بهيجة إدريس من أقوى الأصوات النسائية، التي ظهرت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، غنت أغاني عاطفية و دينية ووطنية، تملك صوتا رائعا ومميزا ودافئا.. أول فنانة تهاجر إلى القاهرة بداية الستينيات، وتعاملت مع الموجي والسنباطي، وربطت علاقات مميزة مع عائلة فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، غير أن كل ذلك لم يثنها عن العودة إلى بلدها. تعتبر من المطربات اللواتي أسسن للبيت والعائلة، هي أم لسبعة أبناء. من مواليد 1938 بمدينة مكناس، والدها خريج جامعة القرويين بفاس، اسمها الحقيقي بهيجة العلمي الإدريسي، عاشت وسط أسرة تهتم بالفن، بعض أفرادها مطربون وهم: شقيقتها أمينة الإدريسي المشهورة بأغنية «ألو التليفون»، والفنان محمد الإدريسي صاحب الخالدات، وعبد الكبير الإدريسي، وزوج أختها الفنان الملحن محمد بن عبد السلام، الذي يرجع له الفضل في تحقيقها شهرة من خلال أغاني كثيرة أدتها من تلحينه، وكذلك زوجها الملحن عبد الرحمان الكردودي، ثم ابنتها دعاء عبد الرحمان. كانت ظروف لقائها بزواجها عن طريق الفنانين عبد الرحيم السقاط وعبد الوهاب الدكالي هما من توسطا في زواجها بالفنان عبد الرحمان الكردودي، الذي لحن لها العديد من الخالدات، منها أغنية «كلمات». من بين أشهر أغاني نهيجة ادريس أغنية «عندي وحيدة»، وهي أول قطعة غنائية أذتها رفقة الفنان إبراهيم القادري سنة 1957، وهي من تلحين محمد بن عبد السلام وكلمات عبد الله شقرون، وقطعة «ياجميل ياللي رمشك قال للي»، وهي من الأغاني التي تعاملت فيها مع الملحن المصري محمد الموجي وأدتها باللهجة المصرية في أوائل الستينيات. و«عطشانة» التي حققت بها الشهرة سنة 1966، وهي أغنية «الماء يجري قدامي» وهي من أروع ما غنت، من كلمات محمد الغربي، وألحان محمد بن عبد السلام، وأغنية «الصحراء ديالنا» التي أدتها بمناسبة انطلاق المسيرة الخضراء. وأغنية «ماهو جاري ولا قريب لدواري»، التي تناقلها فنانون مختصون في الفن الشعبي. ثم أغاني «الشمس غربات» و«خليك معايا» و«ياحبيبي ياغايب عن عيني» و«أنت هاني وأنا هانية» و«متفاهمناش» و«اغضب كما تشاء»، و«عرفناك جميل»، و«أيام شبابي»، و«بشار الخير»، و«ليلتي»، و«قصيدة المالحة»، و«مظلومة»، و«مين غير ميعاد»، و«رجع لي وكان مسافر»، و«سنواتي»، و«ياجميل رمشك قالي»، و«ياختي قولي إيه»، و«أيام زمان»، و«لهدية»، و«الورد غار من خدك»، وأغنية «حبيبي تعال» هذه القصيدة من نظم الشاعر اللبناني إلياس فرحات، وتلحين أحمد البيضاوي.. تقول المطربة بهيجة عن بدايتها الفنية، كان المغفور له محمد الخامس أول من ضمن لها عوامل الولوج والتميز في الميدان الفني بعد أن أمر بتوظيفها في الإذاعة الوطنية وبشكل استثنائي، كأول مطربة بالإذاعة. الفنانة بهيجة إدريس أغنت خزانة الإذاعة الوطنية بعدد من الأعمال التي فاق عددها المائة. قال عنها محمد بن عبد السلام، «في بداية مسارها، زمن لم يكن سهلا على امرأة الظهور للغناء على الساحة الفنية، أنه كان يجري تسربها إلى الحفلات مثل بضاعة محظورة أو مهربة، إلا أن الإعجاب بصوتها كان كبيرا. شاركت بهيجة إلى جانب محمد حسن الجندي وعزيز موهوب وغيرهم في أول أوبريت غنائية بعد الاستقلال تحمل عنوان «بنات الوطن»، من تأليف أحمد الطيب العلج وألحان العربي الكواكبي ومحمد بن عبد السلام. كما شاركت في حفلات غنائية في كثير من المدن والأقاليم، ومثلت المغرب في تظاهرات ثقافية وفنية خارج المغرب. أثناء زيارتها للشرق التقت عددا من المخرجين المصريين، وعرضوا عليها لعب أدوار في أعمالهم سينمائية. لكنها اعتذرت لأنها كانت مضطرة إلى السفر. تعرفت على عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، ومحمد الموجي. اختارت بهيجة إدريس الاستقرار بالإمارات العربية المتحدة بعد قرار اعتزالها الغناء سنة 1986، هذا القرار جاء وفاء منها لعهد قطعته على نفسها، أن تعتزل في سن الأربعين. وبعد سنوات عن الإعتزال أعلنت عن عودتها إلى المجال الفني، فكان رجوعها إلى الساحة الغنائية بعمل فني كبير عن غزة، بثلاث لغات عالمية، يجمعها مع ابنتيها من الملحن عبد الرحمن الكردودي، والمطربة الشابة دعاء عبد الرحمن، والشاعرة فاتن عبد الرحمن. كما أنها حظيت بعدد من التكريمات من بينها حفل نظمته الاذاعة الوطنية.