعتباراً للترسانة البشرية التي تعاقد معها، والتي كلفت «خزينة بودريقة» مئات الملايين، لكن تعثر الفريق الأخضر أمام جمهوره واكتفائه بالتعادل خلال اللقاء الذي جمعه بأولمبيك آسفي، أفقد الرجاء نقطتين، وقلص من هوة الفارق بينه وبين صفوف المطاردة. صحيح أن لاعبي الرجاء صنعوا العديد من فرص التهديف قبل وبعد تخلفهم بهدفين لصفر، لكنهم افتقدوا للتركيز الكافي لترجمة الفرص إلى أهداف، ولم يعدلوا الكلفة إلا في الدقائق السبع الأخيرة، وبإصرار من اللاعبين، وهذه النتيجة التي تكشف نجاعة الأسلوب التكتيكي للمدرب عبد الهادي السكتيوي، استفاد منها فريق الجيش الملكي العائد بفوز صغير، لكنه ثمين من مدينة قصبة تادلة على حساب رجاء بني ملال الذي مازال يبحث عن التوازن لمسايرة الركب وصنع رهان الفوز، رغم أن العناصر الملالية تقدم منتوجاً كروياً محترما، لكن الحظ وغياب النجاعة على مستوى خط الهجوم، فضلا عن قلة الثقة في النفس... عوامل جعلت الوافد الجديد يقبع في أسفل الترتيب برصيد نقطتين، وبدون انتصار. فريق آخر مازال لم يتذوق طعم الفوز بعد، والأمر يتعلق بالنادي المكناسي الذي أشر هذا الموسم على انطلاقة غير مشرفة، والذي قد يكون ضحية صراعات جمهوره، هذا الفريق أضاف إلى رصيده هزيمة جديدة، هي الثالثة من نوعها، وكانت من توقيع فريق شباب الحسيمة الذي انتظر إلى حدود الجولة السادسة ليصنع أول فوز، ويحقق انتعاشة نسبية، ويزيد من معاناة الكوديم المطالب بتصحيح الأوضاع للخروج من نفق المراتب غير الآمنة. فريق المغرب الفاسي صنع الحدث بملعب العبدي، وفاز على الدفاع الجديدي خلال اللقاء الذي دار بدون جمهور، وبذلك يكون المدرب عز الدين أيت جودي قد دشن عودته إلى الدوري المغربي بفوز ثمين ارتقى بفريق الماص إلى الصفوف الأمامية، وهذه أولى الإشارات على عودة الفاسيين المبكرة إلى دائرة الصراع على التنافس بقوة على اللقب، في ظل الادارة التقنية الجديدة التي وعدت بأن الانطلاقة ستكون من المحطة السادسة، وفعلا لم يخلف المدرب أيت جودي الوعد، وصنع أول رهان، والبقية ستأتي. فريق آخر عاد بنقط الفوز من ملعب الخصم، ويتعلق الأمر بالوداد البيضاوي الذي فاز على النهضة البركانية، وهي نتيجة بقدر ما خدمت مصالح الفريق الأحمر، ودفعت به إلى حلبة التنافس على اللقب، بقدر ما كبحت جماح البركانيين، وأوقفت انتعاشتهم، وجمدت رصيدهم في خمس نقط، ما يعني بأن المدرب عبد الرحيم طاليب مطالب بالبحث عن وصفات تكتيكية وبدنية ونفسية... لمسايرة الإيقاع، على اعتبار أن الهزيمة بعقر الدار يكون انعكاسها قوياً على كافة المستويات. لقاء الفتح الرباطي ضد أولمبيك خريبكة انتهى بنتيجة البياض، وهي نتيجة ترفع رصيد الفريقين معاً إلى ست نقط، وتبقي وضعهما في الصفوف غير الآمنة، وإذا كان التعادل يخدم مصالح الخريبكيين، فإنه على العكس من ذلك، قد يخلق أزمة للإدارة التقنية لفريق الفتح الرباطي الذي وقع على انطلاقة غير مرضية. تعادل آخر سجل في لقاء النادي القنيطري ضد المغرب التطواني، خلال المباراة التي جمعت الطرفين، وعرفت مستوى تقنيا مشرفا ومشجعا، إلا أن اقتسام نقطتي المباراة لم يرض الطرفين معاً، وإن كان منصفاً لهما. فريق الوداد الفاسي لم يحسن استثمار امتياز الاستقبال، وعجز مرة أخرى عن صنع الانتصار الأول بعد مرور ست دورات، وتعادله أمام حسنية أكادير سيدخل الواف خانة الحسابات، حيث أضحى مطالباً بالبحث عن الأساليب الناجعة لتجاوز هذه المرحلة غير المطمئنة. النتائج نهضة بركان الوداد البيضاوي 0 - 1 رجاء بني ملال الجيش الملكي 0 - 1 الرجاء البيضاوي أولمبيك آسفي 2 - 2 شباب الحسيمة النادي المكناسي: 2 - 1 الفتح الرباطي أولمبيك خريبكة: 0 - 0 النادي القنيطري المغرب التطواني 1 - 1 الدفاع الجديدي المغرب الفاسي: 1 / 2 الوداد الفاسي حسنية أكادير: 0 - 0