في إطار التحضير لمعرض «دار المعلمة 2012» الذي ستحتضنه مدينة وجدة في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 يوليوز الجاري بهدف دعم القدرات الاقتصادية للصانعات التقليديات واكتشاف غنى موروث الصناعة التقليدية النسائية المغربية والمغاربية بصفة عامة والجهة الشرقية بصفة خاصة، نظمت شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب بشراكة مع وكالة إنعاش وتنمية عمالة وأقاليم الجهة الشرقية يوما تواصليا وإعلاميا لفائدة الجمعيات والتعاونيات النسائية بالمنطقة الشرقية، احتضنه مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، وافتتح بمداخلات لكل من عبد الكريم عواد الرئيس المؤسس للشبكة، وسعيدة ماهر ممثلة وكالة الجهة الشرقية والحسين ستيتو المدير الإقليمي للصناعة التقليدية بإقليمي الناظور والدريوش. وقد عرف هذا اليوم التواصلي حضور أزيد من 100 صانعة تقليدية من مختلف أقاليم الجهة الشرقية (وجدة، الناظور، الدريوش، بركان، تاوريرت جرادة وفكيك) للاستفادة من تجربة «دار المعلمة» والصانعات اللواتي تمكن بفضل الانخراط في الشبكة من تجاوز مجموعة من الإكراهات وتحسين منتوجاتهم بفضل الخبرات المتبادلة، وكذلك للخروج من العزلة والانخراط في المسار التنموي لبلادنا، خاصة وأن هذه الجهة، المتميزة بموقعها الاستراتيجي وإمكانياتها الطبيعية الهائلة، تزخر بطاقات مهمة وإبداعات خلاقة في قطاع الصناعة التقليدية بكل تجلياتها. ولتشجيع الصانعة التقليدية بالجهة الشرقية على المشاركة في برنامج «دار المعلمة»، قدمت مجموعة من العضوات في الشبكة تجربتهن وكيف تمكن من الخروج من العزلة والمشاركة في المعارض بفضل التوجيه والتكوين، وتعلم تقنيات التواصل، سواء مع الزبون أو مع غيرهن من الصانعات للاستفادة من تجارب بعضهن البعض لتطوير المنتوج ومواكبة متطلبات السوق... بعد ذلك فتح المجال للحاضرات اللواتي صبت جل مداخلاتهن في اتجاه المعيقات التي تواجهها الصانعة التقليدية والمتمثلة أساسا في مشكل التسويق وكذا التنقل إلى المعارض، حيث تكون المداخيل التي تجنيها الصانعة أقل بكثير من مصاريف التنقل. وفي الأخير، دعت المشاركات في هذا اليوم التواصلي والإعلامي إلى ضرورة التنسيق بين شبكة «دار المعلمة» ووكالة الجهة الشرقية من أجل دعم قدرات الصانعة التقليدية للمنطقة الشرقية وتعزيز وضعها السوسيواقتصادي؛ وذلك عبر برنامج يتناسب ومعطيات هذه الجهة من حيث موروثها التقليدي والثقافي والاهتمام بالمنتجات التي تحمل سمتها وخصوصيتها كالبلوزة الوجدية، الدوم، التنبات... وكذا العمل مع الوكالة على إنجاز مقر ل «دار المعلمة» بمدينة وجدة، يكون ملاذا لكل الصانعات التقليديات المنضويات تحت لواء الشبكة للاستفادة من دورات تكوينية وورشات كالتي تنظمها الشبكة دوريا في باقي مقراتها. وتجدر الإشارة إلى أن شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب «دار المعلمة» تأسست بمراكش سنة 2008 وضمت 120 صانعة وهي الآن تضم أزيد من 700 صانعة من مختلف أنحاء المغرب في كل أنواع الصناعة التقليدية من تطريز، شبكة، قفطان، مجوهرات، زربية، حنبل، الفخار، الجلد، البزيوي، تدرازت، السلال، المزركشات الشرائطية... وقد بدأت الشبكة عملها بدورات تكوينية بفضاء التسويق بمراكش والصويرة ومعرض وطني بمدينة الدارالبيضاء سنة 2009 شاركت فيه 150 صانعة تقليدية من مختلف أقاليم المملكة كما نظمت معرض قفطان دار المعلمة في نفس السنة، ومعرضين سنة 2010 و2011، وستحتضن مدينة الألفية هذه السنة «معرض دار المعلمة» في دورته الرابعة من 10 إلى 15 يوليوز بمشاركة حوالي 150 صانعة من مختلف المدن المغربية. كما ستتميز هذه الدورة بتمثيلية رمزية لصانعات تقليديات من دول تونس والجزائر وموريطانيا في أفق تنظيم معرض مغاربي يكون في مستوى المغرب العربي الكبير. هذا، وستعرف هذه الدورة ورشات تكوينية طيلة أيام المعرض بمعدل أربع ساعات في اليوم ستتمكن خلالها الصانعات، وأيضا زوار المعرض، من التعرف على تقنيات الزربية والتنبات والفخار والصباغة النباتية.