بعد مخاض طويل امتد لشهور في انتظار الإعلان عن حركة انتقالية شاملة بالمؤسسات الإصلاحية التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قرر حفيظ بنهاشم وفي خطوة مفاجئة مساء الجمعة 24 غشت 2012 ،الإعلان عن تعيين 19 مديرا بكل من السجون المحلية بالجديدة، وطنجة، والعرائش، وتطوان، والناظور، ووجدة، وآزرو، وتيفلت، وتولال 3 الخاص بالنساء، وسيدي بنور، وسلا 1و سلا 2 والسجنين الفلاحيين بكل من الرماني والفقيه بنصالح، ومراكز الإصلاح والتهذيب بكل من عين السبع، وابن سليمان وسلا والسجن المركزي مول البركي بأسفي الذي فتح أبوابه مؤخرا والسجن المحلي عكاشة، حيث تم نقل حسن هوزان مدير عكاشة الى سجن سلا 1 ، فيما نقل مدير السجن المركزي مول البركي الى سجن عكاشة حجاج حطابي مدير سجن الجديدة الى الفلاحي بالفقيه بنصالح، فيما تم تعيين نائب مدير بني ملال على رأس السجن المحلي بالجديدة، بينما تم تعيين بعض الوجوه لأول مرة على رأس مؤسسات سجنية. إلا إن الجديد في هذه الحركة الانتقالية هو تعيين ثلاثة وجوه نسائية على رأس مؤسسات سجنية، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها إدارة السجون على تعيين نساء على رأس إدارة سجنية بعد أن كان يتم تعيينهن كموظفات بأجنحة النساء، أو من أجل القيام ببعض الأعمال الإدارية كالكتابة وتفتيش المؤونة والإشراف على الزيارات النسائية. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أكد أحد مسؤولي المندوبية أن هذه الحركة تأتي في إطار المسار الإصلاحي الهادف إلى الرفع من أداء المؤسسات السجنية، وضمان الفعالية والاحترافية الواجب تفعيل دورها، ولإحلالها المكانة المستحقة، والمكرسة للجهود المبذولة لإنجاح مسار الإصلاح، والحرص على إشراك العنصر النسوي في تقلد مناصب المسؤولية دون ميز لما تزخر به المندوبية اليوم من أطر نسائية كفؤة حان الوقت لإشراكها في تسيير وتدبير الشؤون السجنية ببلادنا. وأكد ذات المصادر أن هذه التعيينات جاءت بعد دراسة متفحصة لملفات أصحابها قصد إعطاء دفعة قوية للإصلاح، واحترام القوانين المنظمة للمؤسسات السجنية والتقيد بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا ، وإعطاء المزيد من الرعاية الصحية للسجناء دون تمييز بينهم . وتنتظر المسؤولين الجدد ملفات كبيرة خاصة وأن المؤسسات المعنية بالتعيينات الجديدة كانت تعرف بعض المشاكل كما هو الشأن بالنسبة لسجن عكاشة المعني بتقرير لجنة برلمانية، فيما سجن تطوان كان يعرف بعض الاحتكاكات بين المدير وبعض الموظفين والنزلاء، فيما سجن مول البركي يأوي مداني التفجير الإرهابي لمقهى أركانة. أما الناظور فعرف خلال سنة واحدة ثلاثة تعيينات، مما يؤكد على عدم استقراره. فيما يتعين على المديرات والمديرين الجدد تحسين التغذية الخاصة بالنزلاء و العناية بنظافة النزلاء والمؤسسات السجنية، والحفاظ على الأمن والانضباط داخل المؤسسات السجنية، والتصدي بكل حزم لتسريب الممنوعات بمختلف أنواعها، ولكل الممارسات المخلة بالقانون، كما أكد ذات المسؤول، مضيفا أن المسؤولين الجدد ملزمون بإبراز نتائج مناصبهم الجديدة طبقا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. وسيتسلم المسؤولين الجدد مناصبهم ابتداء من يومه الاثنين حيث ستشرف لجن تضم مسؤولين مركزيين والمديرين الجهويين، على عملية تسليم السلط . وكانت ذات المندوبية قد عينت قبل شهر مسؤولا جديدا على سجن تولال بعد أن تم قبول طلب إعفاء المدير السابق، وتم تعيين مدير جديد على السجن المحلي العدير المستحدث مؤخرا بعد تقسيم العدير الفلاحي الى محلي وفلاحي.