أن يتم اغتيال شخصية لبنانية رفيعة في عملية تفجير مخطط لها بعناية في قلب بيروت، وفي سياق الصراع الدائر في سوريا، فهذا سيناريو كان يخشاه وحذر منه الكثير من المتتبعين منذ عدة أشهر لكونه قد يشكل زعزعة لاستقرار لبنان الذي يعاني أصلا من الانقسامات والتجاذبات بين حلفاء وخصوم دمشق. الحادث وقع الجمعة 19 أكتوبر في أحد شوارع حي الاشرفية المسيحي ببيروت مخلفا 7 قتلى وحوالي 90 جريحا. ووسام الحسن شخصية بارزة فهو رئيس شعبة المخابرات بجهاز الامن الداخلي اللبناني، وأحد المقربين من عائلة الحريري التي يتزعم سعد نجل رفيق الحريري المعارضة. والجنرال وسام الحسن كان من بين ألد خصوم النظام السوري، وهو من الشخصيات المعروفة لعلاقاته النافذة في الدوائر الغربية، وشارك بشكل نشيط وفعال في التحقيقات المتعلقة بعملية اغتيال رفيق الحريري. وبرز أيضا في الصيف الماضي من خلال إشرافه على اعتقال أحد حلفاء دمشق في لبنان الوزير السابق ميشيل سماحة الذي يشتبه في كونه كان يعد لعمليات ذات طابع ديني بأمر من النظام السوري. يقول سمير جعجع، عضو المعارضة اللبنانية أن وسام الحسن نقل زوجته وأبناءه الى باريس لأنه كان يحس بأنه مستهدف.. وكانت المعارضة اللبنانية قد وجهت أصابع الاتهام للنظام السوري، بالوقوف وراء عدة أعمال عنف وقعت في لبنان ومحاولة تخفيف الضغط عليها وإدخال لبنان في دوامة العنف. المعارضة اللبنانية اتهمت مباشرة دمشق بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وطالبت باستقالة الحكومة التي يقودها ميقاتي ويهيمن عليها حزب الله حليف الاسد. وعلى المستوى السياسي، فإن اغتيال وسام الحسن يعتبر عملا خطيرا. ويعيد الى أذهان اللبنانيين كوابيس سنوات 2005/2008 عندما استهدفت عمليات تفجير بالسيارات المفخخة عدة شخصيات مناهضة لسوريا. وفور إعلان نبأ اغتيال وسام الحسن، خرجت مظاهرات غاضبة خاصة في طرابلس شمال لبنان، وصلت الى حد تبادل اطلاق النار بين الموالين والمناهضين لسوريا.