عاشت مدينة سطات، على مدى ثلاثة أيام، فعاليات المهرجان الوطني الثاني للوتار، الذي نظمته «جمعية المغرب العميق لحماية التراث» ابتداء من 12 أكتوبر إلى غاية 14 من نفس الشهر، وقد عرفت هذه التظاهرة في نسختها الثانية نجاحا كبيرا، إذ استقطبت عشرات الآلاف من ساكنة عاصمة الشاوية ورديغة ومدن أخرى. وقد تنوعت فقرات هذه الدورة، بالإضافة إلى تكريم الثنائي الجميل والأصيل قشبال وزروال، اللذين سلطا الضوء على آلة لوتار، من خلال نقلها من فضاءات الأسواق والحفلات والمواسم، إلى ربوع المغرب من خلال المشاركة في المهرجانات و البرامج التلفزيونية من سهرات وغيرها. كما تم تكريم الشيخ عويسةو هذا الفنان الذي أضاف الوتر الثالث إلى هذه الآلة المغربية الأصيلة في السبعينيات من القرن، والتي ينفرد بها المغرب لوحده مقارنة مع باقي دول العالم، بالإضافة إلى الفنان والشاعر، أوهاشم بوعزمة.. ، وعرفت الدورة، أيضا، عزف العديد من السمفونيات ك«سمفونية شباب وثراث» برئاسة عبد الرحيم رياب التي عزفها شباب أقل من 20 سنة، و«سمفونية العلوة» برئاسة اللوز والمير، و«سمفونية الأطلس» برئاسة بومعزة.. وكان حفل الافتتاح قد عرف إلقاء كلمتي مدير مهرجان هذه الدورة عبد الله الشخص الذي بسط فيها أهداف هذا المهرجان، ودوره في التنمية، وأهمية الاستناد إلى التراث المغربي من أجل تسويقه .. إلى غير ذلك من الأهداف التي سطرتها الجمعية بمعية شركائها كوزارة الثقافة، ولاية جهة الشاوية ورديغة، جامعة الحسن الأول بسطات، والمجلسين الجهوي والإقليمي.. كما أشاد ممثل وزير الثقافة، توفيق المصباحي، بهذه المبادرة التي اعتبرها أساسية ومهمة وحاضنة للثراث المغربي الأصيل، منوها بهذه الخطوة الفنية الرائعة. وقد تفاعل الجمهور، الذي تابع هذه الفعاليات، والتي نشطها كل من الإعلامية خديجة رفوق مديرة إذاعة مراكش والفنان عبد الغني صناك المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بخريبكة، مع فقرات البرنامج، بحكم الأسماء الفنية الوازنة المشاركة من قبيل مجموعة جمال الزرهوني، مجموعة عابدين، مجموعة حمد الله رويشة، مجموعة ولد قدور، مجموعة مولاي أحمد، مجموعة شباب ابن أحمد، مجموعة البهالة اللوز، مجموعة مغني، مجموعة المحفوظي، مجموعة الشرفاء البهالة، مجموعة الشهبوني مصطفى ومجموعة الحجاوي، ولم تقتصر فعاليات دورة سطات على ما هو فرجوي، بل امتدت إلى تنظيم ندوة فكرية احتضنها مدرج كلية الحقوق بجامعة الحسن الأول بسطات تحت عنوان «لوتار كآلة موسيقية وكتعبير ثقافي»، سلطت الضوء على هذه الآلة الأصيلة، حيث تقاطعت المقاربات في تناول هذا الموضوع. وبالموازاة مع هذا المهرجان، تم تنظيم عرض آلات الوتار طيلة أيام المهرجان بساحة محمد الخامس أمام القصبة الإسماعيلية. كما تم تنظيم صبيحات لأطفال المدينة طيلة أيام المهرجان.