اختتمت يوم الخميس 12 يوليوز 2012 فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية الذي احتضنته مدينة سطات منذ الخامس من نفس الشهر، وقد تميزت الدورة العاشرة بحضور أسماء وازنة من العديد من الدول العربية والاوربية ومن أمريكا وآسيا، بالاضافة إلى حضور وازن للفنانين والمبدعين المغاربة، كما تميزت الدورة العاشرة بحضور المملكة العربية السعودية كضيفة شرف، من خلال وفد هام من الفنانين المبدعين، كما حضر المهرجان الدولي نائب وزير الثقافة بالعربية السعودية. وشددت رئيسة جمعية بصمات ربيعة الشاهد، في كلمتها على أهمية هذه الدورة، التي جمعت العديد من الأسماء المبدعة في حقل الفن التشكيلي، على المستوى العالمي، الذين لهم حضورهم القوي وراكموا تجارب كبيرة في هذا الصنف الابداعي، مشددة في كلمتها أن «بصماتها» تشعل الشمعة العاشرة من خلال هذا المهرجان، الذي راكم تجارب على مدى 10 سنوات في مدينة أصبحت معروفة بهذا الحقل الابداعي، إذ حج منذ هذه السنوات للمشاركة في مهرجانها العديد من الأسماء من مختلف الدول ومن مختلف التجارب والأعمار، وكان والي جهة الشاوية ورديغة بوشعيب المتوكل، قد اعتبر ان سطات فخورة بحضور هؤلاء الفنانين الذين جاءوها من العديد من البلدان العربية الشقيقة، وغيرها من الدول الأوربية. ولم يخف الوالي إعجابه بهذه الدورة التي استطاعت استقطاب العديد من الأسماء، مشددا في كلمته على ضرورة رعاية هذا المهرجان، وبشر معشر المبدعين بأنه سيتم إنشاء فضاء خاص بالفنون لاستيعاب مثل هذه الأنشطة حتى يكون متنفسا لجميع المبدعين والفنانين. من أهم اللحظات القوية التي عرفها المهرجان الدولي، تكريم الفنان الملتزم الذي يشتغل بصمت وتفان وبحرفية عالية وبرؤية واضحة تنتصر للإنسان في بعده المحلي والكوني. ويتعلق الأمر بالكاريكارسيت محمد ليتيم، الذي قال في حقه عبد الهادي خيرات شهادة في حفل تكريمه. يقول خيرات واصفا ليتيم إنه فنان منفرد لم يسبح في بحر اللون واكتفى بالمشي على شاطئه، ولعل رمل الشاطئ الذي كان مشى عليه بتوأدة هو الذي أوحى له بالرسم بالنقط، يضيف خيرات مرتجلا شهادته«شخوص محمد ليتيم بسيطة، نحيفه ومع ذلك حملها أفكارا كالجبال، وهي شخوص تشبهه، تشبهه، يعيد خيرات حتى في انطوائه وانزوائه، وهي شخوص تتأمل في صمت لتعبر عن مكنون ثقافي عميق». وعن الفنانة المبدعة ربيعة الشاهد، قال عنها خيرات«اسمحوا لي أن أحييها على هذا الانجاز الجبار، حيث جعلت من مدينة سطات قبلة لكبار الفنانين التشكيليين، لقد أصبحت علَمَنا الذي يرفرف خفاقا في سماء سطات». ولم يفت خيرات الفرصة لاستحضار الفنان المبدع أحمد سعيد سمعلي الذي أعطى الكثير لهذا الوطن، داعيا إلى إطلاق اسمه على إحدى المعالم الثقافية. وفي تكريم الفنان سليمان بنغال، يقول صديقه، فلكي أن هذا الفنان لا يتحدث كثيرا وله قدرة كبيرة وتجربة كبيرة وفريدة من نوعها، سواء في النحت أو غيره. وذكر بهذه التجربة المتعلقة التي نسج فيها سفنا قديمة، وقبلها كان يعانق الخط العربي. وقال في حقه إنه فنان كبيرة يخشى الظهور الاعلامي ويشتغل في صمت وبصدق. وعلى المستوى الانساني قدم خدمات كبيرة للعديد من الفنانين، كما أنه يكون سعيدا حينما يقدم خدمة للأطفال. وفي جملة بليغة قال عنه صديقه إنه فنان وانسان كامل المواطنة. المهرجان الوطني عرف العديد من الندوات الفكرية والسهرات الصوفية وغيرها من الاعمال الفنية، كما شارك في هذا المهرجان الفنان التشكيلي أحمد بن يسف ومارك باتيفول وكارول ديبيريز نيسون وفاليري تليسكا وغيرهم، كما حضر الفنان والمبدع الحاج يونس بحضور الفنانة نعيمة إلياس كما غنت الفنانة سعيدة شرف والفنان عبد الجليل ذاكر وكذلك الفنان مراد أسمر. وتتبع أشغال المهرجان العديد من الوجوه المسرحية والفنية والاعلامية والثقافية.