أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان جمعية عبد الصمد الكنفاوي للمسرح والفنون الذي نظمته الجمعية بدعم من عدد من المدعمين على امتداد سبعة أيام ابتداء من 9 يوليوز إلى 15 منه بمشاركة فرق مسرحية وغنائية وفولكلورية تمثل جهة طنجة، تطوان إضافة إلى مشاركة دولة قطر في جانب من المهرجان قدمت خلال هذه المدة مسرحية الجم التي خصصت مداخيلها الى جمعية الصفا لتصفية الكلي كما قدمت سهرات غنائية في ساحة التحرير وسباق للفروسية وعرض معرض خاص بمنتوجات المرأة. وتميز اليوم الأخير (مساء الأحد) بعرض ختامي لمجموعة جيل جيلالة التي أمتعت الجمهور الحاضر بكثافة والمقدر بالآلاف بأغاني رفيعة مثل نور الأنوار والسفينة والشمعة والدورة والعيون عيني اضافة الى القلب المسكون وديك الغابة والكلام المرصع وتفاعل الجمهور معها تفاعلا ايجابيا أعاد الى الأذهان سنوات السبعينيات والثمانينيات.. كما استمتع الجمهور في اليوم نفسه بأغاني الحاج السريفي المتغلغة في وجدان وذاكرة المنطقة من حيث ايقاعاتها الجبلية المحبوبة الى الساكنة خاصة الأغاني المتعلقة بمولاي عبد السلام بن مشيش الولي الصالح والمقاومة الجبلية والحب العذري . وتفرد اليوم السادس بسهرة خاصة مع حميد القصري وفرقته الكناوية التي حرص جمهور كثيف لمتابعتها الى ساعة متأخرة من الليل كان خلالها ابن حي سيدي ميمون الحي الأسطوري بالقصر الكبير يصدح في سماء ساحة التحرير بأغاني وأمداح نبوية وصوفية كانت في عمومها تدور حول الرسول والأنبياء والأولياء والصالحين دون أن ننسى للا مليكة وسيدي ميمون والموساويين شد خلالها أنفاس الجماهير الحاضرة والمتعطشة الى الفن الكناوي الأصيل خاصة وأن الأمر يتعلق بأحد أبناء الاقليم الذي تتلمذ على يد معلمين من هذه المدينة ومعلمين من مسقط رأسه بالقصر الكبير وبقي على أصالته وعفويته دون أن يغير الزمان من جلدته على الرغم من شهرته الفنية. وفي تصريح خاص للجريدة أوضح الرئيس الشرفي للمهرجان البروفيسور عبد الاله صوادقة أن هذا المهرجان يأتي لأهداف معروفة تتمثل أساسا في تشجيع الفن الشعبي بشقيه الفولكلوري والمسرحي كما يأتي أيضا لتشجيع موهبة الشباب للدفع به الى الاحتكاك مع المحترفين اضافة الى ترسيخ الثقافة الشعبية حتى تكون أداة لتهديب المواطن العرائشي لمواكبة مرحلة التغيير التي ينخرط فيها المغاربة وأبرز أن المهرجان تميز أيضابالكرنفال باستعراض جميع الفنون الشعبية من كناوة الى عيساوة الى باقي الفرق الفلكلورية الأخرى في ساحة التحرير وتم خلق الحلقة المغربية التي تمتاز بفرقة تغني والآخرين يدورون حولها، مشيرا إلى أن هذه الدورة عرفت تكريم الحاج السريفي الرائد في العيطة الجبلية وكذلك الفنان المرحوم صديقة والمرحومة فضيلة التدولاوي المناضلة في الحضرة العرائشية والطرب الأندلسي ناهيك عن أطر أسدوا عطاءات للجمعية، معتبرا أن النتائج المحققة في هذه الدورة مهمة وخاصة مدخول مسرحية الجم التي أهديت الى جمعية الصفاء للكلي مؤكدا في هذا السياق أن مداخيل الجمعية مستقبلا من هذه المسرحيات ستخصص الى الجمعيات التي تشتغل في البعد الانساني في المنطقة.