يوم الجمعة 14 شتنبر 2012 في الساعة الخامسة مساء نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، حفلا كبيرا لإحياء الذكرى الأربعينية للمقاوم والمجاهد الاتحادي أحمد الهاشمي المعروف بسي أحمد الجبلي (1917-2012) بقاعة الاجتماعات التابعة لغرفة التجارة والصناعة بالقنيطرة. وقد حضر هذا الحفل العديد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية وعدد كبير من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. فبعد افتتاح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تفضل المصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، الذي ترأس هذا اللقاء، بإلقاء كلمة مستفيضة عرض فيها الخصال الحميدة للفقيد، وأدواره المحورية التي لعبها في صفوف المقاومة وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، ونوه بنضالاته في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم إلى جانب إخوانه وأخواته في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سواء كمسؤول حزبي أو كممثل محلي للمواطنين بسيدي يحيى. وبعد هذه الشهادة القيمة والمؤثرة في حق هذا الرجل المعلمة، تتالت الشهادات والكلمات في حقه حيث ألقيت كلمة باسم المجلس الإقليمي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالقنيطرة، وكلمة باسم عائلته ألقاها صهره الدكتور إدريس الخضراوي أستاذ جامعي وباحث في الآداب، وكلمة باسم أصدقائه ألقاها السيد عبد الرحمان الصياد، وكلمة ألقاها الأستاذ عمار حمداش أستاذ جامعي وباحث في سوسيولوجيا جهة الغرب الشراردة بني حسن، وكلمة ألقاها الأستاذ سعيد لكحل باحث في الفكر الإسلامي، وشهادة ألقاها أحد أصدقائه الحاج أحمد سعد الدين، وكلمة ألقاها الدكتور مصطفى بورشاشن عضو المجلس العلمي بسيدي سليمان. وتوج اللقاء بتلاوة قصيدة رثاء في حق المرحوم ألقاهاالأستاذ خالد بوفلوس تلتها قراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية. وإجمالا، أكد كل من عاشروه في حياته كمقاوم أو كمسؤول سياسي أو منتخب جماعي، كون سي احمد كان نموذجا للمناضل الجاد المسؤول، وأشادوا بالخصال النضالية والأخلاقية التي كان يمتاز بها، وأدواره المحورية في دعم المقاومة ضد الاستعمار كمنسق لعمليات نقل السلاح ما بين الشمال والريف والشرق والدار البيضاء، والتزامه السياسي الدائم بخدمة وطنه، مستغلا كل المنابر المتاحة لقول كلمة الحق والدفاع على مصالح المواطنين بمدينة سيدي يحيى رغم صعوبة الوضع أيام سنوات الجمر والرصاص. كما عبرت الشهادات عن غنى سجله النضالي الزاخر بالأحداث والمنجزات النضالية، واعتبروه بمثابة ذاكرة مرجعية نموذجية زاخرة بالقيم النضالية والتضحيات الكبيرة من أجل الوطن والمواطنين، ذاكرة تاريخية تراكمت أحداثها منذ طفولته حيث كان ينتمي لأسرة مناضلة عريقة من القبائل الجبلية، ومكافحة ومناوئة للاستعمار الغاشم. لقد ترعرع في ظروف صعبة ولم يدخر جهدا في طلب العلم من أجل أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه رواد المقاومة وجيش التحرير. لقد عاشر عددا كبيرا من المقاومين محليا في الخلية التي كان يشرف عليها أمثال السيد الحسنى عابد أطال الله عمره، والهاشمي، ولطفي، ومولاي الحسن الخطاط لحبيب، والفاضيل الناصري، وامحمد القاسمي، وعمار بنعاشر، وعلي الجمال، ومحمد الشرقاوي، ولحويدك، وآخرون، كما عاشر كذلك أكبر رواد المقاومة وطنيا أمثال بوشعيب الحريري، والصنهاجي المعروف بالشيباني، والقديوي المعروف بالخضار، وآخرين. ونظرا لقوة شخصيته ورزانته وحزمه وشجاعته، تحولت مدينة سيدي يحيى إلى نقطة أساسية في تجميع الأسلحة الواردة من الشمال والريف والتي كان يمولها كل من الصنهاجي والشباني وعباس المسعدي وآخرين.