استقبل المستشفى الجامعي بمدينة فاس توأمين سيامين ملتصقين على مستوى الصدر قادمين من مستشفى مولاي علي الشريف بإقليم الرشيدية. التوأمين السياميين ولدتا للأم سعيدة طالبي من مواليد 1986 ربة بيت وزوجها المياوم العلوي مولاي هشام من مواليد 1982، بعد ثلاث سنوات من الزواج، حيث دخلت الأم يوم 2012/08/17 مستشفى مولاي علي الشريف بإقليم الرشيدية لتخضع لعملية قيصرية، حيث وضعت توأمين سيامين ملتصقين على مستوى الصدر هزيلي الجسم يصل وزنهما حوالي أربعة كيلو غرامات ونصف. ونظرا لوضع التوأمين الصحي، تم إرسال الأم والمولودتين إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، حيث مكثوا بهذا المستشفى مدة شهرين كلفت الأب الكثير من المصاريف من أدوية وسكن وتغذية. وقد كانت إحدى الجمعية الخيرية سندا وعونا لهذا الأب الفقير، حيث خففت عنه العبء ليتم ترحيل الأم والمولودتين بعد ذلك من المستشفى. ولم تجد الأسرة مأوى إلا منزل مؤذن أحد المساجد الذي أسكنهم في منزله المتواضع بحي سيدي بوجيدة الشعبي. جريدة الاتحاد الاشتراكي قامت بزيارة للمنزل وأخذت صورا للتوأم الذي أطلقت عليه والدتهما اسم الصفاء والمروى تيمنا بالديار المقدسة. الطبيب المعالج طلب من الوالدين أن يعودا بعد أن يصل وزن التوأمين 10 كلغ... لكن السؤال المطروح لماذا تم إخراجهما من المستشفى الذي هو أكثر عناية في هذه الظروف من أي مكان أخر، خاصة وأن الأسرة لا تملك مسكنا ولا عملا بفاس ووضعهما الاجتماعي متدهور؟!... ثم كيف لأم بمدينة غريبة لا تجد ما تنفق سوى مساعدة المحسنين أن تطور نمو توأمين من أجل إجراء العملية الجراحية لفصلهما؟!... مع العلم أن العملية الجراحية دقيقة وتتطلب الكثير من الجهد البدني والصحي والمستشفى والطبيب وعناية الممرضين أولى لتوأمين حفظا لسلامتهما من منزل جد متواضع في ظروف حرارة مفرطة لا تقاوم وتغذية يعلمها الله سبحانه!... الأم سعيدة طالبي قالت للجريدة «إن ذلك امتحان من الله سبحانه وتعالى، حيث اختارها من بين الملايين من الأمهات لتعيش هذا الوضع الذي ترضى به وتطلب من الله عز وجل أن يقويها بالإيمان والصبر وتطلب من ذوي القلوب المؤمنة أن تساعدها في تحمل ذلك». الأب العلوي مولاي هاشم قال «على كل حال نشكر الله على هذا التوأم الذي سأعمل كل ما في جهدي لإنقاذه وتربيته. في الحقيقة كانت ومازالت هناك معاناة كبيرة خاصة من الجانب المادي ونحن في مدينة لا مورد ولا مأوى ولا أهل لنا فيها... فقط هناك بعض المحسنين -جازاهم الله خيرا عنا- يتكلفون بنا». وأضاف «أطلب من الجهات المسؤولة أن تهتم بنا... إننا فقراء لا نملك أي شيء. ومن هذا المنبر الذي فتح لنا باب الأمل أناشد كل ذوي القلوب الطيبة والرحيمة مساعدتي من أجل إنقاذ ابنتيَّ... والله لا يضيع أجر المحسنين».