تراجعت مداخيل القطاع السياحي ب1.6 مليار درهم، خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري لتصل إلى حوالي 43.7 مليار درهم، أي بانخفاض معدله ناقص 3.7 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من 2011 التي كانت قد سجلت 45.3 مليار درهم، وذلك على الرغم من كون المعلومات الواردة عن المديرية العامة للأمن الوطني، تفيد بأن عدد السياح الأجانب الوافدين على مراكز الحدود سجل ارتفاعا معدله 4 في المائة، حيث بقي عدد السياح الوافدين على التراب الوطني مستقرا عند متم شهر شتنبر 2012 في حدود 3.7 مليون سائح أي بتطور 1 في المائة بالنسبة للسياح الأجانب و- 1 في المائة بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج . وحسبما سجله المرصد الوطني للسياحة، فقد عرفت الأسواق الإسبانية والبريطانية والهولندية ارتفاعات بنسب + %3 و+ %1 و+ %1 على التوالي، في حين تراجع عدد السياح الفرنسيين والبلجيكيين بنسبة - 1% بينما عرف عدد السياح الألمان والإيطاليين انخفاضا ملحوظا بنسبتي ناقص %4 وناقص %7 على التوالي. وتفيد إحصائيات المرصد أن عدد المبيتات الإجمالية المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة في متم شهر شتنبر 2012 عرف ارتفاعا نسبته 2 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من 2011 .وفي متم شهر شتنبر، تم تسجيل ارتفاعات في عدد المبيتات في كل من الدارالبيضاء (+ 9%) وطنجة (+ 6%) والجديدة مازاغان (+ 8%) والصويرة موكادور (+ 10 %). وحصل القطبان السياحيان للمملكة وحدهما على 60 % من عدد المبيتات الإجمالية، حيث سجلت مراكش تطورا نسبته%1+ ، في حين سجلت أكادير تراجعا نسبته - 3%. بينما عرفت وجدة السعيدية وفاس بدورهما انخفاضا بنسبة ناقص2 في المائة لكل واحدة منهما خلال نفس الفترة. وعلى الرغم من ذلك، فإن معدل ملء الغرف لم يتطور خلال هذه التسعة أشهر مقارنة مع نفس الفترة من السنة المنصرمة، حيث لم يتجاوز 13.4 مليون ليلة مبيت لتستقر نسبة الملء في%41 بتراجع معدله ناقص 3 مقارنة بموسم 2010 وبارتفاع طفيف مقارنة مع موسم 2011 . وفي مراكش تراجع مقلق للنشاط السياحي بمراكش سجله المهنيون من خلال المجلس الجهوي للسياحة في اجتماعه الشهري الأخير ، وخاصة في الفترة الممتدة من بداية يناير إلى نهاية شهر شتنبر 2012 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2011 . فحسب المعطيات التي تضمنها بلاغ صادر عن المجلس الجهوي للسياحة، عقب اجتماعه المشار إليه والمنعقد في 17 أكتوبر الجاري، فقد عرفت هذه الفترة تراجع الوصولات ب2 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية . كما تراجعت ليالي المبيت بنسبة 1 بالمائة، وتقلصت نسبة الملء بواحد بالمائة . حيث أدى تهاوي نسبة الملء بالفنادق بشكل مسترسل إلى تعطيل إنتاجية نصف الأسرة المعروضة، أي ما يناهز 30 ألف سرير غير مستعملة، وغير منتجة وهو ما يعني تعطيل 20 ألف منصب شغل مباشر. وشمل التراجع بالدرجة الأولى الأسواق الأوربية التي تراجعت بنسبة 12 بالمائة باستثناء السوق الفرنسي الذي سجل نموا بخمسة بالمائة . وأفاد البلاغ أنه بفضل التعريفة المكيفة التي اعتمدها المهنيون، تبعا للظرفية والتدابير المصاحبة بالتواصل التي قام بها المكتب الوطني للسياحة، فقد عرف شهر غشت وشتنبر الأخيرين تحسنا ملموسا على مستوى الوصولات والملء . ورغم المؤشرات المقلقة التي ميزت هذه الفترة، فقد تقوت القدرات السريرية لمدينة مراكش من خلال افتتاح ست وحدات فندقية جديدة تمثل طاقة إضافية مكونة من680 سريرا، مما يجعل مجموع الطاقة السريرية تصل إلى53.190 سريرا من مختلف الأصناف( قريبا سيتم افتتاح فندق تاج بلاس في شهر نونبر2012 وفندق باكليوني نهاية شهر دجنبر2012) . وسجل عرض المقاعد بالرحلات الجوية المتوجهة لمراكش تقلصا تدريجيا بالرغم من افتتاح خطوط جوية جديدة، في وقت قررت فيه بعض الشركات المختصة في النقل الجوي منخفض التكلفة، إلغاء رحلاتها نحو مراكش . ومازال المهنيون يلحون على ضرورة معالجة مجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها مدينة مراكش والتي تعوق تطور القطاع السياحي، و في مقدمتها تلك التي تهم الطابع للحضري للمدينة ونظافتها والوضعية المزرية للمآثر التاريخية ومشاكل التنقل داخلها التي تُعرض السائح للابتزاز، وغياب مرافق صحية عمومية محترمة وغيرها .. كما يمثل مشكل تقوية خطوط الخدمة الجوية لنقل السياح والميزانيات المخصصة لإنعاشها التحدي الأكبر أمام نمو السياحة بمراكش، فبدون خدمة جوية ليست هناك رؤية واضحة لإنعاش القطاع السياحي، وبدون إنعاش في مستوى مصاحبة نمو العرض الفندقي، فنسبة ملء الفنادق كما يؤكد ذلك المهنيون ستستمر في الانخفاض مع ما يصاحب ذلك من انعكاس وخيم على التشغيل. أما الترجمة الواقعية لهذه الحاجة فهي ضعف الطاقة الجوية الحالية، وثلاثة أضعاف من ميزانية الإنعاش والتواصل، حسب تقديرات الفاعلين في القطاع بالمدينة الحمراء .