أعرب يوسف العمراني, الوزير المنتدب في الخارجية, عن رفض الحكومة المغربية للقرار الذي اتخذته السلطات الاسبانية بشكل احادي. وذلك ردا على قرار حكومة مدريد بإرسال مجموعة من الحرس المدني للمكوث بصفة دائمة في الجزر الجعفرية المستعمرة . على خلفية محاربة الهجرة السرية، واكد العمراني الذي تحدث إلينا من أديس أبابا، حيث ذهب في لقاء عمل من أجل التهييء للقمة الافريقية. وأضاف يوسف العمراني في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن هناك اتفاقا بين المغرب واسبانيا على ضرورة اتخاذ اجراءات مشتركة لمواجهة الهجرات السرية. مثل الدوريات المشتركة التي لم يتم الالتزام بها. في سياق آخر, وحسب الأعراف الدولية، فإن هناك اقرارا على ضرورة اعتماد التسوية بين الطرفين ( Modus vivendi)التي يجب أن يلتزم بها كل طرف بخصوص المناطق المستعمرة. ولا يمكن اتخاذ اية اجراءات احادية الجانب, سواء تعلق الامر بالجزر الجعفرية او جزيرة ليلى، كما سبق ان تم في السابق حينما نزلت السلطات الاسبانية بقواتها في جزيرة ليلى، حيث أثارت هذه العملية ازمة دبلوماسية بين الجارين. ومعلوم ان المغرب، تحول من بلد عبور للهجرة السرية، وما فرضه ذلك عليه من مجهودات أمنية ومالية لتأمين الحدود، الى دركي لحماية حدود اوربا الجنوبية. وأصبحت تغزوه الهجرة السرية. وفي تصريح للجريدة, أكد محمد اليازغي ان ما حدث بالجزر الجعفرية مخالف لما يجري بجزيرة ليلى وأضاف قائلا: ان الجزر الجعفرية محتلة من طرف الاسبان مثلها مثل سبتة ومليلية. اذ ما فتئ المغرب يطالب باسترجاع أراضيه المحتلة. لكن يبدو ان الجارة الاسبانية غير مستعدة للحوار في هذا الشأن. ورأى محمد اليازغي ان اخطر شيء تم هو الخطأ الفادح الذي ارتكبه وزير الداخلية الاسباني الذي زار مناطق مغربية، التي تمت فيها مواجهة بين عبد الكريم الخطابي والجيش الاسباني في العشرينيات من القرن الماضي. ولم يتفاجأ بهذا الاجراء يقول اليازغي على اعتبار ان الحكومة الاسبانية هي حكومة يمينية، وتعيش صعوبات ومشاكل اقتصادية تحاول من خلال هذا السلوك استعراض عضلاتها. وفي موضوع محاربة الهجرة أكد اليازغي قائلا ان التعاون بين البلدين قائم ,حيث تم الاتفاق على ان يكون هناك ضباط مغاربة واسبان يشتغلون بشكل تعاوني بكل من طنجة والجزيرةالخضراء، ولكن هذا موضوع آخر يضيف اليازغي. ومن جهة أخرى أكد السفير الاسباني ألبرطو نافار لوكالة الأنباء الاسبانية, أن زيارة وزير الداخلية الاسباني للمغرب أخبرت بها الحكومة المغربية منذ البداية والحكومة عينت عناصر من الدرك لمرافقة الوزير خلال زيارته لمواقع معركة أنوال, وأضاف أن الحكومة المغربية لم تحتج لا قبل الزيارة ولا بعدها«. وتأتي تصريحات الدبلوماسي الاسباني في نفس اليوم الذي أوضح فيه الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خلال ندوة صحفية قال فيها إن الحكومة المغربية تعتبر هذا السلوك غير مقبول. وقد تم استدعاء السفير الاسباني بالمغرب ومطالبته بتوضيحات في موضوع معركة أنوال وأضاف الخلفي أن وزارة الخارجية تتابع بدقة الى جانب الجهات المختصة. التصريحات المتناقضة بين المغرب واسبانيا أثارت جدلا واسعا بين البلدين وداخل كل بلد على حدة. فالصحافة الاسبانية أجمعت على ربط الزيارة الحدث بما عاشته العلاقات بين البلدين قبل 10 سنوات, حيث احتلت اسبانيا جزيرة ليلى شمال المملكة والتي تحل ذكراها الثلاثاء القادم, حين تدخلت أمريكا حينها لنزع فتيل أزمة كادت تشعل فتيل مواجهات بين الجارين. الاعلام الاسباني أكد على تراجع حدة التوتر بين البلدين منذ ذلك التاريخ.