وأنا أتصفح الفايسبوك ذات مرة، استوقفني دعاء أرسلته لي إحدى الصديقات الافتراضيات تطلب مني أن أقتسمه مع باقي أصدقائي ،وهذا الدعاء يمكن أن يكون قد عمم على كل المغاربة وقد تكونون قد قرأتموه وضحكتم لأنه دعاء نكتة حيث جاء فيه « اللهم دمر دولة أمريكا ونجي المسلمين بها « فهذه الدعوات نجد الكثير منها واردا من قاطني دول غنية كالسعودية والكويت وقطر ومتحضرة مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا نفسها، ومن دول أرغمت على أن تحضن التخلف مثل مصر وتونس في الآونة الأخيرة والمغرب ، ولو بتفاوت النسب. والمتأمل لهذا الدعاء يتبادر إلى ذهنه أن مختلقيه يدافعون عن الإسلام ويكرهون أمريكا، وأنهم ينتصرون لقيم المسلمين ضد قيم الكفار، لكن الحقيقة عكس ذلك فهم أولا سذج لا يفقهون لأن دعاءهم بليد ، حيث نتساءل كيف سيدمر الله دولة بجغرافيتها وإنسانها وسياستها واقتصادها وثقافتها وينجي بعض سكانها لأنهم مسلمون؟ وهل سيرضى هؤلاء المسلمون بتدمير دولة تؤويهم ؟ وما نوع التدمير المطلوب ؟ وهم ثانيا في الجهل يعمهون لأن أمريكا دولة عنقودية تجمع أكثر من خمسين ولاية وكل ولاية بمثابة دولة مستقلة بقوانينها واقتصادها والسياسة التدبيرية بها، وكل هذه الجهود تصب في جهد فدرالي واحد. فلا يمكن أن تدمر الدولة الفدرالية إلا بتفكيك كل الولايات وجعلها قادرة على الانفصال عن المركز ، لذا يصبح هذا الدعاء مثيرا للسخرية من جهل هؤلاء. فهم يرغبون من الله سبحانه جل جلاله أن يدمر هذه الدولة بتعطيل حواسيبها وإغراق مدنها وإفناء أهلها غير المسلمين طبعا ، بل تسليط الكوارث من كل الأنواع إلى أن تهلك وتفنى فيبقى المسلمون بها وتبدأ هجرة أخرى لإقامة دولة الإسلام بكل دعواتها وأدعيتها . لهذا ألتمس من القيمين الدينيين أن يباشروا عملهم على الفايسبوك لينوروا الناس ضد هؤلاء الحمقى ، ويعلمون الناس كيف ينتصرون للخير ضد الأحقاد والجهل لأنه بإعصار «سيندي « قد يعتقد البعض أن الله استجاب لهم فنصبح نسبح بالنكت المستجابة حفظنا الله واياكم.