ينعقد بالمغرب، المؤتمر القادم للجان السلم و التضامن العربية العضو بمنظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية، وذلك تنفيذا لقرار اتخذ بالإجماع في آخر مؤتمر للجان العربية عقد في دمشق شهر نونبر 2010. و كان ذلك المؤتمر قد تميز باتخاذ المؤتمر في بيانه السياسي موقفا واضحا في التأكيد على الحق الشرعي الوطني المغربي في وحدته الترابية، مساندا المقترح المغربي في إقرار الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وذلك لأول مرة في النهج السياسي للمنظمة. وبعد اجتماعات متواصلة للجنة المغربية تقرر عقد اجتماع الوفود العربية بحضور سكرتارية المنظمة ووفود عن الدول الأجنبية المنضوية من آسيا وأفريقيا، بمدينة مراكش أيام23/24/25 نونبر 2012. ويعمل المغرب على جعل المنظمة في قلب التحولات الجديدة في المنطقة. وكانتالرباط قد شهدت في بدايات العام الماضي إعادة تشكيل لجنة التضامن المغربية للسلم والتضامن العضو في منظمة التضامن الأفرو أسيوي بحضور شخصيات قيادية من أحزاب الاستقلال، التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأسفر عن تشكيل جديد للجنة برئاسة الأستاذ طالع السعود الأطلسي. وكلف المغرب في لقاء بالقاهرة حضره رئيس اللجنة طالع السعود الأطلسي، الى جانب لجن التضامن اللبنانية والعراقية، بوضع مقترحات ومبادرات تهدف لتنشيط عمل اللجان العربية وعمل السكرتارية الدائمة، وتقديم ملاحظاتها ومقترحاتها إلى السكرتارية لكي يتم إدراجها مع تقرير اللجنة الثلاثية، وذلك لضمان تحقيق شامل ومفصل لاجتماع اللجان العربية بالمغرب ، كما حضر هذا الاجتماع التشاوري كل من: السكرتارية الدائمة لمنظمة التضامن وممثلي دول مصر وفلسطين والعراق والبحرين والمغرب وليبيا اضافة لدول الهند وروسيا وممثلي بعض المنظمات الاوربية . وأكد الدكتور حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الافريقية الآسيوية ، المنتخب بعد الثورة المصرية، اهتمام مصر بإعادة المنظمة الى سابق عهدها في تحقيق التقارب بين الدول الافريقية والآسيوية، في إطار التوجه العالمي لتفعيل دور منظمات المجتمع المدني للتعامل مع التحديات الكبيرة، ومساعدة الحكومات على مواجهة العديد من المشكلات مثل الفقر والتصحر والبطالة. وثمن الحديدي دور لجان التضامن العربية في تكريس المشروع القومي كهوية وانتماء، باعتباره الجامع الذي يوحد جماهير الأمة العربية والحصن المنيع للمواطن العربي ومرجعيته الفكرية وحاميته من التغرب والتطرف. وتدعو المنظمة اليوم الى تعزيز اللحمة الشعبية بين أبناء الوطن العربي الواحد، ودعم دور الشباب والمثقفين العرب لخدمة قضايا الأمة في التضامن والتنمية والديمقراطية ومقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان، وتكريس الحوار المستمر والتفاعل الحي بين اللجان العربية في اطار المنظمة وتكثيف أنشطتها المشتركة وتفعيل دورها في مجتمعاتها المحلية، والعمل على استقطاب القوى الحية في المجتمعات العربية من خلال استقطاب الجماهير العربية الواسعة للالتفاف حول الأهداف والمشروعات والأنشطة المختلفة، وتعزيز اللقاءات والزيارات المتبادلة في ما بينها بما يؤدي الى تفعيل دور المنظمة في بلدان عدم الانحياز والتصدي لقوى الهيمنة والاستعمار والاحتلال بمختلف أشكاله. كما أكد رئيس المنظمة أهمية المغرب الاستراتيجية والسياسية والاصلاحية في تنظيم هذا الاجتماع وإعطاء المنظمة واجهة أخرى تتناسب والتحولات الجديدة. ومنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية إحدى الهيئات التي انبثقت من مؤتمر باندونغ الشهير بإندونيسيا المنعقد عام 1955 والذي كان أحد مظاهر التنسيق والتعاون بين دول قارتي آسيا وإفريقيا المستقلة. وقد أُعلن عن تأسيسها منظمة في 27 دجنبر 1957 وجاءت حركة الشعوب الآسيوية والإفريقية في مناخ دولي منقسم ومضطرب، أعقب الحرب العالمية الثانية، حيث أدت نتائج الحرب المأساوية إلى انقسام العالم إلى كتلتين متصارعتين بين النظام الرأسمالي بقيادة الولاياتالمتحدة والنظام الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، وأدى هذا الصراع إلى قيام أحلاف عسكرية واعتماد سياسة الحرب الباردة وسباق التسلح؛ ولاسيما في المجال النووي، في حين كانت معظم شعوب آسيا وإفريقيا تعاني الاستعمار الذي يحتل أراضيها، ويستنزف ثرواتها، وتعاني التخلف الاقتصادي والفقر والنزاعات الناشئة في ما بينها. وتعمل المنظمة اليوم على خلق استراتيجيات جديدة في ظل المتغيرات الإقليمية والجهوية والدولية.