مرة أخرى يصاب سكان مدينة بني ملال بالخيبة . فبعد أن استبشر السكان خيرا بانطلاق أشغال إصلاح شوارع وأزقة المدينة، يخيب أملهم بتوقيف هذه الأشغال في العديد من الأحياء. عدة أزقة بأحياء كاسطور، العامرية 1و2 ،الأدارسة ، جزء من شارع محمد الخامس ،حي الأطلس وبعض أحياء الضاحية، توقفت فيها أشغال التعبيد منذ شهر مارس الماضي . فبعد تسوية الأرضية ودكها ثم تعبئتها بالحصى، توقف العمل وغادرت الآليات كل هذه الأزقة والأحياء، وبقي السكان ينتظرون شاحنات الزفت لاستكمال الإصلاح لكن انتظارهم طال . فمر فصل الصيف بحرارته ورياحه الجنوبية القوية التي حولت الأزقة إلى ركام من الأتربة وبقايا الأزبال التي يسربها الريح إلى داخل المساكن، ثم حلت أمطار الخريف الأخيرة التي حولت الأزقة والشوارع إلى مستنقعات من المياه والوحل . كما أن بعض الأزقة اقتلعت جوانبها ولم تعد لها ملامح . فعادت المعاناة للسكان صعب الولوج إلى المسكن أو المتجر أو المسجد أو مقر العمل ... وثبتت المقولة التي تقول بأن بني ملال هي مدينة المشاريع التي لا تكتمل . نفس المصير تعرفه مدارتان بشارع محمد الخامس أحيطتا بسياج حديدي بهدف إنشاء نافورتين بوسطهما، لكن الأشغال توقفت في مرحلتها الأولى وظلت المدارتان تشكلان منظرا نشازا وخطرا محدقا بالسائقين والمارة . أحد نواب رئيس الجماعة الذي سألناه حول الأمر أجابنا بأن « المقاولة التي عهد لها بإصلاح الشوارع والأزقة والتي يوجد مقرها قرب مدينة خنيفرة تشترط تقديم لائحة نهائية ومحددة لجميع الشوارع والأزقة الواجب إصلاحها لتهيئتها وتزفيتها مرة واحدة ، حتى لا تضطر لتنقيل الآليات والشاحنات عدة مرات من خنيفرة إلى بني ملال» . جواب يؤكد بأن هناك تلاعبا في تحديد قائمة نهائية للشوارع والأزقة المقترحة للإصلاح وأن عملية اختيار الشوارع والأزقة تخضع لمزاج ورغبات جهات معينة قد تضيف أو تحذف أزقة لأهداف شخصية أو انتخابية. مشروع إصلاح شوارع وأزقة بني ملال يدخل في إطار برنامج شامل لتأهيل مدينة بني ملال، رصدت له وزارة الداخلية بعد الزيارات المتكررة الأخيرة لجلالة الملك إلى المنطقة ميزانية قدرها 108 ملايير سنتيم، انطلق تنفيذه منذ سنة 2009 لكنه توقف في إصلاح الشوارع والأزقة فقط رغم أنه يتضمن إصلاحات واسعة وتهيئات تهم جمالية المدينة بمساحاتها الخضراء وتكتلاتها السكنية ومحيطها لتتحول من قرية كبيرة يغلب عليها طابع الترييف إلى مدينة بمواصفات حقيقية .