تعرضت وقفة سلمية للمعطلين نظمت، مساء الثلاثاء 14 غشت 2012، بمريرت، إقليمخنيفرة، إلى تدخل أمني عنيف شنه عليها عدد كبير من عناصر القوات العمومية، حيث أصيبت معطلة (فتيحة باعمي) على مستوى الرأس نتيجة ضربات مبرحة تعرضت إليها، بينما اعتقل شاب معطل (مصطفى أوسار)، واتهامه بضرب رجل أمن، ليتم اقتياده إلى مخفر الشرطة قبل إخلاء سبيله تحت ضغط غضب المحتجين الذين ظلوا مرابطين بساحة الاحتجاج يرددون شعارات تدين التدخل القمعي الذي جوبهوا به أمام مرأى ومسمع من الملأ. وأفاد شهود عيان ل»الاتحاد الاشتراكي» أن المعطلين نظموا وقفتهم بشكل حضاري سلمي، وبكل مسؤولية والتزام، رفعوا فيها مجموعة من الشعارات المطالبة بحقهم المشروع في التشغيل والتنظيم والحياة الكريمة، كما مارسوا من خلالها حقهم في الرأي والتعبير حيال الوضع العام الذي تمر منه البلاد في ظل الحكومة الحالية، ذلك قبل مفاجأة الجميع بالهجوم القمعي العنيف من طرف القوات العمومية، لحظة تحرك الوقفة للسير في مسيرة شعبية، ما أسفر عن إصابة المعطلة فتيحة باعمي بضربات قوية على مستوى الرأس، وظلت مغمى عليها دون أدنى اهتمام. ولم يكن متوقعا أن تتأخر سيارة الإسعاف في الانتقال لعين المكان لنقل المعطلة الضحية، ذلك إلى حين تدخل أعضاء من فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان، وعندما تمت مطالبة الجماعة الحضرية بسيارة الاسعاف التابعة لها لأجل نقل الضحية للمستشفى الاقليمي بخنيفرة لتلقي الاسعافات الضرورية، لم يتم القبول بالأمر إلا بعد أداء ثمن البنزين، ما أثار سخطا واستياء شعبيا واسعا. وبينما نصحها طبيب مستشفى مريرت بإنجاز صورة اشعاعية للرأس، اكتفى أطباء المستشفى الإقليميبخنيفرة بالإفادة أن حالتها لا تستدعي ذلك، الأمر الذي حمل بعض المؤازرين لها التشكيك في وجود تحركات غير خفية لاحتواء التوتر، وكم كانت دهشة المرافقين للضحية كبيرة عندما سمح قسم المستعجلات بخروج هذه الأخيرة مع مطالبتها بالعودة في اليوم الموالي لاستكمال إجراءات الفحص. وفي هذا الصدد، لم يفت نشطاء من حركة 20 فبراير بمريرت وخنيفرة، التي كان بعض عناصرها متواجدين للمساندة والمؤازرة، وكذلك من فرع مريرت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التعبير عن تضامنهم المطلق مع ضحايا التدخل الأمني، ومن المرتقب أن تصدر بيانات استنكار في هذا الصدد، وأن يتم تنظيم وقفة احتجاجية بمريرت للتنديد بالحادث، بينما شدد المعطلون بمريرت على مواصلة احتجاجهم السلمي في إطار المعارك التي تخوضها جمعيتهم الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.