تعرض القناة الثانية «دوزيم» يوميا في شهر رمضان بعد الإفطار سلسلة ساخرة تحظى بمتابعة كبيرة، ويقدمها أشهر فكاهيين في المغرب والجزائر يسخران فيها من مشاكل البلدين وعلاقات الحب والكراهية المتداخلة بينهما، في وقت كثر فيه الحديث عن فتح الحدود وتفعيل الوحدة المغاربية. وتبث القناة الثانية «دوزيم» سلسلة «الديوانة» يوميا بعد الإفطار، أي في وقت الذروة، وهو ما يجعل المسلسل يلقى متابعة واسعة. ويمثل في سلسلة «الديوانة» الكوميدي الجزائري عبدالقادر أرحمان المشهور بلقب «السيكتور»، والمنحدر من مدينة الغزوات القريبة من الحدود الجزائرية المغربية التابعة لولاية تلمسان غرب الجزائر، ويؤدي «السيكتور» دور جمركي جزائري. وعن الجانب المغربي في الجهة المقابلة للحدود مع الجزائر يقف الفكاهي المغربي المعروف حسن الفذ مرتديا بذلة الجمارك المغربية، مؤديا نفس دور حراسة الحدود. ويقول حسن الفذ في تصريح لفرانس برس: إن «أصل الفكرة يعود للفكاهي الفرنسي من أصل مغربي جمال دبوز، وعلى أساسها بني لقائي بعبد القادر السيكتور». ويضيف الفذ: إن »الفكرة بدأت خلال المهرجان الدولي للضحك الذي يشرف عليه جمال دبوز، حين أنجزت فقرة فكاهية بعنوان «بضاض» (الحب)، عبرت فيها عن حبي لكل ما هو جزائري، وهو إحساس حقيقي وصادق». وبحسب الفذ فإن جمال دبوز اقترح عليه وعلى السيكتور أن ينجزا عملا مشتركا، «وهكذا بدأت الفكرة فصورنا حلقة تجريبية لسلسلة الديوانة، وبدأنا العمل لإتمام باقي الحلقات». وديكور سلسلة «الديوانة» عبارة عن نقطتين حدوديتين صغيرتين شبه ملتصقتين ببعضهما، وأمام كل واحدة يقف جمركي عن البلدين يفصل بينهما حاجز حدودي، وفي بعض الأحيان يتغير الديكور إلى داخل غرفة فيها مكتبان متجاوران يفصل بينهما بالكاد خط أصفر كبير مرسوم على الأرض والحائط. ويحتفظ حسن وعبد القادر باسميهما الحقيقيين في السلسلة، حيث يعكسان كل يوم خلال فترة دوامهما وهما يتكلمان، المتناقضات والصور الجاهزة التي كونها الجاران عن بعضهما على مدى عقود، وكذلك نقط التشابه والتقارب والتعاون الممكنين. ورغم الخلاف في الآراء والأفكار والعادات التي تنتج المواقف الساخرة فإن الجمركيين تجمعها الكثير من النقط والعادات المشتركة، حيث يجدان نفسيهما مجبرين على التعايش رغماً عن أنفهما؛ لأنهما جاران ويجلسان يومياً إلى جانب بعضهما، تماماً كما هو حال الجزائر مع المغرب. ويعتبر حسن الفذ أن «السلسلة تعالج موضوعا ظل مسكوتا عنه لزمن طويل وظل حكراً على السياسيين والأمنيين والإعلاميين، في حين أنه يهم الشعبين المغربي والجزائري». ويضيف: «حاولنها استغلال المتناقضات والمفارقات التي تعد مجالاً غنياً للتفكه والتندر». ويتأسف الفذ على استمرار إغلاق الحدود بين البلدين والحواجز التي تفرق بينهما معتبرا أن «الشعب الجزائري شعب طيب جدير بالمحبة، تماماً كعبد القادر السيكتور المرح والتلقائي والعفوي في كلامه وفكاهته».