من أجل التدخل العاجل ورفع الحيف والظلم وفرض احترام وتفعيل القانون، تعرض العارض محمد حراك تقني من الدرجة الرابعة بمصلحة الأرشيف بالجماعة الحضرية لفاس، إلى ظلم مزدوج، يتمثل الأول في توقيفه التعسفي الذي لا يستند لأي مبرر، كما جاء في نص الرسالة الموجه إلى والي الجهة المؤرخة في 16 يوليوز 2012، والتي توصلت الجريدة بنسخة منها، حيث اعتبر فيها المشتكي دواعي التوقيف بالسياسية والنقابية، بينما تظلم الثاني والذي لم يستسيغ صاحبه وزاده ظلما وحيفا في حقه، وقت تجاهل الإدارة الوصية لطلبه لقاء والي الجهة لتقريبه من قضيته التي طال أجالها، ومنعه من دخول مقر الولاية... ويشير مضمون الرسالة، إلى إحاطة الجهات المعنية بمدة التوقيف التي تجاوزت الستة أشهر رغم أنها هذه الفترة هي الحد الأقصى للتوقيف المؤقت عن العمل، كما تنص عليه مقتضيات الفصل 66 من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، كما ذكرت الرسالة المسؤولين بالجلسات الخمس للمجلس التأديبي الذي تدارس فيها أعضاء المجلس الملف من جميع جوانبه الواقعية والقانونية وتأكد لهم بأن قرار التوقيف المؤقت لا يستند لأي مبرر، حيث تطرقت الرسالة إلى القرارات التي خلص بها المجلس التأديبي، تبعا للفصل 73 من نفس النظام للوظيفة العمومية، والتي نصت على عودة محمد حراك إلى عمله دون قيد أ وشرط وبشكل فوري مع استرجاعه لجميع مستحقاته المالية التي حرم منها منذ فاتح يونيو 2012. وأمام رفض الولاية تسلم الرسالة المشار إليها، ندد المشتكي بهذه التصرفات التي وصفها في تصريحه للجريدة ب «غير القانونية»، واستنكر هذا القرار على اعتبار أنه من واجب مصلحة الضبط ووالي الجهة، النظر إلى شكايات المواطنين، وجعل أبواب المكاتب مفتوح في وجوههم، بدل إصدار تعليمات تمنع المصالح من تسلم الرسائل والتظلمات، مما يطرح إشكالية التواصل مع المواطنين، يقول المشتكي. واعتبر المتحدث، أن تجاهل السلطات واكتفائها بالتفرج من بعيد على ما يقع يؤكد قيام شبهة التواطؤ بينها وبين رئيس الجماعة الذي لا يجد أدنى حرج في التعدي على الحقوق النقابية، ومبرراته في ترتيب هذا العقاب،التي لم يعرها أعضاء المجلس التأديبي واعتبروها واهية، مغادرة مقر العمل بدون مبرر، السب والقذف في حق المسؤولين بمركز الجماعة الحضرية وعرقلة السير العادي للمصالح الجماعية. هذا، وناشد المتضرر الجهات الغيورة على هذا الوطن والجمعيات والهيئات الحقوقية والإنسانية والصحافة الوطنية، التدخل لمؤازرته وفضح هذا التجاوزات التي لا تخدم المجتمع المغربي. المرضى عقليا هاجس يهدد حياة المارة أجسام تشكل خطرا متحركا، نراهم في كل مكان يتجولون ويأكلون من بقايا طعام المزابل، وهم في حالة مزرية يرتدون ملابس ممزقة متراكمة الأوساخ تغطي نصف أجسادهم، تنبعث منهم رائحة كريهة، حفاة.. هي حالة المرضى عقليا بالحاضرة الإدريسية وباقي المدن المغربية. تفاقمت وضعية المرضى عقليا خاصة في السنوات الأخيرة، مما أضحى من الضروري تنقية هؤلاء من الشوارع، لما قد يخلق من مشاكل وأضرار مادية ومعنوية للمواطنين ويجعل حياتهم في خطر، حيث نجدهم في بعض الأحيان في غاية الهدوء وأحيانا أخرى في كامل ثورتهم يرعبون ويشتمون المارة. وتختلف أشكال حوادث الاعتداءات التي لا تخلو من أي شارع أو ساحة، حيث التقينا مع «سعاد.م» هي إحدى ضحايا هذا النوع من الاعتداء وروت لنا قصة اعتداء أحد المرضى عقليا عليها قائلة، ‹›عندما كنت أهم بقطع الطريق فاجأت بأحدهم يسحبني بقوة من شعري والغريب في الأمر أن لا أحد من المارة تدخل لمساعدتي، بل بالعكس لاذ الجميع بالهروب››. ‹›فاطمة الزهراء.ح›› هي الأخرى تعرضت لاعتداء، عندما كانت تتبضع بأحد الأسواق بالمدينة، تفاجأت بأحدهم يصفعنها فإذا بها تجدها إحدى المريضات عقليا وكانت تحمل في يدها قضيبا، ولولا تدخل حارس الموقف السيارات رفقة زملائها الذين خلصوها منها بقوة لكانت من تعداد الموتى، كما جاء على لسانها. ولا تقتصر هذه الاعتداءات على فئة النساء فقط، فلسن وحدهن الضحايا، فحتى الرجال لم يسلموا من عنف المرضى عقليا، ‹›الأنصاري›› هو الآخر تعرض للسب والشتم من أحد المختلين عقليا بإحدى مقاهي العاصمة، ويروي ما حدث معه قائلا، ‹›بينما كنت جالسا أحتسي القهوة، حتى اقترب مني شخص يطلب مني سيجارة ولما تجاهلته انهال علي بوابل من السب والشتم، مما خلق نوعا من الفوضى في المقهى، ولم يصمت ذلك المجنون حتى تدخل الموجودون في المقهى لإخراجه، ورغم إخراجه من المقهى بقي يتلفظ بكل أنواع الشتائم غير مبالٍ بالمارة، ثم وانصرف يقهقه ويرقص وسط الطريق». هذه عينة من آلاف الحالات التي تتعرض لعنف المجانين يوميا، في ظل غياب إجراءات تحمي الطرفين المواطن والمريض عقليا في آن واحد، فهذه الفئة من المجتمع لم تسلم هي الأخرى من المضايقات من طرف بعض المواطنين شباب، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، يستهزئون منها ويستفزونها رغم الخطر الذي تشكله، مستعملين كل الألقاب والوسائل لجعلهم في حالة هستيرية «نرفزة» يتلفظون بكل أنواع الشتائم والألفاظ البذيئة، وهذا ما أكده أحد المواطنين، في حديثه للجريدة، «هناك بعض المرضى عقليا يكونون في غاية الهدوء، فيلجأ بعض الشباب إلى استفزازهم مما يجعلهم أكثر شرارة وخطورة».