«سنشرب هذه المياه رغما عن أنوفنا»! الى وقت قريب كانت أغلب الخضر تسقى من المياه العادمة نظرا لكون المدينة كانت تعاني من افتقارها إلى قناة رئيسية وكبيرة للتصريف الصحي، وهو المشروع الأضخم في الجهة الذي كان الاتحاديون من وراء انجازه لأهداف أخرى منها إنقاذ الساكنة من الفيضانات المترتبة عن الأمطار الغزيرة أو المفاجئة. مصدر صحي أكد للجريدة أن حياة السكان أصبحت في خطر أمام انتشار الحالات المصابة بالتهاب الفيروس الكبدي من جراء شرب هذه المياه المختلطة، مما خلق جوا من القلق الدائم لدى سكان المنطقة تحسبا لانتشار العدوى، ويطالبون كل الجهات المسؤولة بفتح تحقيق تقني وصحي في الموضوع،كما بدأت سلسلة من الأسئلة والهواجس الصحية تطرح حول مدى توفر المياه الجارية بالأنبوب القديم الذي هو من مخلفات الحقبة الاستعمارية بغابة سيدي الغزواني وكذا حول مياه عين مترو بجماعة الشكران، على شروط السلامة الصحية.. إنها أسئلة مشروعة موجهة إلى المسؤولين عن صحتنا وجيوبنا. فلماذا لا يخرج المكتب الوطني للماء الصالح للشرب عن صمته وينير الرأي العام المحلي في الموضوع؟ قطاع الصحة يشتكي من غياب الصحة..! ثلاثة مستشفيات بعضها يعود الى الحقبة الاستعمارية تتوسط المدينة ، تعاني الخصاص في كل شيء مما يفرض على ساكنة ابي الجعد ومحيطها القروي ( حوالي 100.000نسمة ) ، ورغم تعدد النداءات والمراسلات والمقالات الصحفية، الا ان المظاهر السلبية هي السمة السائدة من خلال: غياب أطباء مختصين مقيمين إلى جانب مرضاهم أثناء التحاليل ينقطع التيار الكهربائي بين الفينة والأخرى - قلة الأدوية - سيارات الاسعاف لها وجهة واحدة فقط هي خريبكة رغم تواجد الممرضة القابلة الآن معظم الحوامل يلدن في خريبكة او في الطريق اليها او فوق الدواب بالبادية الرضع و الأطفال الذين تلسعهم العقارب فاللقاح ضد السم غيرمتوفر، مما يرفع من عدد الوفيات بسم الأفاعي والعقارب وخاصة في الصيف. كما تعرض في السوق الاسبوعي للمدينة وبالاسواق القروية التابعة لنفوذها، الكثير من المواد الغذائية التي تظهر عليها آثار التعفن في غياب أية مراقبة طبية وصحية عليها، وهو ما يطرح سؤالا عريضا عن دور لجن المراقبة الطبية والسلطات المنتخبة والمحلية؟