لم يتحدد بالضبط موعد إجراء الانتخابات الجماعية وإن كان الحديث في وزارة الداخلية قد ذهب إلى اقتراح موعد ينتظر أن يتم التوافق بشأنه أواسط السنة القادمة. تأجيل الإنتخابات أنعش شناقة الأحياء، فهو يتيح لهم ربح المزيد من الوقت قبل الدخول غمار المنافسة على الرئاسة أو على مقعد داخل هذا المجلس أو ذاك. الحديث هنا ليس عن الشناقة الذين يتناسلون قبيل عيد الأضحى من كل سنة، والذين يلهبون أسعار الأضاحي، ليس عن شناقة الجوطيات الذين يتصيدون الزوار «لإبرام صفقة» هم الرابحون فيها. الحديث هنا عن نوع جديد من الشناقة بدأ يغزو المغرب مع اقتراب موعد الاستحقاقات الجماعية المقبلة، شناقة أنجبهم نظام الترشيح باللائحة بشكل ساهم في إنعاش مهنة شناقة الأحياء. مناسبة هذا القول الحركة غير العادية لمجموعة من المنتخبين الذين شرعوا منذ مدة في البحث عن مواطنين يعتقدون أن لهم شعبية في أحيائهم لممارسة دور الشناق الذي يعمل، مستغلا مكانته داخل الحي، على استمالة الناخبين عبر التعاطف معه، إما لمصداقيته أو لطمعهم في الحصول على امتيازات من وراء دعمهم له. زوار الأحياء /الدوائر يحاولون إقناع الشناقة بالترشح معهم في اللائحة، وبطبيعة الحال، لن يكونوا في أوائل الترتيب، بل في آخره، ولكل «شناق» أجره بحسب مكانته داخل الحي وشهادة الجيران في حقه، وقد يصل المقابل إلى أرقام قياسية إن كان الشناق مستشارا أو سبق له أن كان مستشارا ولايزال يحتفظ بعلاقاته مع السكان. رحلة البحث عن الشناقة انطلقت حتى قبل تحديد الإستحقاق الجماعي، وحمى الاستقطاب ارتفعت وتيرتها هذه الأيام، بل هناك من «الشناقة » المطلوبين من أصبح محتارا في الاختيار بين اللوائح المقترحة، الاختيار ليس في طبيعة البرامج الانتخابية التي تقدمها كل لائحة فذلك أمر مستبعد وإنما لوفرة العروض وعدم وجود فرق كبير في (المقابل الأجري ) بالنسبة لكل لائحة. واقعة مساومة بين سمسار انتخابات و«شناقين إثنين» كنت شاهدا على بعض فصولها في إحدى مقاهي البيضاء. وبحسب ما فهمته من مجرى الحديث، فإن «الشناقة» كانوا أمام عرضين وعلى مايبدو، فإن العرضين كانا متقاربين من الناحية المادية وأن صاحب أحد العرضين من معارفهما، حيث قال أحدهما للسمسار « شوف كول لصاحبك يزيد راه مانبدلش صاحبي على 10دريال!», حوار بين شناقة يبشرنا بالخريطة الجماعية المقبلة، خريطة سيتحكم فيها الشناقة والسمسارة والمال بهدف إبقاء نفس الوجوه جاثمة على صدورنا، تصول وتجول في جماعاتنا وتؤرخ لمرحلة من التسيير الجماعي حيث الشناقة هم المتحكمون في خريطتنا الانتخابية، حيث لغة «الكرمومة» و«ليدام» و «الحلاوة » هي سيدة الموقف، فلامكان للعهد الجديد عند هؤلاء والآتي أعظم...