قاطع الجمهور الملالي المباراة، التي جمعت بالملعب البلدي بقصبة تادلة فريقه رجاء بني ملال بضيفه حسنية أكادير، برسم الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية لهذا الموسم . الجمهور الملالي، الذي وزع يوم الخميس الماضي على نطاق واسع بمدينة بني ملال، من خلال «الأولترا» بيانا يدعو للمقاطعة، ويرجع أسبابها إلى غلاء تذكرة الدخول (30 درهما)، بحكم أن للجمهور مصاريف أخرى تهم التنقل إلى مدينة قصبة تادلة وغيرها، وكذا بسبب تشبث نائب رئيس الفريق، الذي يمارس اختصاصات الرئيس، بسعر التذكرة، مما جعل الجمهور يقرر مقاطعة مباريات فريقه بقصبة تادلة وحضورها خارج الميدان. غياب الجمهور جعل المباراة تمر في أجواء باردة، رغم حرارة الجو بدون تشجيع وتنشيط وتحفيز للاعبين، حيث تابع اللقاء حوالي 600 متفرج، من بينهم 60 مشجعا من الجمهور السوسي، الذي كان نشيطا بالجهة اليسرى من منصة الملعب. مداخيل الفريق لم تتعد 9480.00 درهما، ببيع 316 تذكرة فقط. بينما تجاوزت المداخيل في مباراة الرجاء البيضاوي الأخيرة 13 مليون سنتيم بجمهور فاق 6000 متفرج. مشاكل فريق عين أسردون لم تتوقف فقط عند جمهوره، بل تعدت ذلك لتطفو على السطح خلافات كبيرة بين الرئيس المفوض والمدرب عبد الرزاق خيري، الذي صرح للجريدة بأن الرئيس يتدخل في اختصاصاته، وبأنه غير راض عن ذلك. خلافات أخرى برزت بين بعض أعضاء المكتب المسير حول كيفية تدبير شؤون الفريق، وكذا حول التعامل مع المسائل التقنية واتخاذ القرارات بشكل جماعي بدون إقصاء. خلافات ضُخمت في المقاهي وتطورت، ليدخل الرئيس المفوض والرئيس المنتخب في ملاسنات، يقول أحد نواب الرئيس، بأنها تحولت لسب وشتم، طالت كذلك بعض أعضاء المكتب وتحولت إلى فضح لأشغال المكتب ونشر أسراره. مشاكل تضاف إلى إكراهات غياب الملعب وصعوبة مواجهة طواحين الاحتراف، التي تتطلب مجهودات متضافرة لتوفير المستلزمات المالية والتقنية واللوجيستية. وبالعودة إلى المباراة، التي أدارها الحكم منير مبروك، في جو حار وأمام جمهور قليل وبعشب اصطناعي جاف وحارق، فإنها لم ترق للمستوى المنتظر، حيث عرف الشوط الأول سيطرة ميدانية للملاليين وتراجعا واضحا للزوار، خصوصا بعد تسجيلهم هدف السبق في د 13، مستغلين خطأ فادحا لوسط دفاع المحليين، تمكن على إثره المهاجم السوسي أحمد الفاتحي من التوغل داخل المربع والتسجيل بسهولة في شباك مرمى بنهنون. بعدها شن المحليون عدة هجمات بواسطة كل من بلال الدنكير ولامين ديابي وزهير نعيم، الذي سدد في د 20 على العارضة. ليتمكن المدافع نبيل بوجعفر من تسجيل هدف التعادل بضربة رأسية مركزة، إثر زاوية نفذها مستيطيف في د 26، لينتهي هذا الشوط بالتعادل (1 - 1). الشوط الثاني عرف تراجعا كبيرا في أداء الفريقين بسبب حرارة الجو وسخونة العشب وكذا رضى الطرفين عن نتيجة التعادل، لتنحصر العمليات في وسط الميدان ما عدا بعض الزوايا للفريق الملالي، التي شكلت خطرا على مرمى الزوار. لينتهي اللقاء بتعادل منطقي رغم التغييرات التي قام بها المدربان. تصريحان عبد الرزاق خيري، مدرب الرجاء الملالي: «أنا راض عن أداء فريقي، بحكم أن الفريق السوسي له خبرة كبيرة في القسم الأول. خلقنا عدة فرص وكنا مسيطرين على المباراة، وقدمنا مقابلة جميلة رغم قلة الأهداف». مصطفى مديح، مدرب حسنية أكادير: «لا يمكن الممارسة فوق عشب اصطناعي وفي حرارة كهذه. ولا يمكن لنا أن نطلب أكثر من اللاعبين. مباراة متكافئة ونتيجة منطقية». كواليس حضر المباراة لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، الذي غادر مابين الشوطين، بعد أن نزل إلى مستودع الملابس ليصافح لاعبي فريق رجاء بني ملال فقط، دون الاهتمام بلاعبي الفريق السوسي. أعلن الناطق الرسمي للفريق الملالي الأستاذ بودال، في تصريح لميكروفون الإذاعة الوطنية، أن الجمهور الملالي قاطع المباراة بسبب غلاء التذكرة، وكذا بسبب تمسك الرئيس بسعرها. وأضاف بأن الفريق سيعود الى ملعبه بعد انتهاء الأشغال في بداية شهر دجنبر المقبل. خلال الشوط الأول رفع جانب من الجمهور لافتة مكتوب عليها «الجمهور الملالي يطالب بإقالة الرئيس» في دردشة قبل بداية المباراة مع المدربين مصطفى مديح وعبد الرزاق خيري ، قال الأخير بأنه مستعد لمغادرة الفريق إذا طلب منه ذلك، وأنه غير مرتاح حاليا. في حين قال مديح بأن المدربين يتعرضون لضغوطات كبيرة من طرف الفرق، وخاصة المسؤولين ومنهم من تعرض لإعتداءات من طرف الجمهور. سيتوجه المدرب خيري إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج يوم 17 أكتوبر، بعد إجراء مباراة ربع نهاية كأس العرش ضد فريق الوداد البيضاوي بملعب الفوسفاط يوم 15 أكتوبر.