نشر موقع «كود» أن سفينة خفر سواحل، تابعة للبحرية الملكية المغربية، تدخلت، الأحد (9 شتنبر 2012)، جنوب مدينة الداخلة، وبالضبط، بنواحي «الدخيلة»، لإيقاف قاربين مملوءين عن آخرهما بالسجائر المهربة، كان على متن كل واحد منهما شخصان، وحاول القاربان التسلل إلى المياه المغربية، قادمين من موريتانيا. وأوضح مصدر مطلع، ل «كود»، أن المهربين الأربعة المفترضين لم يتوقفوا أو يمتثلوا للأوامر، إلا بعدما اضطر قائد السفينة إلى إطلاق النار عليهم، مما أدى إلى وفاة أحدهم. وذكر المصدر أن الأشخاص الثلاثة و قاربهم أحيلوا على الدرك الملكي في بئر كندوز، في حين تمكن قاربان آخران من التقهقر و العودة للمياه الموريتانية. وهكذا كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه «على الرغم من القضاء على أسامة بن لادن, فإن الشبكات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة تواصل انتشارها وبحثها عن معاقل جديدة عبر العالم» مؤكدة على مدى قدرة هذه الشبكات على التكيف. وقد أكد ريتشارد مينتير صاحب كتاب (فقدان بن لادن) الذي حقق مبيعات قياسية في قائمة (نيويورك تايمز) في تقرير أصدره مؤخرا, أن هذا التنظيم الذي ينشط في الصحاري الشاسعة الممتدة من الجزائر مرورا بمالي والنيجر لتصل إلى موريتانيا, يريد أن يجعل من منطقة الصحراء «أفغانستان المقبل» محذرا من أن هذه الجماعة الإرهابية «تعهدت بمهاجمة المصالح الأمريكية». وذكر مينتير بأن هذه الجماعة الإرهابية سبق أن شاركت في المؤامرات التي كانت تستهدف السفن الحربية الأمريكية التي تعبر مضيق جبل طارق, وكذا سفارة الولاياتالمتحدة في باماكو. وحذر من أن أفرادها يتدربون في الصحراء من أجل تنفيذ هجمات مسلحة, مشيرا إلى أن هذه الجماعة كانت قد هاجمت بالفعل الجيوش المرابطة بالمنطقة خصوصا بمالي, البلد الذي تحتل نصفه الشمالي. ومن جهته, دق مدير مركز الابحاث ميكاييل أنصاري, التابع لخلية التفكير الأمريكية «أطلنتيك كاونسيل» بيتر فام, ناقوس الخطر بخصوص تواطؤ جبهة (البوليساريو) مع تنظيم القاعدة, في إشارة إلى عملية الاختطاف التي تعرض لها رعايا غربيون في تندوف (جنوب غرب الجزائر) وهو التواطؤ, الذي أضحى يهدد الاستقرار بمنطقة المغرب العربي والساحل وإفريقيا ككل. وأبرز فام, وهو صاحب دراسة أصدرها مؤخرا تحت عنوان (الإرهاب المتطرف يهدد النمو في إفريقيا) أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عزز علاقاته مع جبهة (البوليساريو) وقد تجلى ذلك في اختطاف مواطنين إيطاليين وإسبانيين خلال أكتوبر الماضي, كانوا يشتغلون في إطار عمليات إنسانية في تندوف« مشيرا إلى أن هؤلاء الرعايا الأوروبيين تم إطلاق سراحهم في ما بعد مقابل فدية بملايين الأورو, عززت صناديق تنظيم القاعدة. وأبرز المراقبون أن هذا التواطؤ, الذي يعبر عنه في واضحة النهار «ليس بالأمر المفاجئ» لأن «شباب مخيمات تندوف, الذين يعيشون على أمل غد أفضل, يشكلون مجالا خصبا لتجنيدهم من قبل هذا التنظيم الذي يسعى إلى دعم أنشطته الإرهابية والإجرامية». وكان بيتر فام , قد حذر مؤخرا أمام لجنة الأمن الداخلي بالغرفة السفلى للكونغرس الأمريكي, من أن جماعة «بوكو حرام» الإرهابية «في الطريق لتشكل أكبر خطر على أمن نيجيريا» وكذا على المنطقة. وقال إن «بوكو حرام طور إمكانياته , وهو ما اتضح خلال الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة, والذي استهدف مقار الشرطة النيجيرية والأمم المتحدة في أبوجا خلال غشت 2011 « مشيرا إلى أن هذه الجماعات «الإرهابية» التي ينضاف إليها شباب الصومال, أضحت تشكل «تهديدا كبيرا» لمصالح الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي يتوقع معدل نمو يصل إلى 6 في المائة في إفريقيا, خلال سنة 2012, فإن تنامي أنشطة هذه الجماعات الإرهابية يؤثر سلبا على ثقة المستثمرين الأجانب الذين بدأوا يدركون الإمكانات والمؤهلات التي تزخر بها القارة السمراء.