يوسف أيت الحاج, زميل صحفي متخصص في الصحافة الرياضية, يطل علينا اليوم بارتساماته وآراءه من على بعد آلاف الكيلومترات التي تفصله عن بلده المغرب من هناك في قطر, حيث اختار التحليق في فضاءات الصحافة الرحبة هناك, حيث شروط العمل متوفرة وأفضل.. ورغم كل انشغالاته المهنية داخل قناة (الجزيرة) التي ينتمي إلى طاقمها الصحفي, ظل حاضرا ومتتبعا للرياضة في بلده, لأحوالها, أخبارها, ودائم التواصل مع زملاءه عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة.. الزميل يوسف أسعدنا بتجاوبه, على أمل أن نعود في أعداد قادمة لنناقش معه محاور وجوانب أخرى: هل تحدثنا عن مسارك المهني ؟ أولا بعد نيلي الباكالوريا في الأدب الإنكليزي، ولجت المعهد العالي للاعلام والاتصال في الرباط، وحزت على دبلوم في الاعلام السمعي البصري، اشتغلت لعامين في القناة الثانية كمتعاون، وانتقلت للعمل في قناتي «إم بي سي» و«العربية»، و دامت تجربتي مع «العربية» سبع سنوات، والتحقت ب«الجزيرة الرياضية» قبل ثلاث سنوات .. وخلال عملي في قناة «العربية»، وبتكليف منها قمت بإطلاق القسم الرياضي لمركز الأخبار في تلفزيون البحرين في نهاية عام ألفين وخمسة . كيف ترى مستوى الإعلام الرياضي في المغرب ؟ في تطور ملحوظ. الإمكانيات أصبحت أكبر بكثير، ولكن يجب الحرص على الجودة، وأطلب من شباب الإعلاميين خاصة التريث، وأن يمنحوا لأنفسهم فرصة التمكن من كل وسائل المهنة، فالمتلقي أصبح ذكيا جدا، ولايقبل التلكؤ، ويصدر حكما قاسيا، لأن المنافسة في الأجواء وفي الأثير باتت لاترحم.. لقد ولى عهد القناة والإذاعة الوحيدتين . رأيك في قناة «الرياضية» المغربية وفي المحطات الاذاعية الجديدة المهتمة بالرياضة ؟ من الصعب جدا على أي قناة رياضية أن تنجح الآن من دون تملك حقوق البطولات الكبرى، ورغم ذلك أبارك مجهودات الشباب.. وبخصوص القنوات الإذاعية الخاصة المهتمة بالرياضة تشكل فضاء جديدا لم يتعود عليه المغاربة، وأتمنى الإهتمام بجهات المغرب ككل. ستتفقون معي أن المغرب الرياضي ليس الرجاء والوداد فقط، مع تقديري الكبير لهذين الرمزين في الكرة المغربية . رأيك في قناة «دوزيم» هل تطورت أم تراجعت ؟ أسمح لي أن أبعث بتحية حب وتقدير عاليين لكل أفراد القناة الثانية فردا فردا، أنا ابن هذه القناة، وإن كانت لدي بعض الملاحظات، لكن لا أسمح لنفسي أن أصدرها في حق صرح إعلامي اعتبره موئلي المهني، وله الفضل في وضعي على الطريق الصحيح. كل التوفيق لأمي المهنية «دوزيم»، وأنا لا أشك أبدا في مقدرة إخواني هناك على تقديم الأفضل . رأيك في تحرير الفضاء الإعلامي ؟ التجربة بتقديري لم تكتمل بعد، والرهان الحقيقي فتح المجال للقنوات التلفزيونية، وهي الوسائط الأكثر جماهيرية، حينها سنحكم على التجربة، وأملي أن لا تكون نسخة كربونية لتجربة الإذاعات الخاصة، والتي قد لاتفرق أحيانا بينها إن لم تسمع الشارة المميزة لكل إذاعة . رأيك في الحوار الجاري حول الإعلام بالمغرب ؟ أشجع أي حوار، لأن كل مجتمع يسوده الحوار تسوده فضيلة الإنصات للآخر ومعها الأخذ والعطاء . كيف التحقت بقناة الجزيرة الرياضية ؟ تلبية لدعوة كريمة من مدير قسم الأخبار حينها، ومدير «الجزيرة الرياضية الاخبارية» حاليا الأخ محمد عمور، وكانت الفرصة للعمل لأول مرة في قناة متخصصة كان يهمني جدا أن أعيش هذه التجربة . كيف هي ظروف العمل في قناة الجزيرة ؟ مثالية.«الجزيرة الرياضية» تستند إلى صيت ذائع للقناة الأم، ولكن، أيضا، استطاعت شبكة قنوات «الجزيرة الرياضية» أن تصبح واحدة من أقوى الشبكات عالميا، وأحسست بذلك بقوة في تغطياتي الخارجية. تفاصيل يوم عمل عند الزميل يوسف ؟ هناك جدول دوام أسبوعي، وأحضر لكل يوم حسب البرامج والأخبار، لكن بغض النظر عن ذلك أنا قارئ ومتابع يومي لأهم الجرائد والمواقع العربية والدولية، ومتابع قدر المستطاع للقنوات والإذاعات، إضافة لذلك لي قراءاتي البعيدة تماما عن المجال. ماذا حققت في «الجزيرة الرياضية» المال الشهرة أم تطوير شخصيتك الصحافية ؟ هو مسلسل مهني بدا ب«دوزيم» ومر ب«إم بي سي» و«العربية» وحاليا «الجزيرة الرياضية»، كل محطة تضيف لي أشياء كثيرة مهنيا وإنسانيا . هل توجد مشاكل تعيق أداء عملك الصحفي، هل هناك ضغوطات وتدخلات ؟ أبدا، أنا أشتغل بأريحية كبيرة و«الجزيرة الرياضية» مؤسسة كبيرة، كل فرد فيها يعرف ما له وماعليه، وإن استدعى الأمر التعديل في بعض الأشياء، فهذا أمر صحي لتأمين التشغيل الأمثل للوسائل والأفراد . مستوى الصحافة الرياضية في الخليج ؟ هناك دول تحققت فيها طفرة كبيرة من الصحافة المكتوبة الى المسموعة والمرئية، ولا أكتم سرا إن قلت إن المرحلة المقبلة هي للإعلام الخليجي، لأنه يحمل الجديد. شخصيا أستمتع كثيرا ببعض المعلقين الخليجيين وتعبيراتهم ولهجتهم كذلك بالنسبة لي هم يحملون الجديد مقارنة بالآخرين . عدد كبير من الصحفيين في قطر هم من جنسيات خارج قطر لماذا في نظرك ؟ البلد في تطور، وهم يؤمنون بإشراك الجميع، وهذا يحسب لهم، وأحترم فيهم تقديرهم الكبير لأبناء بلدهم من ذوي الكفاءة وقد لايحتاجون للأجانب بعد مرور جيل كامل من الآن . ماهي مشاريعك المستقبلية ؟ ومتى ستقرر العودة نهائيا للمغرب، وهل تفكر في إحداث قناة أو محطة إذاعية ؟ حاليا أنا مع «الجزيرة الرياضية» ومشروعي الوحيد هو تقديم أفضل ما عندي لهذه القناة، وأقدر أن تجربتي مازالت طرية رغم سنوات خبرتي الاثنتي عشرة.. أما العودة للمغرب فقد تكون غدا أو بعد سنوات.. أنا من أشد المؤمنين بالقدر .