لازالت دار لقمان على حالها، والأزمات تراوح مكانها بجماعة إيمي نتليت الواقعة بمنطقة حاحا بإقليم الصويرة، انقلبت ضوابط العملية الديمقراطية وأصبحت الأغلبية داخل المجلس الجماعي، وداخل تراب الجماعة رهينة في يد أقلية متحكمة تستقوي بالحياد حينا، والتواطئ أحيانا أخرى. الأزمة تتطور بجماعة إيمي نتليت ، وتجاوزت السياسي المعنون برفض الحسابين الإداريين لسنتي 2010 و2011 من طرف أغلبية المجلس، لتجد أسوأ تجلياتها في عز صيف قائظ لا يرحم، في نقص حاد على مستوى الماء الصالح لشرب. نضبت الموارد المائية بدواوير أيت حساين ، تاوريرت ، إيمزيلن، أيت واسيف، تيمسوريين، إدحماد، بوزرو، إد عثمان بشمال جماعة إيمي نتليت ، وبوركيك وايت صليب، وباتت أولوية الأولويات بالنسبة للأطفال والنساء هي إيجاد ما يجيب عن الحد الأدنى من احتياجات أربعة آلاف نسمة من الماء. وضعية كارثية بامتياز تعكس رصيدا صفرا من سنوات تدبير جماعي أسال الكثير من المداد، ولم يفلح إلى حدود الساعة في تحريك ساكن الجهات المسؤولة سواء تنظيمية كانت أو قضائية. إلا أن حالة الإذلال والعقاب الجماعي التي طالت الساكنة لم تولد سوى بوادر انفجار اجتماعي ، وجد تعبيراته إلى حدود الساعة في أشكال احتجاجية سلمية ، بداية باحتجاجات 31 يوليوز 2012 بدوار بوزرو ، و 02 غشت 2012 ببهو قيادة سميمو، والتي تمخضت عن وعود لم تتحقق بتيسير سبل الولوج إلى الموارد المائية لساكنة المنطقة . وضع دفع بالساكنة إلى الاحتشاد والتحرك بشكل عفوي يوم الاثنين 13 غشت 2012 في إطار مسيرة جماهيرية توجت بوقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة . مطالب الساكنة تجاوزت الاجتماعي إلى السياسي، وعكست شعاراتهم سخطهم على اختلالات الحكامة بالمجلس المنتخب، واتجهت بالتالي إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إفقار المنطقة وتبديد مواردها وإجهاض مشاريعها وبرامجها التنموية. وتأسيسا على ذلك طالب المحتجون بمد دواويرهم بالبنيات التحتية الأساسية ، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية عبر توفير الماء الصالح للشرب وتعبيد طريق زاوية سيدي محند أوسليمان الجزولي ، وفك العزلة عن ساكنة دواوير الشمال وإصلاح الطرق والمسالك وتزويد المركز الصحي بالموارد البشرية الضرورية، وإيفاد لجان تحقيق وافتحاص مركزية للوقوف على الوضعية المالية للجماعة وإجراء خبرات على مختلف ما أنجز بها من المشاريع ، مع التأكيد على ضرورة وقف تدخل قائد قيادة سميمو في شؤون مجلس جماعة إيمي نتليت . استمرت الوقفة زهاء ساعتين، ولم تتوج بأي حوار بسبب غياب المسؤولين، الشيء الذي حدا بالساكنة إلى تسطير برنامج نضالي أسبوعي بتزامن مع السوق ، مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام عمالة الصويرة يومه الخميس 16 غشت على الساعة 9 صباحا .