أثارت مشاهد فيلم «فتاة الشارع» للبلجيكية صوفي بيتير، الطالبة بمعهد سينما ببلجيكا، سخط أوساط الجالية العربية وبالأخص المغربية، بالنظر لما تضمنه من صور تعبر عن عنصرية فاضحة التقطتها عبر كاميرتها الخفية من قلب أزقة العاصمة البلجيكية بروكسيل، وبالضبط في الأحياء التي تقطنها الجاليات المغاربية، حيث ستجمعها (اللقطات) لتكون موضوع رسالة تخرجها من المعهد، وهي مشاهد تصور المغاربة والمغاربيين، كعنصر مزعج ومضايق.. يفرغ مكبوتاته.. في الشوارع علي حساب المارة من خلال لقطات وحوارات .. وقد أحدث هذا الشريط جدلا واسعا ببلجيكا، مما اضطرت معه صوفي بيتر إلى تقديم شروحاتها عنه عبر الموقع الإلإلكتروني البلجيكي الإخباري (sur7 7) هذا ويعالج الفيلم موضوع التحرش الذي تتعرض له النساء في بلجيكا من قبل شباب منحدرين من بلدان المغرب العربي. وذكر موقع صحيفة «لو موند» الفرنسية أن صوفي بيترس وهي متخرجة في كلية الفن السينمائي باحدى جامعات بلجيكا قررت تصوير فيلم حول موضوع الفحولة وسيطرة الذكور على الاناث في المجتمع تنفيذا لمشروع تخرجها في الجامعة. وتجولت الفتاة في شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل وهي تحمل كاميرا خفية لتجمع نتائج التصوير في فيلم بعنوان «فتاة الشارع». وحين تتمشى صوفي في شوارع بروكسل تتلقى سيلا من التعليقات المهينة التي يطلقها رجال وشباب مثل «عاهرة» و«كلبة» و«مؤخرة حلوة»، إضافة الى دعوات لقضاء ليلة في فندق والمضاجعة. يجري هذا مع أنه ليس في سلوك الفتاة صوفي التي ترتدي فستانا صيفيا يغطي الركبة وحذاء طويلا «جزمة» شيء من الاثارة والاستفزاز او ما يدعو الى الاستهجان. ورغم أن صوفي ترفض الاستجابة لكل هذه الدعوات المهينة او تلتزم الصمت ازاء التعليقات الوقحة، الا أن بعض الشباب يواصلون ملاحقتها في الشارع ومضايقتها. وتتساءل مخرجة الفيلم لماذا الفتاة بالذات هي التي تواجه الاستنكار والانتقادات بالدرجة الأولى في مواقف كهذه؟ وأثار عرض الفيلم في دور السينما في بروكسل انتقادات وجدلا حول مسألة التحرش بالنساء في البلاد. واعتبر البعض هذا الفيلم عنصريا، اذ بالفعل تم تصوير معظم مشاهد التحرش في أحياء من بروكسل يقطنها على الأغلب مهاجرون منحدرون من بلدان كالمغرب، الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. وردت المخرجة على مثل هذه الانتقادات قائلة انه كان من الصعب تصوير فيلم حول هذا الموضوع دون التطرق الى جوانب عنصرية. وأضافت ان «9 من كل 10 تعليقات مهينة تسمعها الفتاة في بروكسل يطلقها مهاجرون»، مشيرة الى أن أشخاصا كهؤلاء لا يمثلون الجالية المغاربية برمتها. وعلى خلفية النقاش الذي احتدم حول الفيلم قال مسؤول في بلدية بروكسل انه ابتداء من 1 سبتمبر المقبل سيدخل حيز التنفيذ قانون يسمح باحالة المخالفين لقواعد السلوك في الأماكن العامة الى المسؤولية الادارية. من جهتها قررت مخرجة الفيلم الانتقال للعيش في مدينة بلجيكية أخرى سعيا منها لتفادي الوقوع في مواقف مزعجة ومهينة كهذه.