بوريطة: المغرب ينتظر من الاتحاد الأوروبي إثبات التزامه بالشراكة عن طريق الأفعال وليس الأقوال    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    انتخاب عمدة طنجة، منير ليموري، رئيسا لمجلس مجموعة الجماعات الترابية "طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع"    "الكونفدرالية" تقرر تسطير برنامج احتجاجي تصعيدي ضد التراجعات التشريعية للحكومة وإخلافها لالتزاماتها    استئنافية فاس تؤجل محاكمة حامي الدين إلى يناير المقبل    نظام الجزائر يرفع منسوب العداء ضد المغرب بعد الفشل في ملف الصحراء    البنك الدولي: المغرب يتصدر مغاربيا في مؤشرات الحكامة مع استمرار تحديات الاستقرار السياسي    الاتحاد الإفريقي يعتمد الوساطة المغربية مرجعًا لحل الأزمة الليبية    وسط صمت رسمي.. أحزاب مغربية تواصل الترحيب بقرار المحكمة الجنائية وتجدد المطالبة بإسقاط التطبيع    برنامج الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    الشرطة توقف مسؤولة مزورة بوزارة العدل نصبت على ضحايا بالناظور        الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز 'بوينغ 787-9 دريملاينر'        توصيات لتعزيز التمكين النقابي للمرأة    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    العالم يخلد اليوم الأممي لمناهضة العنف ضد النساء 25 نونبر    جماعة أكادير تكرم موظفيها المحالين على التقاعد    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء        تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق في العالم    تيزنيت: شبان يتحدون قساوة الطبيعة وسط جبال « تالوست» و الطريق غير المعبدة تخلق المعاناة للمشروع ( فيديو )    لماذا تحرموننا من متعة الديربي؟!    النفط يستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من توترات جيوسياسية    إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام        استيراد الأبقار والأغنام في المغرب يتجاوز 1.5 مليون رأس خلال عامين    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    تقرير : على دول إفريقيا أن تعزز أمنها السيبراني لصد التحكم الخارجي    6 قتلى في هجوم مسلح على حانة في المكسيك    رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالعرائش    تحالف دول الساحل يقرر توحيد جواز السفر والهوية..    تصريحات حول حكيم زياش تضع محللة هولندية في مرمى الانتقادات والتهديدات    الإمارات تلقي القبض على 3 مشتبه بهم في مقتل "حاخام" إسرائيلي        انطلاق حظر في المالديف يمنع دخول السجائر الإلكترونية مع السياح    بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة بيضاء تقتل جارتها السوداء في فلوريدا    جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مائدة مستديرة بالرباط : فاعلون أمازيغيون يثيرون الانتباه إلى الوضع الصعب للإعلام بالأمازيغية

نظمت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، ضمن أنشطتها الشهرية لمختلف القضايا المتعلقة بوضع الأمازيغية بعد دستور 2011 ، مائدة مستديرة مؤخرا، حول موضوع «الأمازيغية والإعلام»، وهو اللقاء الذي حضره، أعضاء من جمعيات أمازيغية مختلفة ومهنيون في الإعلام عامة وفي الإعلام الأمازيغي خاصة بمختلف أنواعه: المكتوب والمسموع والمرئي والإلكتروني وأفراد من مؤسسات حقوقية وثقافية تهتم بالحقوق اللغوية والثقافية والإعلامية الأمازيغية. وقد شارك في هذه المائدة المستديرة، التي نشط فقراتها الباحث الهاشم أمسكوري عضو الجمعية المنظمة، مجموعة من المتدخلين الذين يتكامل فيهم المهني والباحث والفاعل الجمعوي.
في البداية قام الإعلامي محمد بلحاج بتقديم أرضية لموضوع المائدة المستديرة حيث تناولت مداخلته مسار الإعلام الأمازيغي عبر مستويين: يتعلق الأول بدور الدولة وتدخلها فيمجال الإعلام الامازيغي، ويتعلق الثاني بدور الحركة الأمازيغية في هذا المجال، خصوصا من خلال الإعلام النضالي على مستوى الجرائد التي تأسست على تجارب شخصية إما فردية أو جمعوية.
هذه التجارب التي افتقدت إلى الدعم، الشيء الذي انعكس على جودتها، بل وعلى صيرورة وجودها إذ بدأت تختفي تدريجيا نتيجة عدم الاستفادة من الدعم المخصص للمنابر الإعلامية باللغات الأخرى.
وفي ما يتعلق بالإعلام السمعي بالأمازيغية عرض مجموعة من العراقيل التي تشوبه وتتمثل أساسا في عدم تخصيص خانة للإنتاج السمعي الأمازيغي، ونقص الموارد البشرية وعدم تسوية وضعية الكثير من الأطر العاملة فيه منذ سنة 2012 . كما أشار إلى مشكلة مقرات العمل التي توجد في وضعية كارثية، مؤكدا على أن كل هذه الأمور أثرت على الجودة الإذاعية وأدت إلى التذمر الذي يسود أوساط العاملين بها ويؤثر على مردودية عملهم المنتظرة والمتوخاة.
وبخصوص القناة الأمازيغية، أشار إلى عدم الاستقلالية المالية للقناة، من خلال تبعيتها لإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كما أشار إلى المشاكل التي تلازم البرامج المقدمة وإلى إشكاليات اللغةالمستعملة في هذه القناة.
وبالنسبة للأستاذة أمينة بن الشيخ، في بداية تدخلها قامت بالعودة إلى توصيات اللقاء الوطني حول الإعلام الأمازيغي الذي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمعهد العالي للإعلام والاتصال سنة 2003 وتساءلت عن مدى تنفيذها على مستوى الإعلام المكتوب. مثيرة بذلك مسألة دعم الجرائد الأمازيغية، وقدمت أرقاما عن دعم جريدة «العالم الأمازيغي»، هذا الدعم الذي يشكل نسبة ضئيلة جدا بالمقارنة مع دعم الجرائد الأخرى.
وبعد ذلك تساءلت عن مدى حضور الأمازيغية في الجرائد الوطنية، الحزبية منها والمستقلة. مبينة
كيف أن الإعلام الحزبي يتمثل أساسا في الجرائد التي تخصص صفحات أسبوعية للأمازيغية؛ مع العلم أن منها ما استمر ومنها ما تراجع أو تستمر بشكل متذبذب. كما أوضحت، من جهة أخرى، كيف أن طريقة معالجة الجرائد الحزبية للأمازيغية مرتبطة أشد الارتباط بعلاقتها بمواقف الحزب من الأمازيغية. أما بخصوص الجرائد المستقلة، فقد أشارت إلى أن العديد منها تتعامل مع الأمازيغية باحتقار وتزوير للحقائق وبالافتراء؛ وقد عززت رأيها بنماذج من مقالات وأخبار مستمدة من عينة من تلك الجرائد.
وفي بداية مداخلته قال الإعلامي أحمد أوعاس أن إدراج الأمازيغية في الإعلام البصري كان ضمن أهم مطالب الحركة الأمازيغية المسجلة في مواثيقها وبياناتها. معتبرا بأن من ثمرات ذلك إنشاء القناة الأمازيغية التي تعد مكسبا وإنجازا كبيرا جاء بعد صراع كبير مع مناهضي القضية الأمازيغية. وأكد أنه بمجرد إنشاء نشرة اللهجات بالقناة الأولى، سنة 2004 ، فتحت الإمكانية لولوج الأمازيغية مجال الإعلام السمعي البصري.لكن السؤال الذي صاحب هذا الولوج ولا زال مطروحا هو مدى توظيف الإعلام السمعي البصري للثقافة والموروث الأمازيغيين، من خلال الاسهام في التنمية الثقافية والفنية، وجودة مضمون البرامج المقدمة. ووقف عند الجانب المرتبط بتسمية النشرات الأمازيغية في القنوات الوطنية، والتي تتوزعها التسميتان التاليتين: «النشرة الأمازيغية» و«إنغميسن». كما أشار إلى عدم استفادة التلفزيون من الإرث الذي راكمته الإذاعة الأمازيغية الغني بجوانبه اللغوية والثقافية والفنية. وختم تدخله بضرورة مواكبة الحركة الامازيغية لهذا المجال الحيوي بالنسبة لمختلف أوجه حياة المواطنين وللنهوض بالأمازيغية والحفاظ عليها وعلى قيمها؛ وذلك باستمرار نضال الحركة الأمازيغية من أجل إعلام ديمقراطي ومنصف ومن أجل دعم مطالب العاملين في هذاالقطاع.
أما عبد الله حيتوس استهل تدخله بتقديم لمحة عن بدايات الإعلام الإلكتروني في العالم، ثم بين كيف أن المغرب يعد رائدا على مستوى شمال افريقيا في هذا المجال من خلال عدد الجرائد الإلكترونية التي أنشأها المغاربة. واستعرض وضعية الإعلام الإلكتروني من خلال عدد المواقع والزوار والإشهار، وتحدث عن بعض التجارب الناجحة التي انطلقت بمغامرات فردية في البداية.
وبعد ذلك تناول مكانة المواقع الأمازيغية ضمن الإعلام الإلكتروني الوطني، مشيرا إلى ضآلتها كما وكيفا وقلة نسبتها بالمقارنة مع المواقع الأخرى، بالرغم من بعض التجارب الناجحة مثل «إيوي برس»، «أمازيغ وورلد»، «تيزنيت بريس»، «أدرار بريس»، وغيرها...، مؤكدا على أن هذا المجال لا يزال ضعيفا رغم أنه لا يتطلب إمكانيات كبيرة، بل يتطلب فقط كفاءات وأطر بشرية كفيلة بإنجاحه.
هذا وتناول محمد مخلص موضوع القيم الأمازيغية في الإعلام، تلك القيم التي لم تنل ما تستحقه من الاهتمام، سواء من خلال الدفاع عنها أو من خلال حفظها للذاكرة الثقافية والتاريخية والهوياتية، أو من خلال التعريف، بواسطتها، بنموذج النظام الاجتماعي الأمازيغي. تلك القيم التي تتجلى أساسا في تمثلهم للطبيعة والإنسان والكون. ومن بينها قيمة «الحب» التي تستشف منها طريقة تدينهم وتمثلهم لمفهوم الألوهية ولعلاقتهم بالآخر. ومن بين تلك القيم أيضا مفهوم «الشرف» و«الديمقراطية» و«الحرية»، وغيرها من المفاهيم التي تعتبر في نفس الآن قيما يدبرون بهاحياتهم وعلاقتهم بالغير وتعبر عن تمثلاتهم للحياة عامة.وقد توقف عند أمثلة كثيرة لهذه القيم مستلهما إياها من الثقافة الأمازيغية بمختلف أجناسها؛ مبينا كيف أنها ساهمت عبر التاريخ في غرس ديمقراطية محلية أمازيغية ضاربة في أعماق التاريخ. كما توقف عند القيم العلمانية التي يمارس بها الأمازيغ تدينهم، والتي لا تتناقض مع إيمانهم بالدين، مؤكدا بأن الأمازيغ من أكثر الشعوب إيمانا وتدينا وأنهم كانوا، عبر تاريخهم العريق، منفتحين على كل الديانات والثقافات واللغات التي احتكوا بالشعوب التي تبنتها، ومن بينها الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. كما أكد أيضا بأن الشعر الأمازيغي يحمل هذه القيم بشكل جد واضح على مختلف المستويات. واعتبر في الأخير بأن ذات القيم لا تزال مهمشة في الإعلام.
وتناول هشام مدعشا الجانب المتعلق بالأمازيغية في الإعلام بعد دستور2011، وتطرق إلى نقط عديدة، يرى أنه من الضروري أخذها بعين الاعتبار في إطار تفعيل ترسيم الأمازيغية في الدستور على المستوى الإعلامي ومن بينها: الإعلام والديمقراطية؛ إصلاح قانون الاتصال السمعي البصري؛إصلاح القانون المنظم للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري؛إعادة النظر في مفهوم الخدمة العمومية؛ فتح ورش الموارد البشرية؛ ورش الإشهار؛ تشجيع الإعلام المحلي والجهوي؛منح ضمانات للقطاع الخاص للاستثمار في الإعلام السمعي البصري؛ الدفع باتجاه تشجيع الإعلام الجمعوي؛ إشكالية جودة البرامج؛أهمية دور المجتمع المدني على مستوى القوة الاقتراحية.
اعتبر المشاركون هذا اللقاء مهمابالنسبة لكافة المهنيين في قطاع الإعلام الأمازيغي. إذ تم التأكيدعلى وجود عدم تكافؤ الفرص بين القنوات التلفزية، لا من حيث البنيات التحتية ولا من حيث الميزانية ولا من حيث تأهيل الموارد البشرية إضافة إلى أنه محاصر بمجموعة من الإكراهات المهنية.
كما تمت الإشارة إلى عدم اهتمام المسؤولين اللازم بالإعلامالسمعي الأمازيغي )الإذاعة الأمازيغية( وببرامجه وبالأرشيف الإذاعي الأمازيغي، ذلك الإهمال الذي لا يتمثل فقط في عدم توفير ما من شأنه أن يمكن من الحفاظ عليه؛كما هو الشأن بالنسبة لمجالات أخرى؛ بل وفي ضياع كثير مما تم إنتاجه. ولذلك فالإعلام الأمازيغي في أمس الحاجة إلى خبراء وذوي الاختصاص لوضع تصور واستراتيجية للإعلام الأمازيغي عامة وللإعلام الإذاعي الأمازيغي خاصة وبالأخص منه ما يتعلق بالقيم الأمازيغية الإيجابية التي من شأنها أن تدعم قيم المواطنة المنشودة في بناء مغرب مواطن. كما تمت مناشدة تأسيس قطب إعلامي أمازيغي بإمكانياته وميزانيته الخاصة.
وفي نفس التوجه الذي يتوخى تجاوز هذه المشكلات البنيوية والهيكلية تم التعبير عن ضرورة تنظيم ورشات متخصصة وعقد لقاءات أخرى حول الموضوع، ووضع تصورات وأهداف دقيقة تأخذ بعين الاعتبار الآفاق الإعلامية المنشودة من خلال فتح ورش الأمازيغية في مغرب اليوم والغد.
كما تم التعبير عن ضرورة إعادة النظر في كثير من المفاهيم المستعملة أثناء الحديث عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الحمولة اللغوية السليمة والثقافية الصحيحية المشكلة للقيم الخاصة باللغة والثقافة والهوية والحضارة الأمازيغية والتي ستساهم بلا شك في خصوصية الثقافة المغربية وفي بلورة قيم من شأنها تدعيم النموذج المغربي المنشود. كما تمت المناشدة، من حيث علاقة الأمازيغية بلغات أخرى، بخدمة الأمازيغية بكل اللغات مع الحرص على الحفاظ على روح ثقافتها وقيمها الإيجابية والنبيلة. وفي ما يخص الميز الذي يعرفه الإعلام بالأمازيغية من حيث الحصص الزمنية والميزانية، ثم اقتراح المطالبة باستراتيجية برمجية لمضامين هذا الإعلام وبميزانية ملائمة أكثر من المطالبة بأي شيء آخر.
وفي إطار تحقيق الأهداف التي تتم المطالبة بها على مستوى الإعلام؛ سواء منه الإعلام بالأمازيغية )الإعلام الناطق والمكتوب بالمازيغية( أو الإعلام الأمازيغي )الإعلام حول الأمازيغية بأية لغة أخرى مكتوبة أو منطوقة غير الأمازيغية(؛ تم التأكيد على دور الإعلاميين الأمازيغيين أنفسهم في الحفاظ على القيم الأمازيغية والتعريف بها كمهمة إعلامية أساسية. كما تم التنبيه إلى ضرورة إعادة النظر في تسميات إذاعاتنا: «الإذاعة الوطنية» و«الإذاعة الأمازيغية»؛ فهذا التمييز في التسمية قد يوحي بأن «الإذاعة الأمازيغية» ليست وطنية. وهذا التمييز يتجلى أيضا في نوعية الاستوديوهات المخصصة للإذاعة وللقناة الأمازيغيتين؛ إذ يعتبران أصغر استوديوهات في الإذاعة والتلفزة المغربيتين.
وبصدد الوضعية الحالية للإعلام المكتوب، تمت الإشارة إلى أنه لا يرقى لطموحات بداياته التي لا يمكن إلا التنويه بها، بالرغم من قلة الإمكانات المادية والبشرية مقارنة بالوضعية الحالية. فالموارد البشرية والكفاءات الضرورية، لا زال الإعلام الأمازيغي يفتقر إليها اليوم. وفي ما يخص الإعلام الإلكتروني، تجدر الإشارة إلى أن بداياته أيضا كانت جد واعدة، إذ كانت هناك مدونات شخصية كثيرة للفاعلين الأمازيغيين يخصصونها لقضايا الأمازيغية فقط؛ بينما نلاحظ اليوم أن كثيرا من المواقع الإلكترونية المحسوبة على الأمازيغية قد تهتم بمواضيع لا صلة لها بالأمازيغية.
وفي ملاحظة خاصة بالقناة الأمازيغية وهي مقبلة على البث 14 ساعة على 14 ساعة؛ تم التعبير عن أربع نقاط ينبغي أخذها بعين الاعتبار وهي: المعيارية، اعتماد قواعد الكتابة السليمة، احترام دفتر تحملات يرضي الأطراف المعنية وضرورة المراقبة من أجل التقويم والمحاسبة التي يستلزمها القانون نفسه.
وفي تدخل آخر، تم التنويه مرة أخرى بهذا اللقاء لكونه أثار أهم الأسئلة المطروحة اليوم على الأمازيغية عامة وعلى الإعلام الأمازيغي، خاصة بعد ترسيم الأمازيغية في الدستور. كما تمت الإشارة إلى ضرورة الحفاظ على مختلف المكتسبات التي تحققت في مجال الأمازيغية، سواء على مستوى ما تحقق بفضل نضال الحركة الجمعوية أو ما تم إنجازه بعد خطاب أجدير؛ وذلك في إطار تجاوز الخطاب المطلبي إلى مرحلة تشكيل قوة اقتراحية ضمن المقاربة التشاركية التي يدعو إليها الدستور الحالي نفسه )حامي(.
العتعقيبات:
في بداية التعقيبات أشارت الأستاذة أمينة بن الشيخ إلى أن نسبة 31 % ، التي تمت المطالبة بها من طرف البعض، لم يتم التنصيص عليها في أية وثيقة رسمية؛ وأن ما ينبغي المطالبة به هو وضع شبكة برامج مدروسة بأهداف دقيقة تأخذ بعين الاعتبار مطالب الحركة الأمازيغية وانتظارات المستمعين والمشاهدين والدور المنوط بالإعلام الأمازيغي.كما ينبغي التفكير في الحصص الزمنية وفي الموارد البشرية اللازمة لإنجاح هذا الورش الإعلامي الحيوي. وفي ما يتعلق بالقناة الأمازيغية، تجدر الإشارة إلى أن السيد ماماد ليس؛ كما ي ع ت ق د لدى الأغلبية؛مديرا للقناة، بل هو مجرد مدير إنتاج البرامج وليست له القدرة لا في الفصل في الموارد البشرية ولا في الميزانية. كما تجدر الإشارة إلى أن مشاكل القناة الأمازيغية كثيرة؛ تتمثل في ضعف الميزانية المخولة لها سنويا، وفي ضعف الإشهار الذي تستفيد منه؛ إذا ما قارناه بقيمة الإشهار الذي تستفيد منه القناة الأولى مثلا. كما أنه لا توجد متابعة ومحاسبة «الهاكا» في ما يتعلق بالدور المنوط بها تجاه هذه الوضعية الغيرالمنصفة التي يعيشها الإعلام الأمازيغي السمعي البصري. وفي ما يتعلق بفكرة خلق قطب إعلامي أكدت الأستاذة أمينة بن الشيخ رغبتها في الحفاظ على الخط الذي اتبعته لحد الآن في ما يخص جريدة «العالم الأمازيغي»؛ لكن مع البحث عن حلول ناجعة لمشكل التكوين على مستوى التسيير، خاصة في المجال المالي.
بالنسبة للأستاذ موحا موخلص، عاد ليؤكد على ضرورة اهتمام الإعلاميين في مهامهم الإعلامية بقضية القيم. ذلك لأن هناك توجهات فكرية تبدو وكأنها تكره الحياة نظرا لميولاتها الانتحارية كاختيار استراتيجي لحل المعضلات التي تواجه المجتمعات الحالية؛ هذا في الوقت الذي نجد في الثقافة الأمازيغية قيما تنشر الرغبة في الحياة وتعتمد أعرافا تنبذ العنف الجسدي والعزل الاجتماعي )السجن( ونبذ الإعدام وغيرها من العقوبات التي تحط من كرامة الإنسان ومن إنسانيته. كما أن هذه القيم، إضافة إلى أنها تدعو إلى الجد والإخلاص والصدق في المعاملة، فإنها تنشئ الفرد على رؤية وتمثل إيجابيين للغير والانفتاح عليه مع احترام قيمه، بعيدا عن كل نظرة احتقارية له.
وقدم أمثلة كثيرة لهذه القيم التي على إعلامنا أن يعكسها في هذا الزمان الذي تسود فيه الميولات الظلامية والانتحارية.
أما بالنسبة لعبد الله حيتوس فقد أشار بدوره لأهمية القيم التي تزخر به ثقافتنا الأمازيغية والتي لا يمكن إلا أن تكرس توجهات المجتمع الديمقراطي والحداثي والتي يمكن لها أن تخاطب في نفس الوقت العقل والقلب.
وإذا استحضرنا، يقول الإعلامي أحمد أوعاس، وضعيات كان فيها بعض المهنيينالإعلاميين في مؤسساتنا الإعلامية يمارسون مهاما؛ إدارية أو صحفية؛ ليست من اختصاصهم ولا تلقوا تكوينا يؤهلهم لممارستها؛ وقارناهم بالمهنيين الإعلاميين في البلدان الديمقراطية والحداثية من احترام للقوانين وللمهنة ولأفراد المجتمع؛ فإننا نتصور بوضوح ما ينتظر إعلامنا من تدبير وأخلاق مهنية وتكوين مهني وعلمي وتقني وغيرها من الشروط الضرورية ليكون إعلامنا على ما يرام. أما بالنسبة لإعلامنا الأمازيغي فيكفي اليوم أن يستمع المسؤولون على الإعلام صوت الحركة الأمازيغية التي تعي جيدا ما يفتقر إليه هذا الإعلام وما ينتظره المعنيون به؛ كيفما كانت شرائحهم المجتمعية؛ ليجد الطريق السليم في إطار استراتيجية واضحة. وكما أنه «في البدء كانت الكلمة»، فإنه سيكون البدء الملائم بالانكباب على التكوين وإعادة التكوين في مجالات اللغة بشكل علمي ومهني وذلك بإشراك المتخصصين والمهتمين؛ لأن الإعلام يتم أساسا عبر التواصل الذي تشكل اللغة أهم عناصره؛ إضافة إلى أننا في مرحلة التأسيس للغة التي تواصل بها المغاربة في إطار الوحدة الوطنية وفي إطار المواطنة التي لا تلغي تنوعها.
و في رده على الأسئلة والملاحظات الموجهة إلى تدخله، أكد الباحث محمد بلحاج على ضرورة استحضار كون الصحافة مهنة قائمة الذات، إذ لها ضوابطها وقوانينها وتكويناتها، وبالتالي يجب التعامل معها كذلك. ووجه نداء إلى مكونات الحركة الأمازيغية للاشتغال بالاعتماد على «التخصصات» معتبرا زمن «العموميات» قد ولى إلى غير رجعة، وذلك وفق رؤية استراتيجية شاملة تقر بالضرورة بكون اعتماد أسلوب المطالبة قد استنفذ إمكانياته، ولم يعد وحده كافيا.
وفي الأخير، نوه الأستاذ الحسين أيت باحسين، باسم الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،بالسيدة والسادة المشاركين في هذه المائدة المستديرة الثانية؛ وكذا بالحاضرات والحاضرين الذين لبوا دعوة الجمعية؛ من أجل متابعة الحوار والنقاش واقتراح ما من شأنه أن يساهم في إصدارمختلف القوانين التنظيمية المرتبطة بالتفعيل المرغوب فيه لترسيم الأمازيغية. كما أخبر بموضوع المائدة المستديرة المقبلة الثالثة؛ والتي سيكون موضوع الحوار فيها هو : «الأمازيغية والممارسة السياسية». وأشار إلى أنه قد تم الاتصال مع الفعاليات التي ستشارك فيها وبأنه سيتم الإعلان عن تاريخ ومكان انعقادها في شهر شتنبر المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.